إشارات سياسية في افتتاح معرض للفن الفارسي بواشنطن

TT

ربما تتوفر فرصة أمام إيران لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة من خلال الفن، إذ ينتظر المسؤولون عن معرض للفن الفارسي المقام حاليا في الولايات المتحدة مصادقة حكومية رسمية. ويحتوي المعرض الذي افتتح اول من امس تحت عنوان «نسمة من جنائن بلاد فارس» على 89 لوحة ويرافقه ستة تشكيليين إلى جانب سامي آزار، مدير متحف طهران للفن الإيراني المعاصر. جدير بالذكر ان العلاقات الأميركية ـ الإيرانية ظلت مقطوعة منذ احتلال السفارة الأميركية في طهران قبل 21 عاما واحتجاز 52 رهينة لمدة 444 يوما. ويحاول الرئيس الإيراني محمد خاتمي من جانبه التقارب مع الغرب، غير ان التيار المتشدد كثيرا ما وقف عقبة في طريق هذا التقارب. ويحتوي الفهرس التفصيلي للمعرض على شكر لوزارة الثقافة الإيرانية ووزارة خارجية الولايات المتحدة لمساعدتهما. يلاحظ بوضوح غياب الفن السياسي عن أعمال المعرض المذكور، إذ علق آزار على هذا الجانب خلال لقاء مع وكالة «اسوشيتدبرس» قائلا انه كان هناك اهتمام أكبر بالسياسة وسط التشكيليين خلال فترة السنوات العشر الأولى التي أعقبت الثورة الإيرانية، أي حتى حقبة الثمانينات، إلا ان الاهتمام الآن ينصب، حسبما يقول آزار، على جوانب أخرى مثل المذهبين التجريدي والتعبيري في الفن التشكيلي إلى جانب المؤثرات الأخرى من كل أنحاء العالم.

وأقيم المعرض اول من امس في «ميريديان انترناشونال سنتر».

وتقام الشهر المقبل حفلات للغناء الإيراني الكلاسيكي والشعبي والجاز الحديث في مركز كينيدي بجامعة جورجتاون الأميركية. كما ان مكتبة الكونغرس خصصت يوما لقراءات ومناقشات في الشعر الإيراني، ويستضيف «معرض كوركوران للفنون» حفلا إيرانيا ويرعى «متحف المنسوجات» محاضرة حول السجاد الفارسي.

كما جرت بعض الترتيبات لتنظيم عروض سينمائية خاصة للأفلام السينمائية الإيرانية التي وجدت إشادة من النقاد الأميركيين، غير ان المنظمين ذكروا ان هناك عدم اهتمام من طرف دور السينما التجارية.

واكد عامر زكرجو، مدير المتحف المرافق للمعرض، ان «نسمة من جنائن بلاد فارس» يظهر أثر الثقافات على بعضها بعضا، مشيرا الى ان «جهود الاحتفاظ بهوية الثقافات أصبحت مسألة غاية في الأهمية خصوصا ان العالم اصبح اصغر حجما ووجود القرية الكونية اصبح أكثر وضوحا». ويؤكد زكرجو ان الفن المعاصر في إيران يعكس الحاجة إلى البشر في الوحدة والتنوع على السواء. وتحمل إحدى لوحات المعرض عنوان «حوار الحضارات» وهو ما نادى به الرئيس خاتمي بداية هذا العام كسبيل لتحسين العلاقات مع بقية العالم. وقد رسم هذه اللوحة الفنان سعيد غلامي وهي تحمل الكثير من الإشارات للفن الغربي من حيث زوايا اللوحة التي هي أشبه بتلك المستخدمة في اللوحات الإيطالية قبل 500 عام. وترعى المعرض كل من «اكسون موبيل» وشركة «بوينج» و«ديملركرايسلر».

الصورة لوحتان من المعرض الايراني في واشنطن (أ.ب)