محللون مصريون يعتبرون الاختيار موفقا ويصفون ماهر بأنه يميل للهدوء والتكتم

TT

القاهرة ـ رويترز: قال محللون ان اختيار الرئيس حسني مبارك المفاجئ للدبلوماسي المتقاعد أحمد ماهر وزيرا للخارجية امس اختيار موفق ولن يؤدي الى تغيير في سياسة مصر الخارجية.

وقال محمد عبد الجواد رئيس التحرير السابق لوكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية: «مؤسسة الرئاسة في مصر هي التي تدير السياسة الخارجية ولا أعتقد أن تغيير الشخص سيؤدي الى تغيير جوهري. الاختيار موفق».

وفي تعقيب على تعيين ماهر الذي أدى اليمين صباح امس أمام مبارك في منتجع شرم الشيخ بسيناء قال نبيل زكي رئيس تحرير صحيفة «الاهالي» المعارضة: اختيار موفق لانه معروف عنه مواقفه الدبلوماسية الذكية. وقال زكي لرويترز: السياسة الخارجية ليست رهنا بشخص وزير الخارجية فالمعروف ان رئيس الجمهورية يضع الخطوط العامة. ووصف المحللون شخصية ماهر (66 عاما) بالهدوء والتكتم خلافا لشخصية الوزير السابق عمرو موسى الذي اشتهر بتصريحاته القوية ضد اسرائيل خاصة بعد تفاقم الاوضاع في المنطقة.

ولكنهم أضافوا أن هذا الاختلاف في الطباع لن يكون له تأثير على المواقف التي تتخذها مصر في ضوء التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وقال عبد الجواد ان أحمد ماهر من الدبلوماسيين المخضرمين ومعروف عنه أنه من أعقل وأكفأ الدبلوماسيين المصريين.

واضاف قائلا ان ماهر يختلف عن عمرو موسى في طبيعته وتكوينه الشخصي. فموسى منذ بداية عمله كانت له اراء مستقلة وكان متحفزا ولكن ماهر شخص هادئ ورزين.

ورغم أن اسم ماهر تردد في الاوساط الدبلوماسية على أنه من المرشحين لشغل منصب وزير الخارجية فانه لم يكن ضمن أقوى المرشحين لحمل حقيبة الخارجية المصرية وهي وظيفة ينظر اليها الشارع المصري على أنها صعبة الان بعد ولاية عمرو موسى الذي اكتسب شعبية كبيرة من جراء تصريحاته الحماسية.

وقال زكي ان التصعيد الاسرائيلي سيدفع ماهر رغم هدوئه الى اطلاق تصريحات قوية أيضا.

وتابع «أعتقد أن التهدئة أو عدم التهدئة يرتبط بالاوضاع السياسية في المنطقة فمع تصعيدات (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل) شارون من غير المتوقع أن يكون وزير الخارجية هادئا في تصريحاته. ان التصعيد الاسرائيلي لن يدع مجالا للغة دبلوماسية هادئة لان ذلك يؤذي مشاعر الشارع العربي».

وقال دبلوماسيون ان ماهر فيما يبدو قد بنى علاقات قوية مع الفلسطينيين أثناء تمثيله مصر في تونس خلال الثمانينات حين انتقلت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت الى تونس بعد الغزو الاسرائيلي للبنان.

وقال محمد صبيح سفير فلسطين لدى جامعة الدول العربية ان ماهر يتمتع بعلاقات قوية مع الزعماء الفلسطينيين وانهم سيتعاونون معه.

واضاف «بالطبع سيكون وزير خارجية ناجحا ونحن الفلسطينيين سنتعاون معه اقصى تعاون. علاقاته مع القيادة الفلسطينية طيبة للغاية».

وقال نبيل زكي ان ماهر اتخذ مواقف قوية عندما كان يمثل مصر لدى الاتحاد الاوروبي في بروكسل حيث كان يذكر أوروبا دائما بأن ما تقوم به في الشرق الاوسط لا يتماشى مع متطلبات دورها.

واضاف أن مواقف ماهر ربما كان لها تأثير في اتخاذ الاتحاد الاوروبي قرارا بمنع استيراد سلع من المستوطنات الاسرائيلية.

وقد شارك ماهر في وفد مصر الى مفاوضات كامب ديفيد مع اسرائيل عام 1978 والى مباحثات عامي 1987 و1988 مع اسرائيل حول أحقية مصر في مثلث طابا بسيناء.