وزيرة الصحة العربية ـ الاميركية السابقة متحمسة لعودتها إلى الجامعة .. والرياضة!

TT

دونا شلالا، وزيرة الصحة الاميركية السابقة، العربية الاصل، عاشت وما تزال حياة مثيرة. ففي مطلع عقد الستينات من القرن الماضي ارتضت لنفسها بالعيش في كهف طيني عندما تطوعت للعمل ضمن «فيلق السلام» في ايران. ومقابل ذلك تولت التدريس في جامعة ييل الاميركية العريقة، ثم اصبحت اول امرأة تترأس جامعة ويسكونسن، احدى ابرز وأعرق الجامعات الحكومية الكبرى في الولايات المتحدة. وعندما اختارها الرئيس السابق بيل كلينتون لتكون وزيرة الصحة والخدمات الانسانية في ادارته عرف عنها دفاعها المستميت عن حقوق الامهات والاطفال المعوزين.

وهكذا يمكن ايجاز سيرتها الذاتية بكلمات قليلة منها: المفكرة، والقيادية، والشخصية القادرة على التغيير.

الا ان ما لا يعرفه كثيرون عن دونا شلالا (60 سنة) ... شغفها بالرياضة! فهي تحتفظ بحماس شديد لذكريات فوزها ببطولات كرة المضرب (تنس) في مطلع شبابها وتعتز ان بين مقتنياتها التذكارية الغالية على قلبها الكرة التي لعبت بها المباراة النهائية لبطولة الجامعات الاميركية لكرة القدم الاميركية وفاز بها فريق جامعتها، ويسكونسن، عام 1994. وكان لشلالا الفضل في الواقع باختيار باري الفاريز مدرباً لفريق الجامعة. وبالفعل نجح الفاريز في تحويل الفريق «الاحمر» الشهير من «ملطشة» مجموعة «الجامعات العشر الكبرى» الى بطل الجامعات المتوّج في استاد «الروز بول» الشهير في باسادينا (ضواحي لوس انجليس).

الوظيفة الجديدة التي ستتولاها شلالا، اعتباراً من اول يونيو (حزيران) المقبل، قد تسعدها بمزيد من مباريات الكرة الكبرى ... اذ انها اختيرت اخيراً رئيسة لجامعة ميامي في ولاية فلوريدا. وثمة اجماع على توقع طبع شلالا بطابعها المنهاج الرياضي للجامعة، ان لم يكن للبطولة الوطنية برمتها.

ويشير المتابعون الى ان شلالا كانت من الاعضاء الاصليين لـ«مفوضية نايت» التي عهد اليها بإعداد توصيات حول اصلاح اوضاع الرياضة الجامعية في الولايات المتحدة. ومن الذين يؤمنون تماماً بقدرات شلالا كينيث شو، رئيس جامعة سيراكيوز (حيث حصلت على درجة الدكتوراه)، اذ قال «انها شخصية ذات رؤية، وفي الوقت ذاته تعرف اقصر الطرق لتطبيق ما تقتنع به». وفي حوار مع شلالا، قالت الاكاديمية والوزيرة السابقة، ان العنصر الاول في قائمة اولوياتها عند العودة الى الحياة الاكاديمية هو العمل في جامعة بحثية متفوقة وعالمية السمعة «وسبق لي القول مراراً انني اود ان تكون الجامعات (عندنا) عالمية المستوى في كل شيء بما في ذلك الرياضة. وهذا بالضبط ما فعلته مع جامعة ويسكونسن. انا لا اؤمن بمنهاج رياضي متواضع المستوى في جامعة متفوقة عالمية المستوى. من ناحية ثانية كنت اود الذهاب الى جامعة فيها فريق كرة قوي. والمتعة، المرتبطة بهذه الرياضة في فترات بعض الظهر من ايام السبت اكبر من مجرد اللعب انها مرتبطة بهوية اجتماعية محددة المعالم. هذا ما توفره الاجواء الاحتفالية، وطبعاً الرياضة».

ثم رداً على سؤال حول دخلها من وظيفتها الجديدة، وخاصة انها ستتقاضى مبلغاً أدنى بكثير مما يتقاضاه مدرب كرة القدم الاميركية لاري كوكر ـ الذي يتقاضى 650 الف دولار سنوياً ـ قالت «إذا شعرت بالضيق من ان كون مرتبي أدنى من مرتب مدرب الكرة، فسأشعر بالضيق ايضاً لأن دخل اساتذة الطب والجراحة ايضاً أعلى من دخلي. انا اعتبر ان علينا دفع مرتبات معقولة ضمن توليفة او اطار معقول».

واخيراً كان لا بد من الرد على سؤال متصل بالسياسة وفترة ادارة الرئيس كلينتون، هو ما اذا كانت قد تعلمت شيئاً ابان فترة توليها الوزارة من شأنه مساعدتها في وظيفتها الجديدة، فكانت اجابتها «... لقد اصبحت اكثر دراية في إنجاز المهام الملقاة على عاتقي عبر داهاليز البيروقراطية. كذلك اكتسبت مناعة اقوى في وجه الاضطراب والغضب والصراخ. انا الآن اكثر هدوءاً وأبرد اعصاباً ...».

* (خدمة «يو. إس. إيه توداي» ـ «لوس انجليس تايمز»)