باول: لا يمكن حل الصراع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين بالعنف والقوة العسكرية بل بالمفاوضات

TT

اكد كولن باول وزير الخارجية الاميركي في شهادة ادلى بها امس امام لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الاميركي، انه «لا يمكن حل الصراع الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين بالعنف أو بالقوة العسكرية، انما يجب ان يحل على طاولة المفاوضات».

واوضح باول انه حتى يتم ذلك لا بد من القيام باجراءات منها خفض العنف، «مما يمكن من اعادة بناء الثقة بين الجانبين، ولا بد من ان تبدأ النشاطات الاقتصادية، ولذلك لن يكون هناك عاطلون عن العمل يخرجون الى الشوارع يعبرون عن يأسهم واحباطهم، ومن ثم التوجه الى عملية المفاوضات».

ورفض باول الاصوات الداعية في الكونغرس الاميركي الى وقف المساعدات الاميركية للضفة الغربية وغزة وحتى مصر، بسبب رفض السلطة الفلسطينية العرض «السخي» الذي تقدمت به الحكومة الاسرائيلية للفلسطينيين في كامب ديفيد في اواخر عهد الادارة السابقة، واشتعال الانتفاضة، وبسبب تحريض الاعلام المصري المدعوم من الدولة على العنف ضد اليهود في اسرائيل، والاشادة بالنازية.

وقال باول «على الولايات المتحدة ان تبقى وفية لالتزاماتها». واكد أهمية الاستمرار في تقديم المساعدات للضفة وغزة، خصوصا في هذه الفترة الحرجة.

واشاد باول بدور مصر «المهم» في عملية البحث عن السلام ووقف العنف، مشيرا الى الورقة المصرية ـ الاردنية.

وأشار باول الى الادوات المتوفرة حاليا لدى الادارة الاميركية لاتخاذ المبادرة فقال: «ان لدينا الآن بعض الادوات على الطاولة بالاضافة الى تقرير ميتشيل. ومن بين الادوات، العمل الممتاز الذي قام به المصريون والاردنيون اي الورقة المصرية ـ الاردنية». وأضاف «اننا الآن نستغل الفرص التي وفرها تقرير ميتشيل والمبادرة المصرية ـ الاردنية، ولذلك فانني لا اؤيد قطع او خفض المساعدات التي نقدمها الآن بشكل طبيعي الى هذه الدول».

وعما اذا كان كلامه يعني ان المصريين يقومون بدور بناء في العملية، قال باول: «انهم يلعبون دورا مهما في المنطقة، واننا نتحدث معهم بصراحة عندما يقولون شيئا غير ملائم، أو عندما تكتب صحفهم شيئا غير ملائم، وقد كتبوا عني شيئا غير ملائم على الاطلاق، وقد لفتنا انتباه الحكومة المصرية اليه وحصلنا على نوع من الاعتذار».

وحول الضرورة الملحة لتعيين مبعوث اميركي خاص للمنطقة للحفاظ على دور اميركا التقليدي في هذا الخصوص منذ ايام وزير الخارجية الاميركية السابق هنري كيسنجر كما قال احد اعضاء اللجنة، قال الوزير باول: إن تعيين مبعوث خاص امر غير مستبعد، لكنه لم يحن الوقت الملائم للقيام بهذه الخطوة، اذ يقوم بالمهمة الآن السفير والقنصل الاميركيان، كما ان الادارة مشاركة بفعالية».

واشار باول الى ضرورة تحقيق بعض الأمور قبل تعيين المبعوث الخاص، وهي خفض العنف، والتمكن من تحريك المفاوضات الى الامام، فان ذلك ربما يتطلب تعيين مبعوث خاص وهو امر «لم نستبعده، ولكننا لا نشعر بأن الوقت الملائم قد حان».

ودافع باول، امام بعض اعضاء اللجنة الذين انتقدوه على العبارة التي وصف فيها استخدام اسرائيل للقوة بأنها «مفرطة وغير متكافئة» وقال انه تفوه بتلك العبارة عندما دخلت القوات الاسرائيلية قطاع غزة، وقال جنرال اسرائيلي انهم سيبقون هناك.. وقوبلت عبارتي هذه باهتمام كبير».

من جهة ثانية استقبل الوزير باول، محمود عباس (ابو مازن) أمين سر السلطة الفلسطينية في مقر وزارة الخارجية.

وقال مسؤول في الخارجية الاميركية قبل الاجتماع ان الوضع في الضفة وغزة وتصاعد العنف وسبل خفضه وتهدئة الوضع هي من المواضيع التي ستتركز عليها المحادثات، اضافة الى بحث امكانية اتخاذ الخطوات المطلوبة للعودة الى المفاوضات والتحرك قدما.

وكان يوم امس موعد تقديم الملاحظات او التعليقات من الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي على تقرير لجنة ميتشيل، قبل ان يتم الاعلان عن التقرير مرفقا بتقديم «ورقة» من الوزير باول.

اذ قال وزير الخارجية الاسرائيلي شيمعون بيريس في مقابلة تلفزيونية امس، انهم يقدمون اليوم (امس) ردهم على «مسودة تقرير ميتشيل»، واضاف انهم قبلوها، لكنه جدد القول «انه لا بد اولا من وقف العنف من الجانب الفلسطيني، واتخاذ اجراءات لعودة بناء الثقة والاتفاق على فترة محددة تمهيدا للعودة الى الحوار». وأضاف: «انه وبعد لحظات من وقف الفلسطينيين للعنف سيتغير الوضع».