واشنطن تنوي زيادة وجودها العسكري في جوام أو هاواي خوفا من خسارة قواعدها في كوريا واليابان

TT

اوصت دراسة اميركية جديدة حول الموقف الامني في اسيا بزيادة حجم القوات الجوية الاميركية في جزيرة جوام بحوالي 200 مقاتلة. واوضحت الدراسة التي اعدها «مركز راند للشؤون الدفاعية» انه بسبب الشكوك في مستقبل القواعد الاميركية في اليابان والفلبين وكوريا الجنوبية فإن جوام يجب ان تصبح مركزا رئيسيا لاستعراض القوة في جميع انحاء اسيا.

واضافت الدراسة ان تخزين كميات كبيرة من الذخيرة وقطع الغيار وغيرها من المعدات في جوام، وبكميات كافية لدعم تحركات 50 طائرة قاذفة و150 طائرة مقاتلة في «اي مكان في المنطقة»،امر ضروري. والجدير بالذكر ان تطوير جوام يجيء في اطار «استراتيجية اقليمية موحدة» للمنطقة. وبالرغم من اتساع المنطقة واحتمالات الكوارث العسكرية وحالات الطوارئ التي يمكن ان تؤثر على القواعد الاميركية، فإن دراسة راندا اشارت الى ان وزارة الدفاع الاميركية تفتقر الى استراتيجية خاصة بالاوضاع في اسيا.

وذكرت الدراسة: «ان الوضع الحالي للقوات الجوية في المنطقة يمكن ان يكون غير كاف لكي تنفذ كل المهام التي يمكن ان تواجهها». واوضح المحللون في راند انه بعد 50 سنة من التركيز على شمال شرق اسيا، ولاسيما كوريا الشمالية والشرق الاقصى الروسي، حان الوقت لوزارة الدفاع لتحويل تركيزها جنوبا والقضايا المتعلقة بـ:

ـ رغبة الصين في استعادة تايوان ولو بالقوة.

ـ امكانية تفكك اندونيسيا مع زيادة رغبة الاصوليين في الاستيلاء على السلطة السياسية.

ـ ضعف الفلبين عسكريا في مواجهة الانتفاضات الاصولية الداخلية، وتفوق الصين العسكري الشامل.

ـ المواجهة النووية المحتملة بين الهند وباكستان.

ـ الرغبة الممكنة للعثور على موقع جديد لفرقة المشاة الاميركية الثانية اذا تحولت شائعات السلام في كوريا الى واقع، وبالنسبة لفرقة مشاة البحرية الثالثة في جزيرة اوكيناوا اذا اتخذت الحكومة اليابانية قرارا ضد استمرار الوجود العسكري الاميركي. واشار تقرير راند الى ان جزيرتي جوام او هاوي يمكن ان تستضيفا كلتا الفرقتين، وإن كانت قد لاحظت ان فرقة المشاة الثانية مشكلة اصلا للقتال في كوريا. واوضح: «ان خفض او نقل القوات الى جوام او هاواي يمكن يقضي على النزاع الدائم في العلاقات الاميركية ـ اليابانية، وان يضعف قدرات القوات الاميركية بطريقة كبيرة، على رد الفعل السريع على الاحداث في شرق اسيا».

كما اشار التقرير الى انه اذا فقدت الولايات المتحدة قواعدها العسكرية في كوريا، فإن اليابان ستصبح الدولة الوحيدة على السواحل الاسيوية التي توجد فيها قواعد اميركية. وكانت الفلبين قد رفضت السماح باستمرار استخدام قاعدة سوبيك البحرية وقاعدة كلارك الجوية في عام 1992، وإن كانت السفن الاميركية قد استمرت في زيارة الموانئ والتعاون مع القوات الفلبينية.

الجدير بالذكر ان اليابان، التي تنظر الصين الى علاقاتها العسكرية مع الولايات المتحدة بمزيد من الشكوك والعدواة، يمكن ان تتعرض لضغوط لالغاء القواعد الاميركية اذا تزايد عداء الصين لها.وتبعد جزيرة اوكيناوا اليابانية 320 ميلا بحريا عن تايوان، وهي اقرب قاعدة عسكرية اميركية لها، كما ان قاعدة كادنا الجوية هي مقر طائرة التجسس ايه بي 3 التي اصطدمت مع طائرة مقاتلة صينية وهبطت اضطراريا في جزيرة هاينان الصينية.

* خدمة «لوس انجليس تايمز» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»