رفض قاضي المحكمة الفيدرالية في نيويورك ليونارد ساند طلب الدفاع بمثول وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت للشهادة في قضية المتهمين بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا.
وكان ديفيد بو أحد محامي المتهم محمد راشد العوهلي، الذي يواجه عقوبة الاعدام في حال ادانته، قد طلب حضور مادلين اولبرايت للشهادة أمام المحكمة. وجادل بو بأن حضور أولبرايت سيساعد قضية موكله العوهلي، قائلاً: «ان بعض المسؤولين الأميركيين يسمحون بقتل الأبرياء في بلدان أخرى من دون اسف. اننا نريد استجوابها عن مدى معرفتها بعدد الأطفال الذين ماتوا كنتيجة مباشرة لإصرار الولايات المتحدة على فرض العقوبات على العراق بعد حرب الخليج».
واعترض مايكل غارسيا ممثل الادعاء على طلب محامي العوهلي، قائلاً: «ان بو يحاول تحميل اولبرايت المسؤولية المباشرة عن عقوبات الحكومة»، واستخلص قاضي المحكمة ساند بأن حضور أولبرايت ليست له صلة بالقضية، وأوضح أن وجهة نظر المحامي غير مقنعة على الاطلاق، وقال «ان أفعال الحكومة الأميركية هي قضايا للسجل العام وليست موضوعاً لشهادة اولبرايت». وبالمقابل أبلغت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة المحكمة بأنها ستكون في رحلة عمل خلال الشهرين القادمين.
وألقت قضية تيموثي ماكفي الذي ينتظر تنفيذ حكم الاعدام بحقه في قضية تفجير اوكلاهوما سيتي بظلالها على قاعة المحكمة في جلسة اول من أمس، إذ أكد الادعاء انه اتخذ الخطوات الضرورية لضمان توفير كل الوثائق المطلوبة لمحامي الدفاع عن المتهمين وديع الحاج ومحمد صادق عودة ومحمد راشد العوهلي وخلفان خميس محمد.
وأثار باتريك كوهين محامي المتهم العوهلي هذه القضية بوضوح قائلاً: «ان مشكلة أجهزة كومبيوتر مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف. بي. آي) أدت الى عدم تسليم اكثر من 3000 صفحة من الوثائق الى محامي ماكفي في أوكلاهوما سيتي». وكان قاضي المحكمة الفيدرالية في اوكلاهوما قد قرر تأجيل عقوبة الاعدام لمدة شهرين.
وأفاد محامي العوهلي قائلاً: «اذا كان هناك أي بحث عن الوثائق فانني أطالب بأن يجري ذلك الآن، للبحث عن كل الوثائق التي من الممكن ان نحصل عليها».
وحاول الادعاء من جانبه تنفيذ كل التعهدات التي ألزم نفسه بها من اجل تجنب مشكلة مشابهة لتلك التي أدت الى تأخير تنفيذ الاعدام في حق المتهم ماكفي. وقال الادعاء «ان مكتبنا يواصل العمل لضمان تجنب الخطأ الذي وقع في قضية ماكفي وسوف نوفر كل الوثائق وفقاً للالتزامات التي أكدناها هنا».
ولليوم الرابع واصلت هيئة المحلفين في محكمة مانهاتن الفيدرالية جلساتها المغلقة للخروج بقرار بحدد مصير المتهمين وديع الحاج ومحمد صادق عودة اللذين يواجهان عقوبة السجن مدى الحياة في حال إثبات التهمة ضدهما ومصير المتهمين الآخرين العوهلي وخلفان خميس محمد اللذين يواجهان عقوبة الاعدام في حال اثبات التهمة ضدهما.
ومع اقتراب صدور الحكم من قبل هيئة المحلفين اتخذت شرطة نيويورك اجراءات أمنية مكثفة، حيث وضعت الحواجز قرب مبنى المحكمة الفيدرالية، وانتشرت أعداد من افراد الشرطة ومكتب التحقيقات الفيدرالي في المنطقة تحسباً لوقوع أي عمل إرهابي بعد وأثناء انتظار صدور الحكم ضد المتهمين الأربعة.