قالت منظمة الامم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ان هناك نحو مليون وثلاثمائة الف طفل فلسطيني منذ نهاية سبتمبر (ايلول) الماضي يعيشون حالة الرعب والخوف والتوتر الزائد وانعدام التركيز الدراسي والكوابيس الليلية والتبول اللاارادي جراء عمليات القصف الاسرائيلي المباشر واليومي.
واقرت المسؤولة الاعلامية في مكتب اليونيسيف في القدس مونيكا عواد ان الغالبية العظمى من اطفال فلسطين لا يشتركون في المظاهرات وغيرها من مظاهر الاحتجاج الفلسطيني على الاحتلال، الا ان الجيش الاسرائيلي قتل حتى منتصف الشهر الجاري اكثر من 116 طفلا وجرح اكثر من 5500 طفل مسببا اعاقات دائمة لعدة مئات منهم.
واشارت مونيكا عواد الى ان اليونيسيف وثقت لوضع الاطفال الفلسطينيين قبل المواجهات الاخيرة مباشرة وخلالها الامر الذي ساعد وسائل الاعلام العالمية على الكتابة الدقيقة عن وضع هؤلاء الاطفال.
واوضحت مسؤولة اليونيسيف ان المنظمة تسعى للتخفيف من اعراض التوتر عن طريق تشكيل فرق طوارئ واقامة خطوط ساخنة لارشاد النساء والشباب في هذا المجال كما تم تدريب مائتي اختصاصي اجتماعي في وزارة الشؤون الاجتماعية و175 متطوعا من المنظمة العالمية للدفاع عن الاطفال بالاضافة الى 2408 معلمي حضانة.
من جانبه قال الدكتور احمد بكر استاذ علم النفس في جامعة بيرزيت الفلسطينية ان المهمة العاجلة للاختصاصيين النفسيين في المناطق الفلسطينية هي اشعار الاطفال بالامان وتدريبهم على التكيف والتصرف الصحيح عندما تقصفهم الطائرات، مشيرا الى ان الجدات يقمن بدور رائع في هذا المجال وخصوصا اذا اخذ بعين الاعتبار النقص الحاصل في عدد الاختصاصيين النفسيين.
ونوه الدكتور بكر بتدريب المدارس والحضانات على خطط الاخلاء في حالة التعرض للقصف الاسرائيلي لتجنب شعور الاطفال بالذعر، مؤكدا ان الناس يستطيعون بالتدريب الملائم او حتى بالتعود التغلب على التوتر والخوف والتكيف مع الاثار النفسية للحرب.
من ناحية اخرى تأثرت الدراسة والانتظام الدراسي بشكل كبير منذ بدء المواجهات خصوصا في المناطق الساخنة في قطاع غزة والخليل وبيت لحم.
وحسب تقديرات اليونيسيف فإن الدراسة في اكثر من 40 مدرسة يدرس فيها اكثر من 20 الف طالب تضررت بشكل كبير اما وزارة التربية والتعليم الفلسطينية فتقدر عدد المعلمين في المدارس الحكومية الذين تضرر عملهم بـ 2499 معلما وعدد الطلاب الذين تأثرت دراستهم بـ 38517 طالبا من اصل 621142 طالبا وذلك في الفترة ما بين 29 سبتمبر (ايلول) و18 مارس (اذار) الماضيين.