دعوى قضائية عاجلة ضد سجن بريكستون لإزالة التمييز العنصري ضد السجناء المسلمين

أبرز نزلائه المتهمون في حادث تفجير سفارتي الولايات المتحدة في أفريقيا

TT

رفع عدد من المحامين الاسلاميين في بريطانيا دعوى قضائية عاجلة ضد التمييز العنصري الذي يلقاه المساجين المسلمون بسجن بريكستون جنوب لندن، والذي يحتجز فيه المتهمون في حادث تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في اغسطس (آب) عام .1998 ومن جهته قال المحامي اقبال احمد امين عام «رابطة المحامين الاسلاميين» في بريطانيا في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»، ان عدد المساجين المسلمين في بريكستون يبلغ تقريبا ربع عدد النزلاء، اي يقترب من نحو 180 سجينا مسلما. واشار اقبال، وهو في الوقت ذاته محامي الاصولي المصري عادل عبد المجيد المحتجز في نفس السجن مع ابراهيم عيدروس (يعتقد انهما من تنظيم الجهاد)، الى ان شكوى السجناء المسلمين تتراوح بين ممارسة العنصرية ضدهم من قبل ادارة السجن والشرطة والحراس، وعدم توفر إمام في اوقات صلاة الجمعة والعيدين. وقال ان كثيرا من السجناء المسلمين من صغار السن، وبعد وصولهم الى بريكستون، وفي ظل وجود شخصيات مثل خالد الفواز وعبد المجيد وعيدروس (ثلاثتهم محتجز ضمن الطلب الاميركي الخاص بترحيلهم الى الولايات المتحدة بتهمة «التآمر» مع اسامة بن لادن وآخرين ضد مواطنين اميركيين) فانهم يقبلون على الصلوات الخمس وصلاة الجمعة، وهو ما يستدعي وجود امام في اوقات صلاة الجمعة، لكن الاخير حسب شكاوى السجناء يصل متأخرا، كل يوم جمعة بأكثر من ساعتين. ومن ناحية اخرى زعم عرفان بت السكرتير العام للجنة المحامين الاسلاميين المكلفة بمتابعة ملف السجناء المسلمين، ان كثيرا من الممارسات والانتهاكات التي يتعرض لها ابناء الجالية المسلمة في بريكستون، تقع تحت طائلة البندين الثالث والتاسع من قوانين حقوق الانسان الدولية. ومن جهة اخرى قال عمر بكري زعيم جماعة «المهاجرون» الاصولية في بريطانيا، ان اعضاء جماعته سيشاركون في مظاهرة امام سجن بريكستون غدا الجمعة، احتجاجا على المعاملة التي وصفها بالعنصرية التي يلقاها ابناء المسلمين من النزلاء، واضاف في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الأوسط»: سنجعل قضية المساجين المسلمين مثل قضية مقتل الشاب الاسود ستيفن لورانس، والتي فضحت اساليب وممارسات الشرطة، وادت الى تغيير قوانين لصالح المساواة العرقية. وقال: سنركز على الحقوق الشرعية للسجناء المسلمين بضرورة الحصول على الطعام الحلال واقامة الصلاة في موعدها، وكذلك اهمية مساواة السجناء المسلمين بباقي الاقليات العرقية. واشار الى ان لغة الاحتجاج على المعاملة السيئة التى يلقاها المساجين المسلمون لن تتوقف حتى يتم رفع التمييز عنهم.

وحسب بكري فإن الإمام المعين لا يحضر اجتماعات السجن الاجتماعية والتي لها علاقة بأوضاع السجناء من ناحية الدين والأكل وغيره، مشيرين الى أنه يرفض مقابلة النزلاء بينما يقوم رجال الدين من الديانات الأخرى بالمبادرة بزيارة السجناء في زنزاناتهم أو عمل نشاطات خاصة لهم وتوزيع الهدايا والأنشطة الاضافية.

وحمل السجناء كذلك الامام مسؤولية عدم مراقبة مطبخ السجن وهي من صلاحياته طبقا للقانون، حيث لم يقم بزيارة المطبخ ولا مرة واحدة حسب روايتهم. واشتكوا أيضا من المستوى السيئ لنوعية الطعام مقارنة بما يقدم لغيرهم وعدم اعتبار توفير الاكل الحلال أمرا تلقائيا حيث يجب على النزيل المسلم أن يقدم طلبا خاصا للطعام الحلال بأسلوب معقد.

وأوضحوا أن الأكل الحلال رديء في الطبخ ولا يشمل أيا من التشكيلات الاضافية المتوافرة في غير وجبات الحلال وتحتوي قائمة الحلال على وجبتي لحم أسبوعيا فقط، بينما تتوفر الفرصة للنزلاء الآخرين لاختيار اللحم يوميا، منوهين بأن الأخطر من ذلك هي أمانة المسؤولين في المطبخ، حيث ان نقص اللحم الحلال يعوض بلحم غير حلال على أنه حلال مما حدا بكثير منهم الى اللجوء الى قائمة النباتيين.