منتصر الزيات يعترف بالمصلحة المشتركة في العلاقة بين الجماعات الإسلامية وأنور السادات

TT

اعترف محامي الجماعة الاسلامية بمصر منتصر الزيات ان «القدر المشترك من التفاهم» في العلاقة بين الرئيس المصري الراحل انور السادات والجماعات الاسلامية التي تزايدت خلال فترة السبعينات كانت لتحقيق المصلحة على كل جانب من طرفي العلاقة.

وقال الزيات في معرض شهادة تاريخية له تضمنتها نشرة أصولية غير دورية جاءت تحت مسمى «مراجعات» ان مصلحة السادات تمثلت في محاولة تشويه صورة عبد الناصر وفتح ملف العهد الناصري وتشويهه بالحديث عن المحاكمات العسكرية وانتهاكات حقوق الانسان والتعذيب في السجون لرجال الاخوان ونسائهم.

وأضاف ان مصلحة رموز الحركة الاسلامية آنذاك تمثلت في استغلال الظروف وتوظيفها من أجل توسيع رقعة الدعوة الاسلامية وتطبيع العلاقة مع الشارع المصري والتواصل مع الجماهير في المساجد والجامعات بعد فترة طويلة من القمع والاستبداد ومنع الظواهر الدينية من الحياة السياسية والاجتماعية طيلة الحقبة الناصرية.

ولفت الزيات الى ان الموضوع تبلور في صراع رجال السادات ورجال عبد الناصر. نافياً ان يكون رجال الحركة الاسلامية وقياداتها معنيين بهذا الصراع إلا بالقدر الذي يحقق حضورهم وانطلاقة دعوتهم، وقال «ان السادات حدد هدفه بالتخلص من رجال ناصر ورموز عهده وفي طليعتهم التيار اليساري. ولتحقيق ذلك اتخذ خطوته الأولى بالافراج عن قيادات جماعة الاخوان المسلمين الذين استثمروا الفرصة للحديث عما تعرضوا له من انتهاكات مما ادى لتعاطف الناس معهم فبدأت البذرة الاسلامية تنبت من جديد».

واضاف الزيات في معرض شهادته «ان السادات سمح للتيار الاسلامي بأن ينظم صفوفه وان يعاود نشاطه ولم يشأ ان يواجه الرغبة الشعبية الجارفة في العودة الى الدين الاسلامي وهو في سبيل مواجهته لرجال عبد الناصر حتى لا يواجه الاثنين معاً».

ونفى الزيات ان تكون هناك صفقة مشتركة تم الاتفاق عليها بين رجال السادات وقيادات التيار الاسلامي سواء من الاخوان أو شباب الحركة الطلابية الاسلامية، مشيراً الى وجود قدر من التفاهم غير المباشر في هذا الاتجاه بوجود محمد عثمان اسماعيل محافظ اسيوط الذي تم تصعيده كمستشار للسادات للأمن القومي الذي كان له أثر مباشر في دعم الجماعة الاسلامية في ظل دعمه لتفعيل التيار الديني آنذاك للتخلص من آثار التيار اليساري خاصة داخل الجامعات.

وأوضح محامي الجماعة الاسلامية ان السادات، عندما حقق أهدافه وبدأ يتحول الى مرحلة جديدة ارتمى خلالها في أحضان اميركا واستضاف شاه إيران المخلوع ثم قام بزيارته للقدس وعقد اتفاقية كامب ديفيد، فوجئ بأن الاسلاميين كانوا في صدارة القوى التي عبأت الرأي العام ضده وهاجمت مخططاته وفضحت نياته، وعندها ادرك السادات ان الجماعات الاسلامية تستعصي على الاستيعاب والطي تحت جناحه فبدأ يرتب للتخلص منها في ذات الوقت الذي عقدت الجماعات العزم فيه على التخلص منه وكانت خطوتها أسرع بكثير بعد التحالف بين قياداتها حتى أودت بالسادات على درجات منصته في عام 1981.