مقدونيا: مخاوف من انهيار الائتلاف الحاكم

TT

سكوبي: وكالات الأنباء أبلغ الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفيسكي الوزراء المتحدرين من أصل ألباني بأنه ينبغي عليهم وقف اتصالاتهم مع المقاتلين الألبان وإلا فقدوا ناصبهم في حكومة الوحدة الوطنية. ويعتقد أن هذه الخطوة تضع مزيدا من الضغوط على الإدارة المقدونية التي تعاني من الضعف بالفعل، اذ يأتي تحذير الرئيس المقدوني في الوقت الذي يقول فيه الجيش المقدوني إنه أحرز تقدما كبيرا في المعركة الرامية إلى استعادة السيطرة على القرى التي تقع في أيدي المقاتلين الألبان. وتشكل هذه القرى نصف دائرة من الحدود الصربية باتجاه مدينتي كومونوفو وسكوبيا المقدونيتين. وقال وزير الداخلية المقدوني ليوبي بوشوكفيسكي إن القوات المقدونية دخلت قرية فاكسينس الواقعة في وسط مواقع المعارك، وبدأت القوات بعد دخولها في تفتيش المنازل واحدا واحدا بحثا عن المقاتلين.

ويقول الجيش إنه يسعى إلى عدم وقوع اي إصابات بين المدنيين، لكن قائد المقاتلين الألبان قال إن قذيفة اصابت إحدى البنايات في قرية سلوبكاني وقتلت ستة أشخاص على الأقل ممن كانوا يحتمون من قصف الدبابات والمدفعية والأسلحة الآلية. ويهدف الجيش المقدوني إلى استعادة عشر قرى يسيطر عليها المقاتلون الألبان. ويقدر عدد المدنيين الباقين في تلك القرى بنحو 10 آلاف شخص يختبئون في مخابئ المنازل. وتتركز الأزمة السياسية الآن على الاتفاق الذي وقعه مع المقاتلين الألبان زعماء حزبين ألبانيين يشاركون في الحكومة. ولم تعرف بعد تفاصيل الاتفاق، لكن يعتقد أنه يتضمن دعوة المقاتلين إلى الانسحاب، وعرضا بتقديم عفو عنهم مقابل منح الألبان حق النقض في البرلمان المقدوني. وقد أدت معرفة هذه التفاصيل إلى غضب الزعماء المقدونيين الذين يتعهدون بعدم الاتصال المباشر بالمقاتلين.

وطالب الرئيس المقدوني زعيمي الحزبين الألبانيين بالتنكر للاتفاق، وقال إنهما إن لم يفعلا ذلك فلا يمكن العمل معا. ولكن الزعماء الألبان المشاركين في الاتفاق يقولون إن الحزبين لم يخطئا عندما تفاوضا مع المقاتلين. وقالوا إن الحكومة شجعت الزعماء الالبان على التفاوض مع المقاتلين الألبان، وإنهم فعلوا ذلك من أجل السلام.

ويسعى الدبلوماسيون الأجانب إلى إقناع الزعماء الألبان بنقض صلاحية الاتفاق وإنقاذ الائتلاف الحكومي. وكان الاتفاق قد وقع تحت رعاية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وسفيرها في مقدونيا. واصدر الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة بيانات شديدة تعارض المفاوضات.

ويطالب المتحدرون من أصول ألبانية بمساواتهم في الحقوق مع المواطنين السلاف وزيادة نسبة تمثيلهم، والاعتراف بهم في الدستور المقدوني.