دول آسيا الوسطى تبحث تشكيل قوة انتشار سريع لمكافحة الإرهاب الأصولي

TT

بدأ في العاصمة الروسية اجتماع وزراء خارجية «مجموعة شنغهاي» التي تضم روسيا والصين وقزقستان وقيرغيزستان وتاجيكستان. ويتضمن جدول اعمال الاجتماع استعراض نتائج قمة المجموعة التي التأمت العام الماضي في دوشنبه والتحضير للقاء زعماء المجموعة الذي سيعقد في اواسط يونيو (حزيران) القادم في شنغهاي. ومن المنتظر ان يناقش الاجتماع الحالي آفاق تطوير التعاون في اطار هذه المجموعة الاقليمية على مستوى جديد اعلى. كما يبحث الوزراء قضايا مواصلة العمل في اطار «مجموعة شنغهاي» والوضع في آسيا الوسطى واحتمال انضمام اعضاء جدد الى المجموعة ومنها اوزبكستان وباكستان اللتان اعربتا عن رغبتهما في ذلك.

وذكرت وكالة «نوفوستي» بأن الوزراء سيصدرون بيانا سياسيا مشتركا يعكس مواقف الدول الخمس في القضايا الدولية الحيوية ومنها قضية الاستقرار الاستراتيجي. كما سيبحث المجتمعون مشروع اتفاقية الكفاح المشترك ضد الارهاب الدولي والنزعة الانفصالية القومية والتطرف الديني. وينص احد بنود المشروع على تهيئة الوثائق المتعلقة بتشكيل مركز مشترك لمكافحة الارهاب يكون مقره في بشكيك عاصمة قيرغيزستان، وكذلك احتمال تنفيذ عمليات مشتركة وتدريب الخبراء وتبادل المعلومات.

واحتل مكانة بارزة في الاجتماع موضوع احتمال اقتحام المقاتلين الاصوليين لاراضي افغانستان في الصيف القادم، والتدابير الممكن اتخاذها للتصدي لهم.

ومعروف ان سكرتاريي مجالس الامن القومي لبلدان معاهدة الامن الجماعي اتفقوا في اجتماعهم الاخير في يريفان على تشكيل قوات جماعية للانتشار السريع ستكون مهمتها تنفيذ العمليات القتالية لمكافحة الارهاب في آسيا الوسطى. ومن المقرر ان يوقع رؤساء روسيا وروسيا البيضاء وقزقستان وقرغيزستان وتاجيكستان اتفاقية بهذا الشأن في اجتماعهم القادم في 26 و 27 مايو. وتقرر ان يكون تعداد افراد هذه القوات 1500 ـ 1700 رجل مع وسائل الدعم الناري.

وعلمت «الشرق الأوسط» ان الرئيس الاوزبكي اسلام كريموف سيصل الى موسكو في 3 مايو (أيار) القادم في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام وسيحتل مكانة الصدارة في مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موضوع الاستعداد لصد هجمات الاصوليين المحتملة وتطوير التعاون العسكري بين روسيا واوزبكستان.

ومعروف ان اسلام كريموف نادرا ما يزور موسكو، وكانت آخر زيارة له اليها عام 1998 في عهد الرئيس السابق بوريس يلتسين. ومنذ ايام اجرى مكالمة هاتفية مع الرئيس بوتين استغرقت حوالي الساعة تناولت اساسا العلاقات الاقتصادية . وقد اعرب الرئيسان عن ارتياحهما لوضع العلاقات بين بلديهما. ولهذا فان المباحثات بين كريموف وبوتين ستتركز على القضايا الجيوبوليتيكية والامن الاستراتيجي في آسيا الوسطى حيث تمارس روسيا دورا هاما. ويريد بوتين اقناع نظيره الاوزبكي بضرورة عودة اوزبكستان الى معاهدة الامن الجماعي لرابطة الدول المستقلة لأن وجودها فيها سيدعم منظومة الأمن في آسيا الوسطى نظرا لمكانة اوزبكستان باعتبارها اقوى دول المنطقة عسكريا واكثرها سكانا. ويعرض الكرملين على اوزبكستان حرية مناورة جيوبوليتيكية اكبر مع بقائها بصفتها حليف روسيا الاكبر في المنطقة. كما تم الاتفاق على تزويد الجيش الاوزبكي باحدث الاسلحة الروسية ومقايضتها بالقطن الاوزبكي الذي تعتمد عليه صناعة النسيج الروسية بشكل اساسي. ويؤكد المراقبون ان زيارة كريموف تصب في مجرى محاولات بوتين لتشكيل تكتل آسيوي قوي يضمن امن روسيا في الاتجاه الشرقي.