حفل عشاء بمقر تشيني يثير ضجة في واشنطن

تناول العشاء مع نائب الرئيس يكلف 100 ألف دولار بدلا من 50 ألفا أيام كلينتون

TT

ادى قرار عقد حفل استقبال لكبار المتبرعين في مقر اقامة نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني الى لغط داخل البيت الابيض، حيث اشتكى العديد من انصار تشيني من انه تعرض لحملة شعواء بسبب «مناسبة لم تكن فكرته». لا سيما ان كارل روف عضو اللجنة القومية للحزب الجمهوري وكبير مستشاري الرئيس جورج بوش هو الذي اعد قائمة المدعوين. واقيمت المناسبة لشكر كل المتبرعين الذين تبرعوا بمائة الف دولار او اكثر للحملة. ولم يحضر روف الحفل لانشغاله بموعد آخر.

والمعروف ان مقر اقامة نائب الرئيس في «المرصد البحري» في واشنطن كان يستخدم لاستضافة المتبرعين خلال عهد الرئيس السابق بيل كلينتون. ولكن حفل الاستقبال الذي اقامه تشيني اثار اهتماما اعلاميا كبيرا، وانتقادات من جانب المدافعين عن قوانين مقيدة لعمليات التبرع، لان حملة بوش وتشيني قامت على اساس التعهد «باستعادة شرف وكرامة البيت الابيض». وعلى الرغم من ان المسؤولين في البيت الابيض لم يستبعدوا عقد حفلات استقبال مماثلة في المستقبل لانهم لا يعتقدون انها خطأ، فإن مسؤولا كبيرا قال ان الادارة «تعيد التفكير» في ما حدث.

وخلال حفل غذاء مع محرري صحيفة «واشنطن بوست» اشار السناتور الجمهوري عن ولاية اريزونا جون ماكين الى حفل الاستقبال بقوله: «انه نفس الخطأ في دعوات القهوة في البيت الابيض كان المقابل 50 الف دولار، والآن على حسبما فهمت، يصل المقابل الى 100 الف دولار لحضور حفل استقبال في مقر اقامة نائب الرئيس». وذكرت شخصية جمهورية على صلة قوية بتشيني انه «وافق على عقد الحفل لمساعدتهم، ولم يكن يريد ذلك.. كانت خدمة للجنة القومية للحزب الجمهوري». واوضح انه على العكس من نائب الرئيس، الذي كان يرى ان ثمة فائدة سياسية في المستقبل من عقد حفلات لكبار المتبرعين، وتشيني ليست لديه اية استفادة شخصية من مثل ذلك الحدث. واضاف: «عندما حصل حفل الاستقبال على تغطية صحافية سلبية، فإن تشيني شعر بالغضب، لان الامر بدا وكأن الجميع حضروا لتأييد تشيني المسكين صاحب الفكرة السيئة». الا ان ماري ماتالين محامية تشيني رفضت ذلك وقالت: «انه استمتع بالمناسبة للغاية».

وذكر نيكولاس برادي، وهو وزير خزانة في عهد جورج بوش (الاب) وصديق شخصي لتشيني: «ان نائب الرئيس على حسبما فهمت، طُلب منه عقد هذا الحفل وانه كان سعيدا بذلك.. ولا اعتقد انه فوجئ بأي شيء، فهو يعيش في العاصمة منذ فترة طويلة للغاية».

وذكر مسؤول في البيت الابيض انه بالرغم من ان مكتب روف هو الذي يحدد المناسبات السياسية التي يجب ان يحضرها تشيني، فإن «التصور هو انه اذا لم تكن هناك حاجة لذلك لما طلبوه». بينما ذكر مسؤول آخر: «نشعر بعدم تعدي اي خطوط، الامر الذي لم نستوعبه هو انه بسبب تجاوزات كلينتون ـ غور، فإن الصحافة ستغطي الحدث بالطريقة التي غطته بها.

الجدير بالذكر ان اللغط الذي حدث يأتي ضمن حالات التوتر الاخيرة داخل البيت الابيض، الذي يفتخر بإلتزامه «الاخلاقي». وقال مصدر في الحزب الجمهوري: «ما حدث في البيت الابيض هو بالضبط ما لم يرغبوا في حدوثه، حيث يلوم كل شخص الشخص الآخر على ما حدث».

وكان حفل الاستقبال مجالا لعدد من القصص في الصحافة القومية، وفي نشرات الاخبار في شبكات التلفزيون الرئيسية الثلاث، وكل منها نشرت مقارنات بعمليات جمع التبرعات في عهد كلينتون.

ومعلوم ان الدعاية لحفل عشاء الرئيس الذي سيعقد في 27 يونيو (حزيران) القادم لفائدة لجنتي الحملات الانتخابية للحزب الجمهوري في مجلسي النواب والشيوخ، قد ارسلت على رسائل تحمل شعار مكتب نائب الرئيس. وقالت الرسائل: «اذا كنت ترغب في حضور حفل العشاء مع الرئيس ومعي فإن اسعار التذاكر هي 2500 دولار، كما يمكنك شراء مائدة بها عشرة مقاعد بـ25 الف دولار».

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»