ميتشل: لا حل للصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بلا دور قيادي أميركي فعال

بوش اتصل بمبارك والرئيس الفلسطيني يدعو لقمة للشرق الأوسط

TT

القاهرة ـ القدس المحتلة: «الشرق الأوسط» قال السناتور السابق جورج ميتشل، الذي رأس لجنة تقصي الحقائق في الاراضي الفلسطينية، واصدرت تقريرا عن ذلك اعلنته الخارجية الاميركية اول من امس انه «لا حل للصراع الدائر بين الفلسطينيين والاسرائيليين، سواء على المدى القصير او المدى البعيد، بدون دور قيادي أميركي نشط وفعال».

ووصف ميتشل البيان الذي اعلنه وزير الخارجية الاميركي كولن باول عند اعلان تقرير «لجنة ميتشل» ودعم الولايات المتحدة للتقرير وتبنيها له بانه «مؤشر على دور قوي جدا للولايات المتحدة لحل الازمة، وان الوزير باول يعطي المسألة اهتماما اكثر من أي موضوع آخر».

ورغم محاولة ميتشل تجنب القول ان موضوع المستوطنات الاسرائيلية في الضفة الغربية ابرز توصيات التقرير قال: ان المستوطنات تشكل بؤرة الاحتكاك والمواجهة بين المتظاهرين الفلسطينيين والجيش الاسرائيلي الذي يحمي المستوطنات.

واضاف ميتشل في مقابلة مع تلفزيون «سي بي اس» امس ردا على رفض شارون للتوصية المتعلقة بتجميد جميع اشكال الاستيطان بما في ذلك النمو الطبيعي للاستيطان والمستوطنات، وما اذا كان هذا الرفض سيجعل من تقرير اللجنة غير مفيد للبدء في العمل لايجاد حل، قال: «اننا لو اعتمدنا على موقف كل من الطرفين في رفضه ما يطرح، فانه لن يكون هناك اي حل، ولكنت تركت مهمتي في اللجنة منذ زمن بعيد».

وعن احتمال او امكانية اقناع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بتخفيف موقفه قال ميتشل: «انه متأكد من ذلك، لان للولايات المتحدة نفوذاً وتأثيراً كبيرين في المنطقة باسرها، وتحديدا في اسرائيل. ونحن الذين ندافع بقوة عن امن اسرائيل منذ زمن طويل جدا».

وعما اذا كان يشعر بالتفاؤل في رؤية نهاية للعنف قريبا قال ميتشل انه «غير متفائل»، ولكنه لا شيء كالصراع، لا يمكن وضع نهاية له، فالصراعات اوجدها الانسان، وينهيها الانسان. وانهم (الفلسطينيين والاسرائيليين) عاجلا او آجلا سيأتون الى الطاولة (المفاوضات) لان الصراع الراهن لا يطيقه الشعبان من الجانبين».

وعلى صعيد الدور الاميركي الذي يبدأ بالمشاورات الاولية التي يقوم بها السفير وليم بيرنز مع الطرفين بعد اعلان التوصيات، قال مسؤولون انه لا خطط لدى الوزير باول، الذي بدأ امس جولة افريقية ـ اوروبية تستغرق 15 ايام، ان يتوقف في المنطقة. كما لا خطط له للقاء عرفات في عاصمة اوروبية وان كان الامر ممكنا. وقال المسؤولون ان بيرنز سيقدم لباول تقريرا في نهاية الاسبوع عن نتائج مشاوراته الاولية. لكن مصادر توقعت ان يزور باول المنطقة اذا وقع عمل ارهابي او عمل عنف كبير يستدعي التدخل الفوري من جانب باول.

أما عرفات فدعا أمس الى اعادة عقد قمة للشرق الاوسط لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل لانهاء ثمانية اشهر من العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين. فيما قال متحدث باسم رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون انه يتعين وقف العنف قبل ان يمكن عقد اي قمة، واتهم الجانب الفلسطيني «بالمناورة».

وقال عرفات ان السلطة الفلسطينية تقبل التقرير الذي اصدرته لجنة ميتشل مرددا تعليقات سبق ان ادلى بها عندما اذيعت مسودة الوثيقة قبل بضعة اسابيع، بينما جددت اسرائيل ايضا القول بانها ترحب بالتقرير، لكنها ابدت مجددا اعتراضات على دعوة اللجنة الى تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال شارون للصحافيين ان وزير الخارجية الاميركي اتصل به هاتفيا أول من أمس قبل تقديم التقرير و«شرح اشياء لي». وتحدث باول ايضا مع عرفات.

واضاف شارون قائلا «مسودة تقرير ميتشل مقبولة بالنسبة لنا. كان لدينا تعليقات نقلناها وهي واضحة... لقد شرحنا موقفنا (من بناء المستوطنات)».

ورحب الجانبان كلاهما باعلان باول انه سيوفد السفير الاميركي لدى الاردن وليام بيرنز لمساعدتهما في وضع «جدول زمني» للسلام. وقال عرفات بعد محادثات في غزة مع خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي «آمل ان يتاح لنا الوقت لاعادة عقد اجتماع بين اطراف شرم الشيخ على المستوى الذي يرونه مناسبا في اقرب وقت ممكن وبدء مناقشة بشأن هذا التقرير وبدء تنفيذه».

من جهة اخرى تلقى الرئيس المصري حسني مبارك امس اتصالا هاتفيا من الرئيس الاميركي جورج بوش تناول خلاله الرئيس بوش المجهودات التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال المشاورات مع الاطراف المعنية لبحث امكانية تنفيذ توصيات لجنة ميتشل لوقف العمليات العسكرية وتهدئة الموقف في منطقة الشرق الأوسط واعادة عملية السلام الى مسارها الطبيعي، بما في ذلك المهمة التي سيقوم بها المبعوث الاميركي لدول المنطقة لهذا الغرض.

واكد مبارك خلال الاتصال ترحيب مصر بالقرار الاميركي الهادف لتفعيل مقترحات لجنة ميتشل والمبادرة المصرية ـ الاردنية في ضوء التأييد الدولي المتزايد لهما الذي يجعلهما اساسا متوازنا يمكن البناء عليه لاعادة الهدوء الى المنطقة.

واتفق الرئيسان مبارك وبوش خلال الاتصال على استمرار التشاور بينهما في ضوء ما ستسفر عنه الاتصالات مع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني في الايام القليلة المقبلة حول هذا الموضوع بهدف تعزيز فرص التوصل للسلام العادل والشامل في الشرق الأوسط في اقرب وقت ممكن.