البشير: قدمنا أقصى ما لدينا في سبيل تحقيق الوفاق في السودان

قال ان قرنق لن يدخل الوفاق لأنه تحت قبضة قوى إقليمية ودولية معادية

TT

أكد الرئيس السوداني عمر البشير ان حكومته قدمت اقصى ما لديها في سبيل تحقيق الوفاق. وقال «نحن نعتبر الوفاق واحدا من الاهداف الرئيسية، ونعتقد ان هناك اشكالا متعددة للوفاق. ومن افضل اشكاله التي نسعى لها ان تتوحد كل القوى السياسية في تنظيم سياسي واحد اذا كان ذلك ممكنا».

واضاف البشير ان هناك من يعتقد ان الوفاق هو شيء شبيه بما حدث بعد انتفاضة ابريل (نيسان) 1985، اي ان يتم تشكيل حكومة انتقالية لكي تقوم باجراء انتخابات و«هذا الامر بالنسبة لنا مرفوض تماما، فنحن لن نعتذر عن الانقاذ ولا نعتقد اننا نسير في الطريق الخطأ لكي نتراجع عن الانقاذ، ونعتقد اننا الآن فتحنا الساحة تماما لمن يريد ان يمارس العمل السياسي، ونعتقد ان هذا هو الحد الاقصى، ونعلم ان المعارضين بالخارج يريدون ان يطمئنوا الى التزامنا بوعودنا في هذا المجال، وان تجربة عودة حزب الامة مهما كانت مآخذ البعض عليها فهي تجربة ناجحة جدا لانها جاءت في اطار الخط الذي حددناه». واضاف قائلا: «بالرغم من اننا لم نتمكن من برنامج واحد او نشارك في حكومة واحدة لكن حزب الامة يعمل في الساحة السياسية العلنية الداخلية». واتهم البشير الذي اجرت معه صحيفة «اخبار اليوم» السودانية حوارا نشر امس العقيد جون قرنق قائد الحركة الشعبية بعرقلة الوفاق مع التجمع.

وقال البشير ان محمد عثمان الميرغني (رئيس التجمع المعارض) يعتقد انه يستطيع ان يدخل التجمع كله في الوفاق «ونحن قناعتنا ان العنصر الاساسي في التجمع هو قرنق، وقرنق لن يدخل الوفاق ابدا لانه رفض كل العروض التي قدمت له، ونحن نرى انه شخصيا ليس حرا في اتخاذ قراره وانه تحت قبضة قوى اقليمية ودولية معادية تماما للسودان واهدافها ليست هي الحكم المستقر في السودان. وانما استئصال الوجود العربي الاسلامي منه». وابدى البشير استغرابه لدعم القوى السياسية الاخرى لقرنق. وقال «نحن ننتظر مثلما وصل حزب الامة لقناعة، ان تصل القطاعات الاخرى في التجمع لنفس القناعة وان اجندة قرنق ليست وطنية».

وفي تحذير واضح لقوى المعارضة، قال البشير: «ان الاوضاع في السودان ستستمر، واننا لن نتوقف لكي ننتظر الآخرين، لاننا اذا انتظرناهم فسيطول هذا الانتظار، فمنذ ان طرحنا الحكم الفيدرالي قالوا لنا انتظروا قرنق وعندما طرحنا الدستور طلبوا منا ان ننتظر حتى تجيء الاحزاب».

وتطرق البشير في حديثه الى الانشقاق في الحركة الاسلامية. ووصف الطرف الآخر (الدكتور حسن الترابي) انه خرج على قرار اجماع مجلس الشورى (العام الماضي) وكان هناك قرار واضح بعدم الانشقاق وان الذي يريد الخروج، عليه الخروج بشخصه.

واعترف البشير ان هناك تعاطفا شعبيا مع الترابي بسبب اعتقاله. وقال: «هذه هي طبيعة الشعب السوداني فهو شعب عاطفي فحتى اذا وقف ضد شخص وعاداه فانه بعد فترة يعطف عليه، ونحن لا ننكر ان هناك عواطف تجاه الترابي، وانه هو الزعيم الذي قاد الحركة في الفترة الماضية ولكن كل الاطراف العاطفة عليه ليست على علم بحجم الصراع الذي كان موجودا، ولقد حاولنا لفترة طويلة تصحيح التشويه الذي اصاب الحركة الاسلامية، وحاولنا الا نخرجه للسطح». واتهم البشير الترابي بانه حول الحركة الاسلامية بحكم هيمنته عليها لفترة طويلة الى جيوب مثل الطلاب والشباب والمعلمين والاطباء ووضع على كل جيب امينا عاما يتبع الترابي، يقوم هو يتعيينه فاصبحت الحركة كلها في يده واصبح من الصعوبة ان تفرز ما بين الحركة الاسلامية والترابي». واضاف: «ولكن الآن هناك قناعات بان الخط الذي كان يسير عليه الترابي كان خاطئا».

وأكد البشير ان الحكومة لن تسمح له (الترابي) مرة اخرى ان يتحرك في الساحة، فهذا امر غير وارد تماما، ولن نسمح له ان ينظم الندوات لكي يشتم القوات المسلحة ويخذل المجاهدين ويكشف اسرار الدولة، ولقد تحملنا الكثير الى ان وصل مرحلة توقيعع اتفاقية مذكرة التفاهم مع حركة التمرد وكانت قاصمة الظهر له».