المتهمون بتفجير السفارتين الأميركيتين ينتظرون صدور الحكم بحقهم في أي لحظة

والقاضي دعا المحلفين لعدم الإطلاع على قضية المدان بتفجير أوكلاهوما

TT

واصلت امس لليوم الثالث هيئة المحلفين في المحكمة الفيدرالية بمانهاتن (نيويورك) جلساتها المغلقة للبت في مصير وديع الحاج ومحمد الحاج ومحمد صادق عودة ومحمد راشد داود العوهلي وخلفان خميس محمد المتهمين بتفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام.

ويواجه المتهمون الاربعة تهما اهمها المشاركة في قتل الاميركيين وتدمير ممتلكات الولايات المتحدة، وهي التهم المنسوبة الى المتهم الاول الغائب اسامة بن لادن. ويواجه المتهم محمد راشد العوهلي تهمة المشاركة في تنفيذ عملية تفجير السفارة الاميركية في نيروبي يوم السابع من اغسطس (آب) عام 1998. اما محمد صادق عودة الاردني الجنسية، فيواجه تهمة التخطيط في عملية تفجير السفارة بنيروبي، ويواجه خلفان خميس محمد تهمة المشاركة في تنفيذ عملية تفجير السفارة الاميركية بدار السلام.

اما المتهم الرابع وديع الحاج الاميركي الجنسية من اصل لبناني، فيواجه تهمة المشاركة في المؤامرة وتسهيل اعمال خلية تنظيم «القاعدة» في كينيا، اضافة الى تهمة القسم الكاذب امام هيئة المحلفين الكبرى. ومن المتوقع ان يواجه المتهمان محمد العوهلي وخلفان خميس محمد في حال ادانتهما، محاكمة اخرى مع نفس هيئة المحلفين لتحديد نوع العقوبة التي تتراوح بين الاعدام والسجن مدى الحياة.

ووافق قاضي المحاكمة الفيدرالية ليونارد ساند على طلب تقدم به محامو المتهمين العوهلي وخلفان محمد الى الادعاء والى السلطات الاميركية يتمثل في تقديم معلومات حول الصفقات السرية التي عقدتها السلطات مع بعض المتهمين والشهود الذين مثلوا امام المحكمة مثل السوداني جمال احمد الفاضل والمغربي الحسين خرتشو والمصري محمد علي العريف السابق في الجيش الاميركي، الذي اقر بالذنب واعترف بمشاركته في التخطيط لعملية تفجير مبنى السفارة في نيروبي.

وقد باشرت هيئة المحلفين جلساتها المغلقة للبت في مصير المتهمين الاربعة يوم الجمعة الماضي بعد ان استمعت المحكمة الى شهادة حوالي مائة شاهد وعرض مئات من الادلة والشواهد. وفي اليوم الثاني طلبت هيئة المحلفين استعراض بعض الشواهد والوثائق التي قدمها الادعاء حيث طلبت استعراض تصميم مصغر لمبنى السفارتين في نيروبي وكينيا اضافة الى صور فوتوغرافية عن المنازل التي قال الادعاء ان المتفجرات صنعت فيها.

وكذلك طلبت الهيئة من المحكمة التصميم لمبنى السفارة الاميركية في نيروبي الذي وجد في بيت المتهم محمد صادق عودة في كينيا، وطلبت ايضا استعراض قطع الثياب التي صودرت من المتهم اثناء اعتقاله في باكستان والتي وجدت فيها آثار مادة (تي.ان.تي) التي استخدمت في المتفجرات. وطالبت كذلك هيئة المحلفين تقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف.بي.آي) التي احتوت مضمون الاستجواب للمتهمين محمد صادق عودة ومحمد العوهلي وخلفان خميس محمد بعد اعتقالهما في افريقيا. وكان محامو المتهمين قد جادلوا بأن تقارير الاستجواب صيغت من قبل عملاء مكتب التحقىقات الفيدرالي اعتمادا على الذاكرة والملاحظات بدون استخدام آلة التسجيل.

وطلبت الهيئة محاضر شهادات وديع الحاج امام هيئة المحلفين الكبرى التي جرت عامي 1998 و1999 والتي كذب فيها بشأن اتصالاته وارتباطه مع اسامة بن لادن. وطلبت الهيئة ايضا نص فتوى بن لادن الصادرة عام 1998 التي دعا فيها الى قتل الاميركيين وتدمير ممتلكات الولايات المتحدة.

واخيرا طلبت هيئة المحلفين نص الاتفاق الذي جرى بين مكتب التحقيقات الفيدرالي والشاهدين الاساسيين في المحكمة السوداني جمال احمد الفاضل والمغربي الحسين خرتشو اللذين تخليا عن تنظيم «القاعدة»، وقدما اعترافاتهما وبالتفصيل عن انشطة واعمال هذا التنظيم في افغانستان وفي السودان وفي كينيا.

وعلى هيئة المحلفين استعراض جميع التهم الموجهة الى المتهمين الاربعة والتي تبلغ 302 تهمة منها القتل المتعمد وتدمير السفارتين والمشاركة في مؤامرة قتل الاميركيين. وكان قاضي المحكمة الفيدرالية قد وجه تعليمات صارمة الى اعضاء هيئة المحلفين بعدم الانصات او قراءة اي شيء عن قضية الاميركي تيموثي ماكفي المتهم بتفجير المبنى الفيدرالي في ولاية اوكلاهوما والذي يواجه عقوبة الاعدام. وقد قرر تأجيل اعدامه لمدة شهرين بعد ان تبين ان مكتب التحقيقات الفيدرالي اخفى معلومات مهمة عن محامي المتهم، متعلقة بعملية التفجير.