وزير خارجية قطر: لا تناقض في مواقفنا عندما ندعو شارون أو وزراء خارجية الدول الإسلامية لإجتماع

الشيخ محمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لم ينف ممارسة المكتب الإسرائيلي نشاطه

TT

قال الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني وزير الخارجية القطري ان استضافة بلاده لاجتماع وزراء خارجية الدول الاسلامية الذي دعت اليه دولة قطر اول من امس لبحث التطورات في الاراضي الفلسطينية تم بناء على طلب قدم الى امير قطر رئيس مؤتمر القمة الاسلامية التاسع من الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.

ونفى الوزير القطري وجود أي تناقض بين دعوة قطر لعقد اجتماع بين الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون، ودعوتها الآن لعقد اجتماع لوزراء خارجية الدول الاسلامية بالدوحة يوم السبت الموافق السادس والعشرين من الشهر الجاري.

وقال الشيخ حمد بن جاسم «لا يوجد اي تناقض في موقفنا، نحن لن نقل لم يأتي شارون الى قطر ولم نحدد الموقع. ولكن اذا كان هذا الموضوع سيحل الاشكال ويؤدي الى حل واضح للمآسي التي تجري على الارض والتي نقف امامها كعرب ومسلمين مكتوفي الايدي، فليكن وليأت شارون الى قطر ويحل الموضوع وفقا للشروط التي ذكرتها».

واضاف «اننا لم ندع شارون للنزهة في قطر ولم ندعه لمناقشة قضايا اقتصادية وامور تخص قطر واسرائيل».

واكد الشيخ حمد ان علاقة دولة قطر مع اسرائيل «حدودها معروفة» وقال انه يوجد في الوقت الراهن جمود على هذا الصعيد. واضاف ان دولة قطر «دعت الى حل اشكال موجود على الارض في الوقت الذي لم نر فيه الدول العربية والاسلامية قد وضعت مخططا لكيفية وقف نزيف الدماء التي تجري على الارض الفلسطينية غير التنديد والكلام».

واكد ان دولة قطر تشعر بالألم لما يحدث في الاراضي الفلسطينية الآن وقال «نحن متألمون لما يجري في فلسطين، ومتألمون اكثر للواقع العربي والاسلامي الذي نعيشه في الوقت الحالي. وليقل لنا أي زعيم عربي او اسلامي عن خطته لمواجهة هذه المواقف ومواجهة الاستهتار الاسرائيلي وضرب اسرائيل بعرض الحائط لكل المعايير الانسانية بدون خوف أو ردع من أي جهة». واضاف «لا تستكثروا علينا دعوتهم لحل الاشكال. اذا كان هناك من لديه حل فليقدمه ونحن سنؤيده».

ودافع الوزير القطري عن موقف بلاده الخاص بدعوة شارون او غيره الى الدوحة. وردا على سؤال بشأن ما يتردد عن ممارسة المكتب الاسرائيلي لنشاطه في الدوحة في الوقت الذي تدعو فيه قطر لعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي، لم ينف الشيخ حمد ممارسة المكتب الاسرائيلي حاليا لنشاطه واكتفى بالقول ان مواقف دولة قطر ليست متناقضة ولكن هذه المواقف يمكن ان تكون صريحة اكثر من اللازم مما يدعو الآخرين للقول «اننا متناقضون في مواقفنا. لكن لا يوجد تناقض وانما هناك موقف معروف وهناك سياسة قطرية معروفة لدينا. ويريد الآخرون تفسيرها على انها متناقضة وانها قفزة ليست ثابتة».

واعتبر تفسير هذه الامور بأنها تخص من يرددونها ولا تخص قطر.

واكد على ضرورة بدء تحرك عربي واسلامي عاجل لوقف نزيف الدم الذي يجري في فلسطين بدلا من الوقوف مكتوفي الايدي والشكوى الى الامم المتحدة. واستطرد قائلا «اننا ذهبنا كمؤتمر اسلامي الى الامم المتحدة وطلبنا حماية للفلسطينيين ولم يحدث شيء»، موضحا انه بحث هذا الموضوع ايضا مع المسؤولين الاميركيين في واشنطن دون ان يعقب ذلك أي تحرك، موضحا «نحن في قطر ليس لدينا اي تصور للحل ونحن اصغر دولة في العالم العربي وكل الذي نريد القيام به هو فعل شيء لتخفيف الوضع المؤلم على اخواننا الفلسطينيين وبقدر استطاعتنا وامكاناتنا».

وحول امكانية قيام تنسيق بين ما تقوم به دولة قطر الآن مع المبادرة المصرية ـ الاردنية اكد وزير الخارجية ان دولة قطر لا تعارض هذه المبادرة. وقال ان «جميع الاطراف اذا وافقت على المبادرة المصرية ـ الاردنية فنحن اول من يؤيدها».

واضاف «انني انبه الى ان ما تقوم به قطر لا يفسر بانه عمل يهدف الى الغاء المبادرة المصرية ـ الاردنية. اننا والاخوان في مصر والاردن او في اي دولة عربية او اسلامية وعلى الاقل نحن في قطر هدفنا هو وقف نزيف الدم الآن. ونحن لا نتحدث عن سلام اكثر من ان نتحدث عن وقف نزيف يجري على الارض الفلسطينية دون اكتراث منا نحن كمسلمين وعرب ودون ان نأخذ مسؤولياتنا كما يجب».

وحول ما اذا كان شارون تجاوب مع دعوة قطر لعقد اجتماع مع عرفات قال وزير الخارجية «ان دولة قطر قد طرحت هذه الفكرة وليس لديها علم بتجاوبه من عدمه. كما انني ليس لدي رد واضح لهذه القضية ولكن اذا كان سيأتي لحل المشكلة فليس لدينا مانع».