بريطانيا: انتقادات زعيم المحافظين من داخل حزبه تمهد الطريق نحو فوز ساحق لبلير

TT

بريطانيا ـ رويترز: بدا حزب العمال البريطاني الحاكم امس مهيأ لتحقيق فوز انتخابي هائل بينما فشل حزب المحافظين المعارض في احراز تقدم في التأييد الشعبي قبل 18 يوما فقط من الانتخابات. وبين استطلاع للرأي اجرته مؤسسة «ان.او.بي» ونشر امس ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وسع تقدم حزبه على حزب المحافظين بزعامة وليام هيغ الى 19 نقطة بزيادة نقطتين عن الاسبوع الماضي مما يشير الى ان بلير يتجه لتحقيق فوزه الكاسح الثاني خلال اربع سنوات.

ومما زاد من اعباء زعيم المحافظين الحالي تصريحات ادوارد هيث رئيس الوزراء السابق التابع لحزب المحافظين التي قال فيها انه لا يمكن للحزب العودة الى موقف الوسط والرجوع الى الحكم الا بحدوث صدمة تسببها هزيمة مدوية ثانية. وقال هيث لصحيفة «الاندبندنت» امس «اعتقد ان على (المحافظين) توسيع المنهج كله للفوز بتأييد واسع النطاق يكفي لان يعودوا للحكم مرة اخرى». وعندما سئل اذا كان من الضروري توجيه ضربة قوية لحزب المحافظين اليميني من خلال هزيمة انتخابية كي يتبع سياسات اكثر تصالحا مع الناخبيين اجاب «نعم اعتقد ذلك بالفعل».

ومن المقرر ان يترك هيث، الذي كان رئيسا للوزراء قبل اكثر من 25 سنة، البرلمان في هذه الانتخابات بعد 51 سنة من العمل السياسي. ويستغل هيث تقاعده لشن هجوم متكرر على هيغ وخصوصا على سياساته المعارضة نحو اوروبا.

وجاءت هذه الانتقادات الاخيرة من هيث ضد هيغ بعد ان اشارت صحيفة «صنداي تلغراف» المؤيدة للمحافظين الى وجود خلاف داخل القيادة العليا للحزب حول استراتيجية المحافظين في الدعاية. وافيد ان فريق الدعاية في الحزب استاء من قرار هيغ الخاص بالتركيز على انصار الحزب الرئيسيين بدلا من السعي للوصول الى اصوات الناخبين الذين لم يحددوا موقفهم بعد. ونقلت الصحيفة عن شخصية كبيرة في الحزب قوله «الحملة اصبحت صاخبة وعالية النغمة ولا تركز كثيرا على القضايا الاوسع». وتردد على نطاق واسع ان النتائج السيئة في انتخابات السابع من يونيو (حزيران) القادم ستؤدي الى قتال مرير بين القادة قد يطيح بهيغ من زعامة الحزب. وكشف استطلاع امس ان نسبة التأييد لحزب العمل بزعامة بلير ظلت 49 بالمئة كما هي دون تغير بينما خسر المحافظون نقطتين لتنخفض نسبة تأييدهم الى 30 في المائة.