الجماعات المسلحة الكشميرية قلقة لاستبعادها من الحوار الهندي ـ الباكستاني المقبل

TT

ذكر المراقبون ان عرض الهند بإجراء محادثات سلام مع باكستان، ربما يعتبر اكثر الخطوات الهندية شجاعة منذ عهود طويلة لحل الخلاف المستمر بين البلدين، منذ اكثر من 53 عاما، حول التطلعات السياسية لكشمير، الولاية الهندية الوحيدة ذات الاغلبية الاسلامية، بينما يتراوح رد فعل الجماعات المسلحة والعديد من الكشميريين، من الشك الى الدعم الحذر، وخصوصا من جانب جماعات المعارضة والقيادة الباكستانية، بينما رحبت الولايات المتحدة ودول اخرى بالخطوة الهندية.

وذكر سوميت جانجولي الاستاذ في مركز الدراسات الاسيوية في جامعة تكساس في اوستن: «هذه الخطوة الاولى، وهي اول خطوة لاجراء محادثات جادة منذ عام 1963، والان ستظهر بعض الدعوات الى اتفاقية متبادلة، وستضغط الهند على باكستان من اجل وقف المساعدات للمتمردين، بينما ستطالب باكستان بخفض القوات الهندية في كشمير، ولنر اذا كان ذلك سيحدث».

والجدير بالذكر انه بعد عامين من وقوع معارك بين باكستان والهند حول منطقة كارجيل الجبلية المتنازع عليها بين البلدين، فإن العرض يأتي بعد فترة من وقف اطلاق النار من جانب الهند، وهي الفترة التي ازداد فيها نشاط جماعات المعارضة المسلحة، وعمليات القتل التي قامت بها القوات الهندية، الى اعلى مستوى لها منذ اكثر من 12 سنة. وقد اعلنت الحكومة الهندية نهاية لوقف اطلاق النار وخطط الى زيادة التحركات ضد الجماعات الاصولية المسلحة، ومنحت قوات الامن سلطات اوسع للرد على التهديدات العسكرية.

ويعتمد مصير المحادثات على جدية الطرفين، الا ان التحرك نحو المحادثات المشتركة سيؤثر تأثيرا كبيرا على الاطار السياسي والمزاج العام لسكان كشمير. فمن المحتمل ان تهمش المحادثات، بل وتضعف القيادة السياسية في كشمير، سواء داخل الحكومة او المعارضة الممزقة. واذا كانت هناك شكوك في كشمير نفسها، فذلك يرجع الى ان الاغلبية من السكان المسلمين سمعوا الكثير من الوعود من قبل.

ففي عام 1947 تعهد جواهر لال نهرو اول رئيس وزراء للهند بإجراء استفتاء بين سكان كشمير، عما اذا كانوا يرغبون في الانضمام للهند او باكستان او تشكيل دولة مستقلة. الا ان ذلك لم يحدث حتى الان، بل قتل اكثر من 35 الف شخص خلال اكثر من عشر سنوات في معارك بين جماعات المعارضة المسلحة وقوات الامن الهندية.

وفي اسلام اباد ذكرت وزارة خارجية باكستان ان الحاكم العسكري للبلاد الجنرال برويز مشرف «على استعداد لاجراء محادثات مع القيادة الهندية في اي وقت واي مكان».

ومن ناحية اخرى ذكر زعماء المعارضة الكشميرية، الذين طالبوا في اطار مؤتمر حريات الذي يضم كل الاحزاب الكشميرية، الحق في زيارة باكستان لاجراء محادثات مع الجماعات المسلحة بالنيابة عن سكان الاقليم، انهم يرحبون بالمحادثات بين الهند وباكستان، ولكنهم اوضحوا ان استبعاد ممثلي كشمير سيعني الفشل في تحقيق السلام.

واعرب فاروق عبد الله رئيس وزراء ولاية كشمير (الهندية) عن اغتباطه لعرض نيودلهي بإجراء محادثات، مضيفا: «ان مؤتمر حريات لم يلعب دورا في المحادثات، وقد اغلق هذا الفصل الان».

الا ان جماعات المعارضة المسلحة التي استخدمت فترة وقف اطلاق النار لدعم اوضاعها في كشمير، اعلنت انها ستستمر في استهداف القوات الهندية المسلحة، بينما اعلنت قوات الامن الهندية ان انتهاء فترة وقف اطلاق النار، وانها ستسعى للقضاء على المعارضة المسلحة في كشمير.

* خدمة «كريستيان ساينس مونيتور» خاص بـ«الشرق الأوسط»