رسالة إلى العاهل المغربي تثير نقاشا هادئا حول حقوق الإنسان والصحراء في صحيفة سنغالية

TT

أثارت رسالة مفتوحة موجهة الى العاهل المغربي الملك محمد السادس نشرتها احدى الصحف السنغالية في اليوم التالي لوصول العاهل المغربي الى دكار، في اطار زيارة رسمية بدأها يوم 22 مايو (ايار) الجاري واستغرقت يومين، نقاشاً على اعمدة نفس الصحيفة حول موضوع حقوق الانسان وقضية الصحراء الغربية، مما اضطر الناطق الرسمي باسم القصر الملكي حسن اوريد الى الرد على ما جاء في الرسالة، وهو الرد الذي نشرته صحيفة «والفجر» في عددها الصادر امس في دكار، ومعه تعقيب من ادارة تحرير الصحيفة التي تعتبر من بين اكثر الصحف السنغالية انتشاراً.

وكانت صحيفة «والفجر» المستقلة قد نشرت رسالة موجهة الى العاهل المغربي تحت عنوان «رسالة مغلقة الى الملك: لو تسمحون يا صاحب الجلالة؟».

جاء فيها: «المغرب بكل تأكيد بلد متقدم في الكثير من الميادين، وهذا ما يتم الاشارة اليه كلما دعت الضرورة الى ذلك، لكن من المؤكد ايضاً ان الوضع العام في مملكتكم وعلى بعض حدود بلدكم ليس وردياً بالكامل».

واستطرد صاحب الرسالة التي وقعها باسم مومارد جانغ انه بالرغم مما تحقق في مجال حقوق الانسان في المغرب فان «مبدأ الحفاظ على الكرامة الانسانية لا يمكن ان يفصل عن النضال الذي يخوضه بلدكم ليكون في مستوى الامم الكبيرة في العالم».

وأضاف صاحب الرسالة بخصوص قضية الصحراء الغربية، ان هذا الصراع الذي لا يريد ان ينتهي «يسمم علاقات المغرب مع الكثير من الدول الافريقية بما فيها الجزائر». ومضى متسائلاً انه يصعب عليه استيعاب ان مجرد احصاء سكان الصحراء هو العامل الذي ما زال يعرقل تنظيم الاستفتاء في هذه المنطقة. ودعا المغرب الى ان يكون قاطرة لإعطاء دفعة للسلام الذي يتطلع اليه الآلاف من الاشخاص، سواء من داخل المغرب او خارج حدوده.

ورد اوريد على ما جاء في الرسالة ـ المقال ـ بتوضيح، جاء فيه ان مبدأ احترام حقوق الانسان يعتبر من دعائم الحكم في المغرب، وان معسكرات الاعتقال التي تحدث عنها صاحب المقال باعتبارها الأشهر في العالم هي من صنع خيال غير نزيه.

وجاء ايضاً في رد الناطق الرسمي باسم القصر الملكي ان ما ورد في الرسالة حول موضوع الصحراء هو نتيجة عدم الاحاطة بحقيقة الأشياء، وان «الكيان» في اشارة الى جبهة «البوليساريو» «الذي تدافعون عن طروحاته لم يخف قط توجهاته العنصرية».

وأضاف الناطق الرسمي المغربي، قائلاً «ان نضالنا من اجل الصحراء هو نضال من اجل افريقيتنا التي يشهد عليها تاريخنا وهويتنا».

وعقبت الصحيفة على ما جاء في رد الناطق الرسمي الذي وصف استنتاجات صاحب المقال بأنها نتيجة مغالطات وأفكار مسبقة، دعا الى تصحيحها، بالقول ان اسماء مثل «اوفقير والسرفاتي وياسين» ومعتقل «تازمامارت الذي ما زال ضحايا من المغاربة يطالبون بتعويضهم عما لحق بهم فيه من ضرر»، ليست كلها من نتاج خيال سيئ النية للمدافعين عن حقوق الانسان».

وخلص صاحب التعقيب الى القول ان هذه الأشياء اصبحت مع مجيء العاهل المغربي جزءا من الماضي، لكنه ماض ما زال قريباً ويصعب طي صفحته.