إصابة 7 مستوطنين وجندي إسرائيلي في قصف بالهاون وتفجير عبوة بغزة

«فتح» و«حماس» تعلنان مسؤوليتيهما عن العمليات

TT

اصيب امس والليلة قبل الماضية 7 مستوطنين وجندي اسرائيلي في احدى مستوطنات قطاع غزة جراء قصف بمدافع الهاون وتفجير عبوة ناسفة.

واعلنت حركة فتح مسؤوليتها عن اطلاق قذائف الهاون على مستوطنة في القطاع خلال الليلة قبل الماضية وفجر امس انتقاما لاغتيال اسرائيل 4 من كوادرها في رفح. في حين اعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن تفجير العبوة الناسفة في مستوطنة نيتسيه حزاني في مجمع مستوطنات غوش قطيف جنوب قطاع غزة واسفرت عن اصابة مستوطن وجندي اسرائيلي.

واصيب المستوطنون الستة الآخرون خلال قصف بالهاون لمستوطنة نيتسيه حزاني بعد ظهر امس. ولم يعلن اي فصيل بعد مسؤوليته عن العملية، غير ان «فتح» توعدت امس بمزيد من القصف.

وقالت حركة فتح في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه ان العملية جاءت انتقاما للمجزرة «البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني القذر التي اودت بحياة ابطالنا الاربعة في رفح». وشددت «فتح» على ان هذه العملية سيتبعها الكثير من العمليات. وقال بيان الحركة «ان التزامنا بعدم القصف في الفترة الاخيرة تجاوبا مع نداء القيادة الفلسطينية لا يعني مطلقا السكوت على الجرائم الاسرائيلية، كما انه بالتأكيد لا يعني التخاذل والاستسلام».

وتعهدت «فتح» بما اسمته «مزيد من المفاجآت. فالهاون ليس الكل والكل كثير وجديد والمجد ليس بعيدا».

ويعد قيام «فتح» باستئناف قصف المستوطنات تطورا دراماتيكيا، اذ انه يأتي بعد عشرة ايام فقط من قرار مجلس الامن القومي الفلسطيني برئاسة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عدم استخدام قذائف الهاون في عمليات الانتفاضة.

يذكر ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون اعلن قبل عدة ايام ان الرئيس عرفات ونجله عومري قررا تشكيل لجنة لبحث عملية اطلاق قذائف الهاون على المستوطنات. واعلنت مصادر رسمية فلسطينية عن معارضتها لاستخدام الهاون بحجة انه يعطي لاسرائيل المبرر لاقتحام الاراضي الفلسطينية وممارسة قدر اكبر من العنف ضد الشعب الفلسطيني.

واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن تفجير عبوة ناسفة في نيتسيه حزاني واصابة ضابط وجندي اسرائيلي. وجاء في بيان صادر عن الكتائب ان العملية جاءت انتقاما «لشهداء فتح» الاربعة. وقال البيان «بعون من الله ورعايته تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام مسؤوليتها عن اقتحام مستوطنة نيتسه حزاني وتفجير عبوة ناسفة عن بعد فى خزان تجمع مستوطنات غوش قطيف ضد دورية صهيونية راجلة».

واكدت الكتائب «تأتي عمليتنا هذه فى اطار الرد على الاحتلال وسياسة الاغتيال والتي كان آخرها اربعة من اخواننا فى حركة فتح فى مدينة رفح عن طريق التفجير عن بعد. فليذق المحتل اذاً وليشرب من نفس الكأس التي يذيقنا منها».

من ناحية ثانية ذكرت مصادر فلسطينية ان جيش الاحتلال الاسرائيلي نصب في الآونة الاخيرة، مكعبات اسمنتية في مناطق التماس بين جنوده والمسلحين الفلسطينيين. واشارت هذه المصادر الى ان هذه المكعبات مزودة بكاميرات ذكية تقوم بتصوير كل من يقف امامها وترسل الصور في نفس الوقت الى مقر المخابرات الاسرائيلية في المنطقة، لرصد وتحديد هوية الفلسطينيين الذين يطلقون النار.

واشارت المصادر الى انه يصعب تمييز الكاميرات من بعد. وحسب هذه المصادر لعبت هذا الكاميرات دورا حاسما في تصفية كوادر حركة فتح الاربعة في منطقة رفح الاسبوع الماضي، اذ كان الجسم المشبوه الذي انفجر وادى الى مقتل الاربعة، موجودا قبالة احد المكعبات الاسمنتية المنصوبة على الحدود المصرية ـ الفلسطينية.

وقالت المصادر ان الجسم المشبوه لم ينفجر رغم ان الكثير من الاطفال الفلسطينيين عبثوا به ورغم ان عددا من افراد الاجهزة الامنية الفلسطينية اطلقوا النار عليه وحتى عندما حاول فلسطينيون جره الى مكان آخر لم ينفجر. لكنه انفجر عندما جاء العناصر الاربعة على مسافة ثلاثة امتار.

وكان الانفجار شديدا الى حد جعل جثة احد القتلى تطير الى داخل الحدود المصرية، ولم يتم استعادة الجثة الا بتنسيق مع مصر واسرائيل.

وتؤكد المصادر الفلسطينية ان المخابرات الاسرائيلية لم تفجر الجسم المشبوه الا بعد ان نقلت الكاميرات الموجودة في المكعبات الاسمنتية صور عناصر المقاومة الشعبية الذين كانوا على قائمة التصفية، وعندها فقط انفجر الجسم بقوة كبيرة.

وكان اللواء عبد الرزاق المجايدة قد اعلن الليلة قبل الماضية ان الجيش الاسرائيلي عمد الى تسهيل دخول سيارات اسرائيلية مسروقة ومفخخة لقطاع غزة، وذلك للتسهيل على عملاء الاحتلال الاسرائيلي، عمليات التصفية ضد المقاومين الفلسطينيين.

في تطور آخر اعلنت قيادة المنطقة الجنوبية الاسرائيلية في قطاع غزة عن تسهيلات على تحركات رجال الامن الفلسطيني باسلحتهم في قطاع غزة. ونقلت اذاعة صوت اسرائيل عن مصدر في هذه القيادة قوله ان الجيش الاسرائيلي اعلن امس انه سيكون مسموحا لافراد ومركبات الامن الفلسيطني سلوك الشارع الموازي للشارع الرئيسي في قطاع غزة. وكان الجيش الاسرائيلي قد حظر قبل اربعة اشهر على الفلسطينيين جميعا سلوك هذا الشارع. ويذكر ان الحظر على حركة المدنيين في الشارع ما زال ساري المفعول.