الحريري: لا مشكلة بيني وبين الإخوان السوريين وعلاقة جنبلاط بهم لن تصل إلى «التباعد المعاكس»

توقع انعقاد مؤتمر «شركاء لبنان» نهاية يوليو أو سبتمبر المقبلين

TT

توقع رئيس مجلس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ان ينعقد اجتماع باريس الثاني أو «مؤتمر شركاء لبنان» نهاية يوليو (تموز) او سبتمبر (ايلول) المقبلين. واكد ان هذا المؤتمر سينجح وسيكون له تأثير ايجابي على لبنان. وتوقع ان يجني لبنان من تنفيذ مشاريع الخصخصة مليارات الدولارات. واستبعد تغيير حكومته لان ليس هناك ظروف موضوعية او سياسية او دستورية تفرض ذلك. ونفى وجود اي مشكلة بينه وبين القيادة السورية، واصفاً علاقة حليفه النائب وليد جنبلاط بسورية بأنها «علاقة عريقة واستراتيجية» ومستبعداً ان تصل الى «درجة التباعد المعاكس».

وقال الحريري، في لقاء مع مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية الذي زاره امس برئاسة النقيب ملحم كرم، رداً على سؤال عن موعد اجتماع باريس الثاني قال الحريري: «سيكون موعده إما اواخر يوليو او في بداية سبتمبر المقبلين. ويتوقف ذلك على الاتصالات التي تجرى. ويهمني ان يعقد وينجح ولذلك فإننا نحضّر له في شكل جيد. واعتقد انه سيعقد وسيكون له تأثير ايجابي على البلد. اما المكان فلم يحدد حتى الآن ويمكن ان يكون بروكسل او واشنطن او باريس، وليس هناك اي اشارات تدل على مكان معين. وستشارك فيه دول عربية».

ونفى ان يكون بحث مع المؤسسات المالية الدولية في تغيير تعاطيها مع السياسة النقدية الحالية في لبنان ومنها دعم الليرة.وكذلك نفى ان يكون تلقى اي نصيحة بدولرة الاقتصاد. وقال: «نحن ندفع الآن 43 في المائة من مجموع الموازنة لخدمة الدين. وهذا امر جوهري. ونريد مساعدة المنظمات والمؤسسات الدولية لخفض هذه النسبة عن طريق امرين، اما ودائع رخيصة من الدول والمؤسسات الكبرى، اي بفائدة متدنية او كفالات تؤدي الى حصول لبنان على استبدال الفوائد العالية التي يدفعها بفوائد اقل، هذا هو هدفنا. اما بالنسبة للخصخصة فان تنشيط الاقتصاد له وسائل عدة يعني ان خفض الدين عبر الخصخصة وتفعيل الاقتصاد وزيادة النمو الاقتصادي كلها امور متكاملة بعضها مع البعض وليس هناك من حل واحد للوضع الاقتصادي هناك مجموعة حلول صغيرة ومتوسطة وكبيرة والقرارات التي اتخذناها هي جزء من هذا الحل، الخصخصة جزء وخفض خدمة الدين جزء وخفض الفائدة للقطاعين الخاص والعام جزء».

وسئل الحريري عن المساعدات العربية المقررة للبنان خلال مؤتمرات عربية عدة، فاجاب: «هذا الموضوع نسمعه في استمرار. هناك دول عربية قامت باكثر مما يتوجب عليها وهناك دول لم تساعد انما في النهاية نرى بين الجهتين اننا لسنا بعيدين عن الرقم الذي يحكى عنه، كل العالم يتكلم عن ملياري دولار فالسعودية وضعت عندنا وديعة بـ 600 مليون دولار ونحو 850 مليون دولار مشاريع بفوائد شبه معدومة ولمدة طويلة».

وتوقع ان يجني لبنان من مشاريع الخصخصة مليارات الدولارات. وقال: «ان هذه المشاريع ستعلن بكل وضوح على الرأي العام وبمناقصات دولية مشهود لها بالوضوح التام».

وسئل الحريري عن موجة القلق في البلد حيال الوضع الحالي، فاجاب: «اشعر في استمرار ان هناك اناساً لديهم الرغبة والامل في ان يقلع البلد وانا واحد منهم ونبذل جهدنا لتحقيق هذا الهدف. وانا مؤمن في شكل قاطع ان هذا البلد سيقلع. وهو يقلع الآن. وهناك اشخاص لا يريدون للبلد ان يقلع ولاجل ذلك يشككون بكل خطوة نقوم بها، فإما يختلقون اخباراً غير صحيحة او يروجون اخباراً كل يوم للتشويش على الناس لان لا مصلحة لهم في ان يقلع البلد».

