صدام يعزز مكانته في قيادة حزب البعث

أعضاء القيادة القطرية الجديدة كلهم من أتباعه المقربين

TT

يقفز اسم قصي، النجل الأصغر للرئيس العراقي صدام حسين، الى مقدمة أسماء أعضاء القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق بعد المؤتمر الذي عقده الحزب مؤخراً في بغداد وحمل اسم «مؤتمر القدس».

وقد تم تغيير النظام الداخلي للحزب الذي كان ينص على ان لا يقل عمر عضو القيادة القطرية عن 45 عاماً من اجل تخفيض العمر الى 34 عاماً ليتلاءم مع انتخاب قصي المولود عام 1966 والذي تم اختياره ايضاً عضواً في مجلس قيادة الثورة ليكون عضواً في أعلى حلقتين قياديتين في العراق، وهي القيادة الحزبية والقيادة الحكومية، اضافة الى مناصبه الأمنية حيث يترأس جهاز الأمن الخاص المشرف على جميع الأجهزة الأمنية.

وقد تمسك الرئيس صدام حسين بوصفه أمين سر قيادة قطر العراق للحزب الحاكم بما يسمى بالحرس القديم في القيادة الحزبية، وهم عزت ابراهيم وطه ياسين رمضان وطارق عزيز وعلي حسن المجيد، بينما تم اخراج ثلاثة أعضاء هم كامل ياسين (لأسباب صحية) واحمد يونس الأحمد وعد الغني عبد الغفور الذي جاء اخراجه غير متوقع بسبب نشاطه والتزاماته الحزبية المتعددة.

وباستثناء قصي الذي تتوقع المصادر العراقية والعربية المستقلة تهيئته لخلافة والده في منصب الرئاسة وفرضه على القيادات الحزبية والحكومية في العراق فان أقرب عشرة أعضاء في القيادة القطرية لحزب البعث الحاكم في العراق جاءت اسماؤهم متسلسلة في القائمة التي صدرت عن المؤتمر الأخير.

ويبرز اسم عزة ابراهيم في مقدمة القائمة حيث ابقاه الرئيس صدام حسين بمنصبه كنائب لأمين سر قيادة الحزب ونائب لرئيس مجلس قيادة الثورة، وهو مسلم سني من قضاء الدور (غرب العراق) التابع لمحافظة صلاح الدين (تكريت) التي يتحدر منها الرئيس العراقي نفسه.

أما طه ياسين رمضان فهو ايضاً مسلم سني من أصول كردية يتحدر من احدى قرى الموصل في شمال العراق ويحتل الى جانب منصبه في قيادة الحزب منصب نائب رئيس الجمهورية.

ويعرف عن طارق عزيز بأنه الأكثر قرباً من الرئيس العراقي بالرغم من تسلسله الثالث في قائمة أعضاء القيادة البعثية العراقية، ويتحدر من قرية الحمدانية (برطيلا) التابعة للموصل في شمال العراق وهو آشوري مسيحي قيل أنه أسلم مؤخراً. ويعد عزيز العقل المفكر للقيادة العراقية عامة والمستشار الأقرب للرئيس صدام حسين منذ ان كان صدام نائباً للرئيس السابق احمد حسن البكر.

أما علي حسن المجيد فهو ابن عم الرئيس العراقي ويعد اليد الضاربة للنظام وهو مدبر مذابح الأكراد في عمليات الانفال في اواخر الثمانينات وساهم بفعالية باجهاض الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في مارس (آذار) 1991 عقب حرب الخليج الثانية.

ويتحدر قربان خضر هادي من قضاء مندلي المتاخم للحدود العراقية ـ الايرانية والتابع لمحافظة ديالى (شرق العراق) وهو مسلم سني وكان له في اواخر السبعينات اسهام فاعل في عمليات ترحيل العراقيين المتهمين بأنهم يتحدرون من أصول ايرانية.

وحافظ لطيف نصيف جاسم الدليمي على موقعه كعضو في القيادة القطرية بعد ان كان قد أبعد من القيادة ومن مسؤولياته الحكومية كوزير للثقافة والاعلام بعد حرب الخليج الثانية بسبب اتهامه بالتقصير الاعلامي خلال الحرب ثم أعيد للقيادة الحزبية عام 1993 بسبب صلته القديمة بالرئيس صدام حسين حيث كانا يعملان في منظمة حزبية واحدة قبل انقلاب يوليو (تموز) 1968.

ويأتي في التسلسلية السابع والثامن على التوالي محمد امام عبد الرزاق السعدون وعبد الكريم عبد الباقي السعدون، وهما أبناء عم يتحدران من عشائر السعدون السنية في الجنوب.

وترى المصادر العراقية ان سر بقائهما في القيادة الحزبية يكمن في رغبة صدام في الحفاظ على العلاقة بين بغداد وسكان جنوب العراق.

المسلم الشيعي الوحيد ضمن الأعضاء العشرة المقربين للرئيس العراقي هو عزيز صالح الفوحان الذي كان قد لعب دوراً متميزاً في اقامة علاقات حسنة نوعاً ما بين القيادة العراقية والشيعة خلال الحرب العراقية الايرانية. وعين الفوحان محافظاً للكويت بعد احتلالها عام 1990.

أما سمير عبد العزيز النجم، المسلم السني ايضاً، فقد كان واحداً من أبرز المشاركين بعملية اغتيال عبد الكريم قاسم التي شارك فيها صدام حسين ايضاً، وعزله الرئيس العراقي خلال الثمانينات وعينه سفيراً للعراق في مصر ثم دبرت له محاولة اغتيال في حادث طائرة نجا منها بأعجوبة عام 1989.