بيريس: الاتصالات الإسرائيلية ـ الفلسطينية تستأنف في غضون بضعة أيام

TT

اكد وزير الخارجية الاسرائيلي، شيمعون بيريس، لدى عودته من موسكو، امس ان الاتصالات مع الفلسطينيين سوف تستأنف في غضون بضعة ايام بهدف الانتقال التدريجي من حالة التوتر والمواجهات الى حالة الاستعداد للعودة الى طاولة المفاوضات.

وقد فاجأ هذا الاعلان الطرف الفلسطيني، لكن الدكتور صائب عريقات، كبر المفاوضين الفلسطينيين رحب به، وقال: «ليس لدينا معلومات عن استئناف المفاوضات. ولكن، من جهتنا لم نطرح اي موقف في الماضي ضدها، ويظل الاهم هو مضمون المفاوضات. فلننتظر ونر».

المعروف ان كلا الطرفين كانا قد اعلنا قبولهما توصيات لجنة ميتشل بخصوص وقف المواجهات واستئناف المفاوضات، بالرغم من تحفظات كل منهما حول تفاصيلها. واتضح من تصريحات المسؤولين من الجانبين ان كلا منهما سيحاول تغيير بعض البنود التفصيلية فيها، خصوصا بعد تصريحات وزير الخارجية، كولن باول، اول من امس والتي اوضح فيها ان المرحلة الاولى يجب ان تكون وقف العنف لفترة اختبار (اسرائيل حددت الفترة لمدة شهرين كاملين) ومن ثم تبدأ خطوات لاستعادة الثقة، بينها وقف النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

ويعتبر الاسرائيليون هذه التوصيات ايجابية بشكل عام وتصلح لأن تكون بداية انفراج كبير. لكنهم يؤكدون ان الخطوة الاولى تقع مسؤوليتها على الفلسطينيين، الذين يجب ان يوقفوا الانتفاضة تماما ولمدة شهرين على الاقل. فاذا نجحوا في هذا الامتحان، يبدأ البحث في المواضيع الاخرى، مثل تجميد النشاطات الاستيطانية. وهنا تصر اسرائيل على ان يظل لديها الحق في البناء الاستيطاني داخل المناطق المأهولة.

اما الفلسطينيون فيلفتون النظر الى ان اسرائيل تفتش عن طريقة لاجهاض توصيات ميتشل ولكن باسلوب يجعل المسؤولية عن ذلك على الفلسطينيين. ويقولون ان اهم ما في التوصيات هو تجميد كل النشاطات الاستيطانية بما في ذلك الاستيطان اليهودي في القدس الشرقية المحتلة «فهذا انجاز تاريخي»، حسب قول د. عريقات. وبخصوص وقف الانتفاضة، قال عريقات ان التوصيات تتحدث عن وقف العنف بكل اشكاله ومن الطرفين. ونحن نرى في ذلك وقف الحصار الاسرائيلي والغارات الجنونية والاغتيالات الارهابية والتجويع والاذلال وغيرها من الممارسات الاحتلالية الوحشية.

وكان وزير الخارجية الاسرائيلي، بيريس، قد وصل من موسكو، صباح الثلاثاء، فتوجه على الفور الى جامعة تل ابيب ليقدم محاضرة سياسية. فاستقبله عشرات المحاضرين اليهود والعرب (فلسطينيي 48) والطلبة بمظاهرة احتجاج على جرائم حكومته. فرفعوا شعارات تقول: «بيريس ذنب لشارون» و«أعد جائزة نوبل للسلام الى اصحابها».

وقال بيريس خلال محاضرته انه واثق من ان الحكومة ستقر في جلستها القادمة قبول توصيات لجنة ميتشل، «فهي متوازنة. صحيح انها لا تتجاوب مع كل تطلعاتنا، مثلما انها لا تتجاوب مع كل تطلعات الفلسطينيين. ولكنها كافية للتجاوب مع حاجة الطرفين المسلحة الى العودة الى طاولة المفاوضات وخيار الحوار».

وقال بيريس: «نحن لا ندير حربا مع الفلسطينيين، فهم ليسوا اعداءنا. لا بل اننا لا نتجاهل الاحباط في صفوفهم. فقد عانينا نحن ايضا في الماضي ونعرف ما هو معنى العناء بالنسبة للآخرين. وكل ما نفعله هو محاولة اقناع الفلسطينيين بأن خطتهم لتحقيق مكاسب سياسية بواسطة العنف هي خطة فاشلة. واننا سنحارب الارهاب بكل صرامة».

ولكن، من جهة اخرى، عقد رئيس الحكومة ارييل شارون مؤتمرا صحافيا مساء امس، حاول من خلاله طمأنة المستوطنين اليهود في الاراضي الفلسطينية بأن مصالحهم لن تتضرر وانه ما زال ملتزما بالخطوط العريضة للحكومة القاضي بوقف بناء المستوطنات والاستمرار في البناء داخل المستوطنات تجاوبا مع احتياجات التكاثر الطبيعي.

كما حاول طمأنة المواطنين بأنه مصر على وضع قضية الامن الشخصي لكل منهم فوق اي اعتبار. فقال انه لن يدير اية مفاوضات مع الفلسطينيين في ظل استمرار العنف. وان المفاوضات ستبدأ فقط بعد فترة يتضح فيها ان العنف توقف تماما. ودعا الجمهور الى الصمود والصبر. والثقة بالحكومة التي «تضع مصالح اسرائيل وشعبها فوق كل الاعتبارات».