وقال الحريري: «انا لا يمكن ان اقول كلاماً غير صحيح. ولذا فإني مؤمن بالكلام الذي اقوله ومقتنع به ومقتنع بان البلد بدأ يتعافى. واقول انه يتعافى في شكل طبيعي».

واكد الحريري ان لا خلاف بين رئيس الجمهورية العماد اميل لحود وبينه حول موضوع توحيد الجامعة اللبنانية. وقال: «لقد صدر بيان عن القصر الجمهوري بعد الاجتماع الذي حصل بين الرئيس وبيني الاحد الماضي. وهذا يعبر عن الحقيقة وبالتالي لسنا مختلفين حول هذا الموضوع». وسئل الحريري كيف يفسر الموقف الذي اتخذه الشهر الماضي من عمليات المقاومة في مزارع شبعا والموقف الذي اتخذه اول من امس اثر العملية الجديدة، فاجاب: «اعتقد ان ما حصل في الماضي اصبح وراءنا. وعلينا ان نهتم بموضوع اكبر. الموضوع الاساسي اليوم الذي يهمنا وكل العالم مهتم به هو ما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة مع الاسرائيليين. هذا الموضوع بدأ يأخذ اهتمام كل العالم. هذا هو الموضوع العربي الاساسي. وطبعاً نحن جزء من هذه الازمة، فكما هذا الامر يشغل كل الدول العربية فهو يشغل لبنان كذلك».

وسئل اذا كان سيزور سورية قريباً، فاجاب: «اقرأ باستمرار في الصحف انني سازور سورية او لا ازور وغير ذلك. لماذا يحاول البعض ان يجعل من هذا الامر قضية؟ لا توجد بين الاخوان السوريين وبيني مشكلة. ومن الخطأ ان يصور وكأن هناك اشكالية تحل بزيارة الى دمشق. واذا لم تحصل هذه الزيارة هناك اشكالية. كلا، هذا غير صحيح. المناقشة يمكن ان تتم بزيارة او من غير زيارة. وانا استطيع ان اؤكد لكم انه لا يوجد بيني وبين السوريين ـ وعلى كل حال لم يكن هناك ـ اي اشكال».

وقيل للحريري ان البعض يقول انك تعمل على ترميم العلاقة بين سورية والنائب وليد جنبلاط، فاجاب: «اولاً انا والنائب وليد جنبلاط حليفان. وهذا ليس سراً، نحن حلفاء غير متطابقين بكل شيء وهذا ليس سراً كذلك. النائب جنبلاط حليف لسورية منذ زمن، لقد دخل كثيرون وحاولوا ان يستفيدوا من اي خلاف قد ينشأ بين سورية ووليد جنبلاط. والنتيجة ان لا احد كسب من هذا الموضوع. علاقة جنبلاط بسورية استراتيجية. والكل يعرف ذلك. وقد طالب في السابق بالوحدة مع سورية. وبالتالي لا يمكن لاحد ان يزايد على علاقته بسورية فهي علاقة عريقة ولن تخرج عن هذا الواقع. ولا احد يتصور ان تصل العلاقة بين سورية وبين اي من الزعماء الموجودين في البلد، وخصوصاً جنبلاط، الى درجة التباعد المعاكس».

وعن تعليقه على ما نشر عن احتمال حصول تغيير حكومي، قال ان هذا الكلام يندرج في خانة الذين لا يريدون للبلد ان يقلع. واضاف: «تغيير الحكومة يحصل اذا كانت هناك انتخابات نيابية او انتخابات رئاسية او اذا استقال رئيس الوزراء او ثلث اعضاء الحكومة او ما يزيد عن ذلك واذا حجب مجلس النواب الثقة عنها. لكن الحكومة لديها الاكثرية (المؤيدة) في مجلس النواب. وثانياً لا ارى اي وزير يفكر في الاستقالة ورئيس الوزراء ليس لديه النية للاستقالة على الاطلاق والانتخابات الرئاسية والنيابية موعدها بعد 4 سنوات فكل هذه الامور غير واردة. وبالتالي اي بحث في الموضوع هو خارج الحقيقة والواقع السياسي والدستوري في البلد».

ورداً على سؤال آخر قال الحريري: «البلد خرج من العناية الفائقة وبدأ يتعافى وهذا لا اقوله انا فقط بل كل العالم، اما الكلام ان هناك خطراً على الليرة فمن يقول ذلك يعني انه اذا حصل مشكلة لليرة يطير رفيق الحريري. وانا اقول لن يحصل اي شيء لليرة. واذا كان ذلك سيحصل لكنت سكت على الاقل لانني احافظ على صدقيتي».