قدومي لـ«الشرق الأوسط»: على مصر والأردن قطع روابطهما بإسرائيل إذا واصلت عدوانها

TT

اكد فاروق قدومي رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية ان الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط مقبلة على مرحلة جديدة من التأزم قد تتطور الى احداث ومواجهات عدوانية تقوم بها اسرائيل ضد لبنان او سورية او مصر او الاردن او العراق. ودعا مصر والاردن الى قطع روابطهما بإسرائيل اذا واصلت عدوانها.

وقال قدومي في حديث لـ«الشرق الأوسط» ان اسرائيل تسعى من خلال سياسة الاستفزاز والاعتداءات المتقطعة من فترة لأخرى الى جر الدول العربية الى حرب جديدة لان الحرب هي التي توحد شعب اسرائيل وتخدم مصالحها التوسعية ومصالح بعض الدول الغربية في حين ان السلام يجعلها تعيش حالة من الاضطراب والارباك لان الاسرائيليين لم يتعودوا ان يعيشوا في حالة سلام.

وقال قدومي انه على الدول العربية ان تتخذ كل الاجراءات لحصار اسرائيل سياسيا واقتصاديا واستخدام مصالحها للضغط على القوى التي تناصر اسرائيل. ودعا الدول العربية المنتجة للنفط الى تخفيض انتاجها لان هذا كما يقول هو الذي يؤلم اميركا. فمصالح الجمهوريين معظمها تكمن في النفط.

وناشد قدومي هذه الدول بالتنسيق مع شركائها في منظمة الاوبك خفض سقف الانتاج مما سيؤدي الى زيادة اسعار النفط، وهو امر من شأنه ان يثير شعوب الولايات المتحدة واوروبا على حكامها.

وحذر قدومي من امكانية قيام شارون باعتداءات مفاجئة ضد احدى دول الجوار، وقال انه ينبغي الاستعداد لعملية الردع خاصة بالنسبة للدول العربية المجاورة لفلسطين.

وطالب مجلس الامن والامم المتحدة بتأدية واجباتها في حفظ الامن والسلام في المنطقة وذلك بردع اسرائيل ووقف عدوانها وسحب جيشها من المناطق العربية المحتلة وارسال قوات دولية للحفاظ على الامن والسلام في المناطق الفلسطينية.

واعتبر قدومي ان ما تقوم به حاليا اسرائيل من عدوان وارهاب ضد الشعب الفلسطيني هو دليل واضح على انها لا تريد السلام «بل انها تريد تدمير كل الجهود التي قامت بها المجموعة الدولية والولايات المتحدة مهما كانت ضئيلة».

وقال قدومي «اذا استمر الاسرائيليون في سياسة العدوان والارهاب ضد الشعب الفلسطيني فان فتح الجبهات العربية المجاورة لدخول المتطوعين العرب والمسلمين والاصدقاء للانضمام الى الانتفاضة يصبح مطلبا لا بد منه».

وردا على سؤال ان مثل هذا المطلب هو امر مستحيل التحقيق قال قدومي «ليس هناك شيء مستحيل لان الجماهير العربية قد وصل بها الغضب والشعور بالمهانة الى حد يجعلها تضغط على الحكام العرب خاصة في الدول العربية المجاورة في المشرق لاتخاذ كل الاجراءات لوقف العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني».

ودعا قدومي «مصر التي لها مكانتها السياسية في المنطقة وفي العالم الى اقناع الولايات المتحدة واوروبا بضرورة اتخاذ اجراءات مادية لردع اسرائيل بوقف اعتداءاتها فوراً». وقال «اذا استمرت اسرائيل في عدوانها فانه على مصر والاردن ان يقطعا كل روابطهما مع اسرائيل لان السكوت على ما تفعله اسرائيل في الاراضي الفلسطينية يفسر على انه ضعف في الجانب العربي». واستطرد «نحن لا نطالب بأن يتورط العرب في حرب جديدة مع اسرائيل لان هدف شارون هو جر احدى الدول العربية الى مثل هذه الحرب».

كما شدد قدومي في حديثه الذي يصادف مرور 53 عاما على اغتصاب فلسطين، على ان الشعب الفلسطيني سيستمر في انتفاضته ولن يتوقف الا اذا حقق انجازا سياسيا كبيرا مثل خروج الاسرائيليين من الاراضي الفلسطينية وقيام دولة فلسطينية مستقلة وازالة المستوطنات.