نيويورك ـ رويترز: دعت جماعة هيومان رايتس ووتش لحقوق الانسان الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة الى التدخل لدفع روسيا للتحقيق بشأن مقبرة جماعية اكتشفت في جمهورية الشيشان في فبراير (شباط) الماضي. وقالت الجماعة ومقرها نيويورك في تقرير من 24 صفحة: «السلطات الروسية دفنت فعليا ادلة على تنفيذ عمليات اعدام خارج ساحات القضاء بالشيشان»، في اشارة الى مقبرة جماعية اكتشفت في قرية داشني التي لا يفصلها سوى كيلومتر واحد عن القاعدة العسكرية الروسية الرئيسية في الشيشان.
وقال التقرير ان 51 جثة عثر عليها في داشني، ومن بين 19 جثة تم التعرف على اصحابها كانت 16 جثة لاشخاص شوهدوا لاخر مرة والقوات الروسية تعتقلهم. واضاف: «المواقع التي دفنت فيها الجثث في شوارع القرية، وفي اكواخ مهجورة على مدار فترة من الزمن، انما هي دليل دامغ على تعرض مدنيين للتعذيب والاعدام خارج ساحات القضاء على أيدي القوات الاتحادية الروسية في الشيشان».
وتتهم السلطات الروسية المقاتلين الشيشان وعصابات اجرامية بارتكاب هذه الجرائم، الا ان التقرير قال ان المنطقة تخضع للسيطرة العسكرية الروسية منذ ديسمبر (كانون الاول) عام 1999 اي قبل فترة طويلة من دفن معظم الجثث، كما اعتبرت تحقيق الحكومة الروسية في الامر غير كاف بالمرة.
وانتقدت الجماعة رد الفعل الدولي على اكتشاف المقبرة الجماعية قائلة: «ان غالبية الدول لزمت الصمت، رغم ان الاتحاد الاوروبي دعا الى تحقيق شامل، وتبنت مفوضية حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة قرارا في ابريل (نيسان) الماضي، يدعو الى تحقيقات جنائية موثوق بها بشأن ما يتردد عن جرائم الحرب في الشيشان».
وقالت الجماعة انها اصدرت تقريرها ووجهت نداءها من اجل ممارسة ضغوط على روسيا قبل اجتماعات مسؤولي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو هذا الاسبوع وقبل محادثات بين ايجور ايفانوف وزير الخارجية الروسي ونظيره الاميركي كولن باول في واشنطن غدا (الجمعة). ولم يصدر عن موسكو اي رد فعل بشأن التقرير.