نقاش جزائري ـ مغربي هادئ في تونس حول تداعيات نزاع الصحراء على مشروع الاندماج المغاربي

TT

شهدت اعمال المؤتمر المتوسطي الذي عقدته مؤسستا «ريالتي» التونسية (مستقلة) و«فريدريك ايبرت» الالمانية واختتم امس في تونس، نقاشا مغربيا ـ جزائريا هادئا حول تداعيات ملف الصحراء على مشروع الاندماج المغاربي.

وكان سيد احمد غزالي رئيس حكومة الجزائرية الاسبق قد اعتبر ان مشروع الاندماج المغاربي ضرورة تمليها التحولات الجديدة، وهو يجسد تداخل التاريخ والجغرافيا بين بلدان المنطقة، قبل ان يكون اجندة تفرضها مسارات او اطراف من الخارج.

وقال غزالي «ان قضية الصحراء لا ينبغي ان تشكل عائقا امام المشروع المغاربي للاندماج»، مشيرا الى انه يمكن تحييدها والمضي في انجاز عملية الاندماج.

وفي تعقيبه على غزالي، قال الدكتور مهدي لحلو الخبير الاقتصادي المغربي لدى عدد من المنظمات الدولية ان ملفي الصحراء والديمقراطية داخل بلدان المغرب العربي يشكلان العائق الاساسي امام بناء اتحاد المغرب العربي الذي يشهد منذ ست سنوات حالة جمود. وذكر لحلو ان اهمية مشروع البناء المغاربي تكمن في جدواه السياسية لانه يشكل السبيل السياسي لاقامة اندماج اقتصادي ومنطقة تبادل تجاري حرة ووحدة نقدية وجمركية.

واضاف ان المشروع المغاربي كان بإمكانه ان يسمح بتقوية المفاوض المغاربي مع الاتحاد الاوروبي. وقال لحلو ان ملف الصحراء يشكل عقبة اساسية امام المشروع المغاربي، بسبب النفقات العسكرية التي يدفع دول المنطقة اليها، موضحا ان ملف الصحراء هو الدافع لارتفاع النفقات العسكرية المغربية والجزائرية.

وقال ان النفقات العسكرية الجزائرية بلغت خلال السنوات الخمس الاخيرة، 7 مليارات دولار اميركي، الامر الذي دفع المغرب الى نفقات مماثلة لتحديث قواته العسكرية وشراء الاسلحة، مضيفا ان هذه النفقات الجزائرية ـ المغربية على الجانب العسكري، تجعل اقتصاد البلدين يفقد سنويا حوالي 14 مليار دولار وهو ما يشكل ثلث الناتج الداخلي المغربي.

واعتبر الخبير المغربي انه لا يمكن القول ان نفقات بهذا الحجم يمكن وضعها بين قوسين، كما يقول الجانب الجزائري الرسمي عندما تطرح عليه مسألة الصحراء والبناء المغاربي، مشيرا الى ان السياستين الخارجية والعسكرية الجزائرية توجه جهودها الرئيسية الى ملف الصحراء، معربا عن امله في ان توجه دول المنطقة وفي مقدمتها المغرب والجزائر جهودها للتنمية وتحديث اقتصادها ودعم برامج التعاون الاقليمي.

وكان مؤتمر تونس الذي تركز حول موضوع «مستقبل منطقة البحر الابيض المتوسط والعولمة» قد اختتم اعماله امس، باقتراح اجندة جديدة لتفعيل مسار الشراكة الاوروبية ـ المتوسطية.