افادت تقارير صحافية في عدن ان السلطات في دولة الامارات ابلغت الاسبوع الحالي اليمنيين من العسكريين والسياسيين والمدنيين المتواجدين فيها والذين نزحوا اليها منذ انتهاء الحرب الاهلية اليمنية صيف عام 1994 بالاستعداد للعودة الى وطنهم.
وقالت صحيفة «الطريق» الاسبوعية المستقلة في عددها الصادر امس في عدن ان المعلومات الموثوقة التي حصلت عليها مما اسمته بـ«مصادر خاصة مطلعة» تفيد ان السلطات في الامارات «تكلمت مباشرة مع العميد هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع السابق بأن هذا الامر لا يعتبر طلبا تنقله الامارات الى اليمنيين عن رغبة الحكومة اليمنية بعودتهم بل هو ابلاغ بقرار الامارات بعودتهم».
واوضحت الصحيفة ذاتها ان الانباء تفيد ان العميد هيثم قال «انه سيواجه عقوبة الاعدام حال عودته، الا ان الاماراتيين ابلغوه ان الحكومة اليمنية ستصدر عفوا عنه».
واضافت ان الامارات «تلقت وعودا يمنية بأنه سيتم استيعاب جميع العائدين ضمن اجهزة الدولة اليمنية»، مشيرة ـ الصحيفة ـ الى ان المعلومات تفيد ان ذلك القرار «لا ينحصر فقط على الكوادر المدنية والعسكرية بل يشمل ايضا القيادات السياسية الاخرى».
واشارت الصحيفة الى انه من بين القيادات والكوادر الموجودة في الامارات اضافة الى العميد هيثم قاسم طاهر وزير الدفاع الاسبق والذي وصفته بأنه «المسؤول الاول» عن اولئك المقيمين هناك فان القائمة تشمل الدكتور ياسين سعيد نعمان ومحمد سعيد عبد الله محسن وانيس حسن يحيى والدكتور عبد العزيز الدالي وقاسم عبد الرب.
وقالت صحيفة «الطريق» بأنها علمت ان «الاتفاق كان يقضي بعودة الجميع قبل احتفالات اعياد الوحدة اليمنية في 22 مايو (ايار) الحالي، الا انه جرى تأجيله حتى يتسنى لأبناء العائدين انهاء العام الدراسي الحالي في مدارس الامارات»، لكنها لم تحدد ماهية ذلك الاتفاق ومن هي الاطراف في الاتفاق.
كما قالت بأنها علمت انه بالنسبة للوضع المادي للعائدين فان «حكومة الامارات ستمنح كل عائد مبلغا ماليا مقطوعا ربما يكون من المخصصات المالية المحددة لكل فرد ولمدة 3 اشهر او 6 اشهر، حتى نهاية العام ليتسنى لهم حال عودتهم الاستقرار وترتيب امورهم».
وخلصت الصحيفة الى القول ان الانباء تفيد انه ربما «يحاول بعضهم تقديم التماس للاماراتيين لتمديد فترة بقائه رغم التشدد الاماراتي بينما ترجح مصادر اخرى ان تطلب احدى الشخصيات المعروفة اللجوء الى بريطانيا بدلا من العودة الى الوطن»، الا انها لم تسم او تشر الى تلك الشخصية تحديدا.
يذكر ان العميد هيثم قاسم طاهر صدر بحقه ضمن اربعة اشخاص من الـ16 الذين جرت محاكمتهم غيابيا في صنعاء حكم بالاعدام، اضافة الى علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني الاسبق وزعيم الحزب الاشتراكي السابق وحيدر ابو بكر العطاس رئيس الوزراء الاسبق وصالح منصر السييلي محافظ عدن الاسبق والاخيران كانا عضوين في المكتب السياسي لـ«الاشتراكـي».
وقال مصدر اتصلت به «الشرق الأوسط» ان اتصالات جرت بين العميد طاهر وقياديين يمنيين سابقين في الامارات ولكن هناك وجهة نظر بمعالجة الملف في اطار شامل يشمل نحو 1200 من قيادات النظام في اليمن الجنوبي السابق نزحوا الى الخارج بعد الحرب الاهلية. وتمنى هذا المصدر صدور عفو عن المحكومين (قائمة الـ16) يتوافق مع احتفالات عيد الوحدة في 22 مايو (ايار). وقال سياسي يمني آخر في الامارات انه ليس لديه علم بعروض عودة قائلا ان موسم شائعات العودة يبدأ في مايو وينتهي في يوليو (تموز).