محام يهودي بريطاني يدعو لدفع تعويضات لضحايا إسرائيل الفلسطينيين

TT

دعا المحامي اليهودي الارثوذكسي المعروف دانيال غرينبرغ اسرائيل الى دفع تعويضات للضحايا الفلسطينيين ممن فقدوا املاكهم وهجّروا نتيجة للحروب التي شهدتها المنطقة، خصوصاً في عامي 1948 و1967، أسوة بضحايا المحرقة النازية من اليهود الذين ما فتئت مؤسسات يهودية تطالب بتعويضهم مادياً عما لحق بهم.

جاء ذلك في مقال نشرته صحيفة «جويش كرونيكل» البريطانية الاسبوعية اول من امس، واللافت في الدعوة التي ترافقت مع احتفالات اليهود البريطانيين بذكرى اعلان اسرائيل، انها صادرة عن رجل قانوني غير معروف بمواقفه الانتقادية حيال اسرائيل. ومع ذلك فهو مستعد لعقد المقارنة غير المسبوقة في اوساط اصدقاء اسرائيل بين ضحايا الهولوكوست والفلسطينيين، والاعتراف بأن الاخيرين تعرضوا للعدوان، اذ استندت مداخلته الى «فكرة (دفع) المعتدي تعويضاً للضحية»، وأنهم في موقع مشابه لـ«اليهود المهجرين» وممتلكاتهم كـ«ممتلكات اليهود» التي صادرتها دول اخرى.

وساق المحامي امثلة من التاريخ اليهودي لدعم طروحاته المشفوعة بإشارات الى التوراة. وبينما شدد على تفهمه لممارسات اسرائيل التي «اضطرت الى خوض الحروب لتأسيس نفسها و(لضمان) استمرار وجودها»، أكد ان «عائلات (فلسطينية) كثيرة لم تشارك في النزاعات العسكرية فقدت بيوتها وسبل عيشها». ومصير هؤلاء الفلسطينيين جدير في رأيه بالمقارنة مع مصير «الاسرائيليين الكثيرين الذين قتلوا او عانوا (الويلات) بمن فيهم عدد من المدنيين العزل» جراء الحروب المتكررة.

وأشار الى ان اليهود طالبوا «دولاً اوروبية عدة بتعويض اولئك الذين فُرض عليهم) الالتحاق بـ(معسكرات) الاعمال الشاقة والذين كابدوا المعاناة خلال الهولوكوست قبل ان يفوت الأوان «انطلاقاً من فكرة ان التعويض المادي مهما كان ضئيلاً من شأنه ان «يؤدي غرضاً نفسياً «فيربح» الضحية والمعتدي على حد سواء». الا ان اسرائيل لم تُطبق المبدأ ذاته على نفسها، حسب غرينبرغ الذي تساءل «هل فعلنا ما فيه الكفاية لمواجهة اسئلة (تتصل بـ)سلوك اليهود خلال تأسيس الدولة اليهودية والدفاع عنها؟». وحث اليهود على دفع التعويضات للفلسطينيين التزاماً بتعاليمهم الدينية لأن ذلك سيعزز سمعتهم ويثري حياتهم الروحية، مبيناً ضرورة ان تكون المبادرة من طرف واحد.