عرفات في ذكرى النكبة: لا سلام بدون عودة اللاجئين

الرئيس الفلسطيني للإسرائيليين: استخدام القوة والحصار لن يوفر لكم الأمن

TT

دعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشعب الفلسطيني في خطاب مسجل في الذكرى الـ 53 لنكبة فلسطين الى الصمود لمواجهة القمع الاسرائيلي. وقال عرفات في خطابه الذي نقلته وسائل الاعلام الفلسطينية المرئية والمسموعة ان تضحيات الشعب الفلسطيني لن تذهب هدرا. واكد ان لا سلام بدون عودة اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية. وانتقد عرفات «صمت العالم عن اراقة الدماء الفلسطينية على يد المحتلين والمستوطنين». وتساءل «اليس من حق الشعب الفلسطيني ان يعيش في وطنه حرا مثل باقي شعوب الارض؟». وقال ان الشرعية الدولية التي يدعو العالم الفلسطينيين التمسك بقراراتها «تداس يوميا على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي».

ووجه عرفات انتقادا مبطنا للادارة الاميركية عندما قال ان الحماية الدولية التي توفرها «القوة المسيطرة والمهيمنة في المجتمع الدولي لاسرائيل هي التي شجعت اسرائيل على تجاهل قرارات الشرعية الدولية». واضاف «حاولنا بدون كلل وبنية صادقة العمل ليسود سلام الشجعان والتعايش السلمي والجوار الحسن، ولحقن الدماء ولاقامة الدولة الفلسطينية فوق الارض الفلسطينية».

واوضح الرئيس الفلسطيني ان السلام يتطلب انهاء الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي، مشيرا الى ان السلام العادل يجب ان يقوم على العدل والانصاف لحقوق الشعب الفلسطيني. وشدد عرفات على انه في حال لم يحصل الفلسطينيون على حقوقهم فلن يكون هناك سلام في المنطقة. وقال متسائلا «بأي حق يصادر المحتلون والمستوطنون ارضنا بالقوة ويقيمون المستوطنات عليها ويعتدون ويحرقون الارض والمساكن والمزروعات والمنشآت؟».

واضاف «انني اعلن في يوم النكبة ان طريق السلام واضح وضوح الشمس ويتمثل بالانسحاب الاسرائيلي الكامل والشامل لجيش الاحتلال الاسرائيلي والمستوطنين اليهود من جميع الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة الى حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وحل قضية اللاجئين على اساس القرار 194 وسائر قرارات الشرعية الدولية»، مشيرا الى ان هذا «هو الطريق الوحيد لسلام الشجعان الذي يكفل الامن والاستقرار لنا وللاسرائيليين ولاطفالنا واطفالهم».

واشار عرفات الى ان «القوة العسكرية العمياء التي تحركها الحكومة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني لن تحقق السلام والامن ولن تفرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني». وقال «ان قدر الشعب الفلسطيني ان يدافع عن ارض الاباء والاجداد ووطن الحاضر والمستقبل. اننا صامدون وصابرون ومثابرون حتى نرفع راية الحق والعدل والسلام المشرف».

وفي رسالة للاسرائيليين قال عرفات «القوة العسكرية والحصار الاقتصادي والمالي للمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية لن يوفر الامن ولن يأتي بالسلام المنشود». وحذر من ان الاستيطان سيأتي «بالكارثة المحققة للفلسطينيين والاسرائيليين ولن يحقق السلام والامن.

واكد عرفات حق اللاجئين الفلسطينيين في الشتات وبقاع الارض في العودة الى وطنهم طبقا لقرارات الشرعية الدولية بما فيها القرار 194، كذلك اكد انه لن يكون السلام والاستقرار واللاجئون الفلسطينيون مشردون، ووصف حق العودة بانه «حق مقدس ومشروع وهذه مسؤولية المجتمع الدولي كله لضمان حق اللاجئين».

ودعا عرفات المجتمع الدولي الى توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووقف العدوان الاسرائيلي، وتوجه الى دول عدم الانحياز بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الاسرائيلي.