مئات الآلاف من الفلسطينيين في الوطن والشتات يحيون ذكرى النكبة بالحداد والمواجهات مع جنود الاحتلال

مظاهرات في دمشق وعمان والقاهرة وبغداد تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل

TT

ووكالات الأنباء احيا الفلسطينيون ومراكز الشتات الذكرى الـ53 لضياع فلسطين بالوقوف 3 دقائق حداداً في الضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق 1948 وجميع مراكز الشتات فقاموا بمظاهرات ومواجهات مع جنود الاحتلال اسفرت عن مقتل 4 فلسطينيين وجرح المئات. فخرج مئات الآلاف الى شوارع الضفة الغربية وقطاع غزة ودمشق وبيروت والقاهرة ومناطق اخرى يرفعون الاعلام الفلسطينية والرايات السوداء. وحمل المتظاهرون مجسمات لمفاتيح كناية عن مفاتيح منازلهم التي تركوها هربا من المجازر الاسرائيلية ابان النكبة، وتوابيت لفت بالعلمين الاميركي والاسرائيلي واحرقوا الاعلام الاسرائيلية.

واللافتات الداعية للعودة كتب عليها اسماء القرى والمدن المدمرة والمحتلة منذ عام 1948.

وغطت صور النكبة والقرى المدمرة جدران المنازل الفلسطينية في جميع المدن، وعلق جميع موظفي السلطة الفلسطينية والطلاب شارات السواد. وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرا توقفت الحركة تماما في المدن الفلسطينية واطلقت صفارات الانذار. وبعد ان هدأت اصوات صفارات الانذار عزف السلام الوطني الفلسطيني ورفع الناس اصابعهم مشيرين بعلامات النصر في الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الاسرائيلي منذ نحو ثمانية أشهر. وتعالت التكبيرات عبر مكبرات الصوت من المساجد وقرعت الكنائس اجراسها. واذاعت وسائل الاعلام الفلسطينية المرئية والمسموعة كلمة مسجلة للرئيس الفلسطيني.

وفي مدينة القدس الشرقية المحتلة توقفت الحركة لمدة ثلاث دقائق عندما انطلقت صفارات الانذار عبر اذاعة فلسطين فتوقف المارة وخرج اصحاب المتاجر من محلاتهم وتوقفت السيارات والحافلات في شارع صلاح الدين الشارع الرئيسي في مدينة القدس رغم كثافة وجود الشرطة الاسرائيلية. ومن ثم انطلقت مسيرة من بيت الشرق المقر غير الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية، باتجاه حاجز الرام الذي يفصل شمال القدس عن رام الله.

وفي دمشق تظاهر مئات الفلسطينيين والسوريين احياء لهذه المناسبة (ذكرى النكبة) عند انشاء دولة اسرائيل عام 1948. ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الكتاب والصحافيين والطلاب لافتات كتب عليها «الصهيونية اسوأ من النازية» و«القدس عربية وعاصمة فلسطين الابدية».

وتوجه المتظاهرون الذين حملوا ايضا رسما كاريكاتوريا لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وفمه يقطر دما، الى مقر برنامج الامم المتحدة للتنمية (بنود) في وسط دمشق.

وفي بيان سلم الى ممثل بنود في دمشق اكد الاتحاد العام للكتاب العرب «ان مكافحة الاستعمار الصهيوني وحليفه الاميركي واجب قومي» ودعا الى «وقف التطبيع» مع اسرائيل. وطلب الاتحاد من جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي «بالتحرك فورا للدفاع عن الشعب الفلسطيني ووضع حد للمجازر التي ترتكب في حقه».

وفي القاهرة تظاهر اكثر 100 شخص امس امام مقر جامعة الدول العربية مطالبين بقطع العلاقات مع اسرائيل في ذكرى قيامها او ما يعرف بعام «النكبة». وفرضت قوات الامن المركزي طوقا حول المكان واكتفت بمراقبة الحشد.

وفي عمان توقف الآلاف من المحامين الأردنيين عن العمل لمدة ساعة طالبوا خلالها بالغاء معاهدة السلام الاردنية ـ الاسرائيلية الموقعة عام 1994. وتجمع المحامون داخل مبنى قصر العدل في عمان حيث التزموا بالتوقف عن العمل لمدة ساعة ورددوا هتافات منددة باسرائيل وداعمة للانتفاضة، كما طالبوا بـ«الغاء معاهدة» السلام الاسرائيلية ـ الاردنية.

وردد المتظاهرون شعارات مثل «على المكشوف على المكشوف، صهيوني في عمان ما بدنا نشوف» و«لا اله الا الله، الشهيد حبيب الله». ولف بعض المحامين رؤوسهم بعصابة سوداء في حين وضع آخرون شارات سوداء حول اذرعهم تعبيرا عن مشاعر الحداد. وجرت وقائع التجمع بدون ادنى تدخل من الاجهزة الامنية الاردنية.

وفي تصريح الصحافة الفرنسية اكد نقيب المحامين الاردنيين صالح العرموطي ان «الغالبية العظمى من المحامين الاردنيين التزمت بالتوقف عن العمل في عمان وفي كافة مدن الاردن تعبيرا عن الحداد في ذكرى يوم النكبة».

ونظم المئات من سكان مخيم البقعة في الضاحية الشمالية لعمان، مظاهرة عبروا خلالها عن استنكارهم للصمت العربي ازاء القمع الاسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية.

واحرق حوالي مائة متظاهر فلسطيني في بغداد علما اسرائيليا امام مقر البرنامج الانمائي التابع للامم المتحدة في بغداد.