ترحيب مصري بقرار مجلس بلدية طهران تغيير شارع الإسلامبولي والعلاقات الدبلوماسية الكاملة مؤجلة في الوقت الراهن

TT

رحبت السلطات المصرية امس بمصادقة اعضاء المجلس الاسلامي البلدي للعاصمة الايرانية طهران على لائحة عاجلة بشأن تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي الى شارع الانتفاضة أو محمد الدرة، الطفل الفلسطيني الذي قتل العام الماضي.

وقال مسؤول مصري رفيع المستوى لـ«الشرق الاوسط» ان هذه الخطوة الايجابية ستساهم في تأكيد النيات لتحسين وتطوير العلاقات المصرية ـ الايرانية بما يخدم مصالح الطرفين، معتبرا انه كان من الصعوبة بمكان ان تمضي السلطات المصرية في طريق تطبيع علاقاتها مع ايران في مختلف المجالات بينما اسم خالد الاسلامبولي، وقاتل الرئيس المصري الراحل انور السادات عام 1981، يحتل احد شوارع العاصمة الايرانية طهران.

واكد ان هذه الخطوة ستقنع الرأي العام المصري بحرص الحكومة الايرانية على تعزيز علاقاتها مع مصر وفتح صفحة جديدة بين البلدين.

ورفض المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه، اعتبار تغيير اسم شارع الاسلامبولي في طهران انتصارا لصالح التيار الاصلاحي الايراني الذي يتبنى اتجاها لتطبيع العلاقات المصرية ـ الايرانية على حساب التيار المتشدد الذي يشترط قطع مصر علاقاتها مع اسرائيل والغاء معاهدة كامب ديفيد الموقعة عام 1979 لتطبيع العلاقات بين القاهرة وطهران.

واكد المسؤول المصري ان بلاده ليست معنية بما يتردد حول خلافات غير معلنة بين اركان الحكم الايراني بشأن طبيعة ومستوى العلاقات المصرية ـ الايرانية.

وأوضح ان مصر تتعاطى مع الشأن الايراني بشكل عام ورسمي بعيدة عن الصراع بين الجناحين المحافظ والمتشدد في ايران، لكن ذلك لم يمنع المراقبين من النظر لقرار المجلس البلدي للعاصمة الايرانية بشأن تغيير اسم شارع خالد الاسلامبولي على انه احدى حلقات الصراع المحتدم في ايران بين التيار الاصلاحي الذي يقوده الرئيس الايراني محمد خاتمي وبين مناوئيه.

ومع اجواء التفاؤل التي رصدتها «الشرق الاوسط» في رد الفعل الرسمي للطرفين المصري والايراني بعد تغيير اسم شارع الاسلامبولي الا ان ذلك لا يعني بحسب مصادر دبلوماسية مصرية انه سيتم الاعلان قريبا عن استئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1979 بين القاهرة وطهران واعادة فتح سفارتي البلدين.

واكدت المصادر ان قرار المجلس المحلي للعاصمة الايرانية كان مجرد تصحيح لخطأ وقعت فيه السلطات الايرانية عدة سنوات مما ساهم في توتر العلاقات مع مصر وعدم توافر الاجواء المناسبة لتحسينها.

واعتبرت ان التصحيح كان امرا حيويا قبل الحديث عن المضي قدما في تعزيز هذه العلاقات، غير انها اضافت «لكن هذا لا يعني ان العلاقات الدبلوماسية المقطوعة بين القاهرة وطهران ستعود الى سابق عهدها قبل عام 1979».

ويقول دبلوماسيون غربيون في القاهرة ان السلطات المصرية تفضل تطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع نظيرتها الايرانية بمعزل عن طبيعة وشكل مستواها الدبلوماسي بالنظر الى وجود اعتبارات اميركية وخليجية في القرار المصري في هذا الشأن.

واكد دبلوماسي مصري لـ«الشرق الأوسط» ان التوصل الى تسوية الخلاف الايراني مع الامارات العربية حول الجزر الثلاث سوف يمهد الطريق بشكل كبير امام العودة الكاملة للعلاقات المصرية ـ الايرانية.

ولم يتضح بعد ما اذا كان قرار السلطات الايرانية تغيير مسمى شارع خالد الاسلامبولي تنفيذا لطلب الجانب المصري سوف يتبعه بالضرورة استجابة مماثلة من السلطات المصرية بهدم ضريح شاه ايران السابق وتغيير اسم الشارع الذي يمثله في احد اقدم شوارع العاصمة المصرية.

ويوجد في القاهرة عدة شوارع تحمل اسماء ايرانية منها شارع طهران وشارع مصدق في ضاحية الدقي التي تعد من ارقى الضواحي حيث تقبع عشرات السفارات والبعثات الدبلوماسية لدى مصر.

وكانت ايران تشترط في السابق هدم ضريح شاه ايران السابق ومنع زوجته وعائلته من القيام بزيارته سنويا في مصر مقابل تغيير اسم شارع الاسلامبولي.

ونفت مصادر مصرية لـ«الشرق الأوسط» وجود صفقة غير معلنة بين القاهرة وطهران في هذا الصدد، معتبرة ان القرار الايراني بتغيير شارع الاسلامبولي هو تصحيح لخطأ قديم ولا يحتاج لاي مكافأة كما لا يتطلب عقد أي صفقات مزعومة ـ على حد تعبيرها.