انتقادات لقرار خامنئي العفو عن مسؤولي وزارة الاستخبارات المتهمين بالضلوع في عمليات اغتيال معارضين إيرانيين

TT

أثار قرار مرشد ايران آية الله علي خامنئي العفو عن عدد من مسؤولي وزارة الاستخبارات الايرانية المتهمين بالضلوع في اغتيال ما لا يقل عن ستة من أبرز الشخصيات الثقافية والسياسية الاصلاحية، موجة من الاستياء والغضب لدى اسر هذه الشخصيات والاوساط الاصلاحية القريبة من الرئيس محمد خاتمي الذي كان الكشف عن ضلوع وزارة الاستخبارات في قتل داريوش فروهر زعيم حزب الشعب وزوجته بروانة ومحمد مختاري ومحمد جعفر بونيده وبيروز دواني، واعتقال اكثر من عشرين مساعدا ومديرا ومسؤولا للوزارة ومحاكمتهم، «من أبرز انجازاته» خلال فترة ولايته الاولى.

وكشف مصدر قضائي في ايران، ان رئيس السلطة القضائية محمود هاشمي شاهرودي رفع التماسا الى المرشد الايراني بضغوط شديدة من جماعة خريجي مدرسة حقاني في السلطة القضائية، للعفو عن سجناء منظمة القضاء العسكري، علما ان احد هؤلاء السجناء، الضابط الفني السابق محمد رضا بدرام الذي اعدم يوم الاحد الماضي بتهمة التجسس للاستخبارات الاميركية حيث لم يشمله العفو، فيما خرج بقرار خامنئي 14 من مسؤولي وزارة الاستخبارات ممن اعترفوا بقتل العشرات من المثقفين والكتاب والمعارضين قبل وبعد انتخاب خاتمي ووجهت اصابع الاتهام ايضا الى وزير الاستخبارات الاسبق علي فلاحيان (احد مرشحي الرئاسة) وخلفه قربان علي دري نجف آبادي. وعلمت «الشرق الأوسط» ان عوائل المثقفين والكتاب الذين قتلوا عام 1998 على ايدي سعيد امامي مساعد علي فلاحيان السابق ومصطفى كاظمي مدير عام وزارة الاستخبارات وشركائهما، تجري الآن مشاورات مع محاميها لرفع شكوى مدنية ضد المفرجين عنهم من القتلة، فيما يرى الاصلاحيون (انصار الرئيس خاتمي) ان قرار خامنئي جاء ليؤكد وجود خطة هدفها اثارة اليأس في المجتمع عشية الانتخابات الرئاسية للحيلولة دون مشاركة مكثفة للشعب في الانتخابات ومنع فوز خاتمي بشكل ساحق. ومثلما كان الامر في الانتخابات الرئاسية السابقة حيث استخدمت مراكز القوة كافة الوسائل الشرعية وغير الشرعية لمنع فوز خاتمي ورغم ذلك فاز في الانتخابات باكثر من 22 مليون صوت، فان انصار الرئيس يعتقدون ان الشعب الايراني واع ببواطن الامور وانه يدرك جيدا بان رجم امرأة كانت بالسجن منذ ثماني سنوات واعدام ضابط فني قضى خمس سنوات في ايفين، وخطف الصحافي الاصلاحي البارز حميد كاوياني القريب من موسوي خوئني ها مدير صحيفة «سلام» الموقوفة واحد حماة خاتمي، ومن ثم قرار الافراج عن قتلة الكتاب والمثقفين من مسؤولي وزارة الاستخبارات، كل ذلك يدخل في نطاق مخطط يميني مدروس لوضع حد لمشاركته في الانتخابات.

وأبدت اسرة حميد كاوياني، الصحافي الذي خطفه رجال استخبارات الحرس في احد شوارع طهران، قلقها الشديد حيال اختفائه منذ اربعة ايام. وقال قريب لمحرر صحيفة «سلام» وصحيفة «همبستكي» ان رجال استخبارات الحرس، سبق ان خطفوا حميد قبل شهر، واطلقوا سراحه امام احد المستشفيات بعد تعرضه لنوبة قلبية. وفي اليوم الذي اختفى فيه كاوياني، كان قد خرج من بيته صباحا واتصل بزوجته هاتفيا بعد ساعات قبل ان تختفي آثاره. والمعروف ان الصحافيين والكتاب الذين قتلوا على ايدي رجال الاستخبارات كانوا قد اختفوا في ظروف مشابهة، في الشارع وبعد بضعة ايام تم العثور على جثثهم المشوهة في سهول وغابات خارج طهران.