الخرطوم: توقعات بتسليم خاطفي الطائرة الإثيوبية ووزير الخارجية الســوداني توجه إلى أديس أبابا غدا

زيناوي يشكر البشير لانتهاء أزمة الطائرة بسلام.. وواشنطن قلقة بشأن أعمال العنف في أديس أبابا

TT

الخرطوم: «الشرق الاوسط» والوكالات أبدت مصادر سودانية شكوكا من وجود احتمالات قوية بتسليم خاطفي الطائرة الاثيوبية العسكرية التي اجبرت على التوجه الى السودان مساء الخميس الماضي الى السلطات الاثيوبية. ووصول وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل امس الى العاصمة الاثيوبية للمشاركة في اعمال اللجنة الوزارية المشتركة التي تبدأ أعمالها في أديس ابابا، وأشارت مصادر اتصلت بها «الشرق الأوسط» الى ان المباحثات ستتناول قضية تسليم قراصنة الجو الاثيوبيين الخمسة كما تطالب اديس ابابا.

وعادت الى اديس ابابا أمس الطائرة الاثيوبية العسكرية وعلى متنها جميع ركابها الـ44 وطاقمها الـ7 الذين افرج عنهم اول من امس بعد مفاوضات دامت 9 ساعات اجرتها السلطات السودانية مع الخاطفين. وتلقى الرئيس السوداني الفريق عمر البشير رسالة من رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي امس اعرب فيها عن شكره للحسم السوداني في التعامل مع عملية الاختطاف التي قام بها خمسة من الرعايا الاثيوبيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة السودانية وزير الاعلام الدكتور غازي صلاح الدين ان معالجة موضوع خاطفي الطائرة الاثيوبية ستتم وفق التفاهم القائم بين السودان واثيوبيا في اطار العلاقة العامرة والودية بين البلدين. وقال في بيان صحافي ان ما ورد في تقارير بعض وكالات الانباء من ان السودان رفض تسليم خاطفي الطائرة ليس صحيحا. واضاف «نود ان نؤكد للجميع ان لا مشاكل في الاساس بين السودان واثيوبيا». وأشار صلاح الدين الى ان السودان كان حريصا منذ البداية على إنهاء الازمة علي النحو الذي تم لإيمانه العميق بالعلاقة الازلية مع اثيوبيا ولاهتمام البلدين بقضايا الامن القومي التي تمثل هما مشتركا للبلدين الجارين. وختم غازي صلاح الدين كلامه بالقول «ومن المعلوم ان هناك لجنة وزارية مشتركة بين البلدين ستنعقد خلال يومين باثيوبيا في اجتماع كان مقررا اصلا وذلك تأكيدا لعمق العلاقات بين البلدين».

وقالت وكالة انباء السودان ان السلطات السودانية باشرت التحقيق مع الخاطفين الذين أشاروا الى انهم ارادوا لفت انتباه العالم لما يدور من اضطرابات اقتصادية وسياسية في بلادهم والى عدم وجود حريات عامة. ويذكر انه في 18 ابريل (نيسان) الحالي تحول احتجاج طلابي في جامعة اديس ابابا يطالب بالحرية الاكاديمية الى اعمال شغب راح ضحيتها 41 قتيلا. وطالبت اثيوبيا السودان بمحاكمة الطلبة الاثيوبيين الخمسة كمجرمين عاديين، في الوقت الذي نفت فيه الايحاءات بأن لهم صلة مباشرة بالاضطرابات الجامعية في اديس ابابا.

وقالت معلومات غير مؤكدة ان خاطفي الطائرة الاثيوبية الى الخرطوم هم مجموعة من طلبة كلية الطيران الذين لم ينجحوا في الامتحانات النهائية. وافاد مركز «والتا» الاعلامي (مقرب من السلطات في اديس ابابا) ان السلطات تعرفت على هوية خاطفي الطائرة العسكرية الى الخرطوم، وهم برهان تيغين وابيب وهبطامو والي وهم عسكريون لهم من العمر نحو 20 عاما، بالاضافة الى خاطفين غير مسلحين وهم فيرويني تيغين شقيقة برهان وموريس بيلاي الذي تربطه علاقة عائلية باحد الخاطفين الثلاثة المسلحين. وافاد المركز ان الخاطفين كانوا يحملون مسدسات وقنابل يدوية وسكاكين.

وجاء استسلام الخاطفين للسلطات السودانية عقب مفاوضات استمرت 9 ساعات تم الاتفاق خلالها على تقديمهم لمحاكمة عادلة في السودان وفق القوانين الدولية المتعارف عليها بشأن اختطاف الطائرات مع ضمانة بعدم تسليمهم الى اثيوبيا.

وقد تمت عملية اختطاف الطائره عندما كانت في رحلة داخلية في شمال اثيوبيا. واعتقلت السلطات الاثيوبية نحو ثلاثة آلاف طالب في الاسبوع الماضي بعد اضطرابات بدأت كمواجهة بين الشرطة ومتظاهرين من الطلاب الذين كانوا يطالبون بالحرية الجامعية. وافرجت السلطات عن معظم المعتقلين الخميس الماضي ووافقت على كثير من طلبات الطلاب.

وفي واشنطن قالت مسؤولة بوزارة الخارجية الاميركية ان الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق ازاء اعمال العنف التي وقعت في اديس ابابا والقتلى والاضرار التي لحقت بالممتلكات. واضافت «في الوقت الذي نعترف فيه بواجب اي حكومة للحفاظ على القانون والنظام توجد اشارات قوية على ان الشرطة استخدمت القوة المفرطة في الرد على المظاهرات السلمية في حرم جامعة اديس ابابا». ومضت قائلة «ندعو الحكومة الاثيوبية الى الافراج فورا عن هؤلاء الاشخاص الذين لا توجد ضدهم ادلة على ارتكاب افعال اجرامية وضمان العملية القانونية الواجبة لباقي المعتقلين». وقالت المسؤولة ان الولايات المتحدة رحبت باستعداد الحكومة لاجراء محادثات مع الطلاب بشأن حرية التجمع والاعراب عن اراء معارضة.