أمين عام مجلس الشورى السعودي: مجلسنا يخلو من اللكمات والألفاظ العنيفة

البدر يتحدث لـ«الشرق الأوسط» عن جاهزية مقر المجلس لاستيعاب ضعف الـ120 عضوا

TT

قال الدكتور حمود بن عبد العزيز البدر امين عام مجلس الشورى السعودي، الذي ثبت البارحة الاولى في هذا المنصب للمرة الثالثة على التوالي، ان مقر المجلس في العاصمة السعودية الرياض مهيأ إنشائيا ولوجستيا لاستيعاب التوسع في تعيين اعضاء جدد في المجلس يفوقون ضعف رقم الـ120، مشددا على ان قرار زيادة عدد الاعضاء يعد امرا محصورا في رؤية ولي الأمر كونه قرارا سياسيا بالدرجة الاولى يعود اتخاذه للقيادة السعودية.

واشار البدر في حديث مع «الشرق الأوسط» امس، الى ان هناك كثيرا من نقاط القوة التي تحسب لمجلس الشورى السعودي من دون «اقرانه» في دول العالم وهو يسدل الستار على دورة عمله الثانية مستعدا لانطلاقة جديدة في دورته الثالثة بعد اقل من اسبوعين، ليس اقلها خلو الجلسات المقررة في دورتيه السابقتين على مدى ثماني سنوات من اي احداث شغب أو تبادل اللكمات، أو الشتائم وجمل العنف بين الاعضاء اثناء تداول كثير من الملفات السياسية الداخلية والخارجية التي تتعلق مباشرة بمصالح السعوديين.

واستبعد البدر من دون ان يخفي ضحكة صافية، ان يسمع الناس عن عضة اذن، او حتى تمزيق ملابس أو شعر في الدورة الجديدة، التي من المقرر تدشينها عقب اداء القسم في فترة العشرة ايام المقبلة، او عن تبادل الشتائم والالفاظ النابيه بين الاعضاء «مهما كثر عددهم وزادت محاور النقاش حول ملفات السياسة الداخلية او الخارجية».

واوضح الامين العام لمجلس الشورى السعودي ان الدورتين السابقتين حفلتا بنتائج مهمة على مستوى التجربة الوطنية في العمل التشريعي لم ينافسها فيه كثير من «البرلمانات»، تأتي في مقدمتها الجدية والالتزام اللذان طغيا على اداء الاعضاء خلال جلسات الثماني سنوات الماضية، وهو الامر الذي نتجت عنه وجبة دسمة من مشاريع القرارات التي اخذت طريقها الى واقع العمل اليومي في السعودية، وغطت جملة واسعة من القطاعات العامة التي كانت تحتاج الى خبراء المشورة لتطوير صياغة كثير من المتطلبات اليومية التي تحكم العلاقة بين الناس واجهزة العمل الحكومي.

ولم ينف البدر، الذي كان يتحدث لـ«الشرق الأوسط» بعد خروجه من «مجلس منزله» حيث كان يعج بمجموعة من المهنئين بدخوله «مجلس الشورى» للمرة الثالثة على سدة الامانة العامة، ان تكون مسألة اختيار الاعضاء تخضع للبعد المناطقي، وقال «نعم اعتقد ان ولي الامر يراعي هذه النقطة في تشكيل المجلس نظرا لاهميتها في تنوع وأثراء الرأي في التشريعات التي يسري مفعولها إذا ما بدأ العمل بها على كافة المناطق السعودية كوحدة وطنية متماسكة وتزخر بعناصر يشار لها بالبنان في مجال تخصصها».

ورحب الدكتور حمود البدر بالزيادة التي شملها التشكيل الجديد للمجلس متوقعا ان تصب في مصلحة تسريع وتمتين العمل الشوري في البلاد.

ووصف البدر مقر مجلس الشورى في العاصمة السعودية الرياض، بأنه واسع ويستوعب اعدادا في الاعضاء تتجاوز ضعف التشكيل الجديد براحة تامة. وقال ان الامانة العامة للمجلس لا يوجد بها ارتباك او حركة غير طبيبعة لمواكبة الزيادة الجديدة في الاعضاء، وهي 30 مقعدا جديدا يتطلب لها تجهيز في الاتصالات واعمال السكرتارية، «بل العكس المكاتب موجودة ومجهزة تماما». لكن البدر ترك مسألة تحديد عناصر السكرتارية لرغبة الاعضاء الجدد الذين يتجاوزون الستين عضوا.

وكشف البدر ان الترتيبات اللازمة لانتقال الاعضاء الى مدينة جدة لاداء القسم امام خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز في مكتبه بالديوان الملكي بقصر السلام، وبحضور الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء، والأمير سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي، جاهزة فور تلقينا الموعد النهائي لساعة القسم. واستبعد ان يمضي الـ120 عضوا ليلة او اكثر في مدينة جدة مما يتطلب حجز غرف في احد الفنادق، وقال «الترتيبات تقتصر على طائرة خاصة سوف تقل كامل الاعضاء، الى جانب ثلاث حافلات كبيرة لنقلهم من مطار الملك عبد العزيز الى قصر السلام، ومن ثم العودة في نفس اليوم».

ويرتبط الدكتور حمود البدر بعلاقات واسعة مع الاوساط الاعلامية والاقتصادية والرسمية في السعودية وخارجها بحكم سيرته الذاتية التي تحتوي على عدد من المحطات الوظيفية المتنوعة، انطلق فيها من حصوله على الدكتوراه في العلاقات العامة من جامعة ميتشجان الاميركية كأول سعودي يحصل على هذه الشهادة في العام .1972 وفي قائمة الاولويات يحظى البدر بكونه اول مدير تحرير في صحيفة محلية من خلال توليه ادارة التحرير في مجلة «الخليج» في عام 1961، ومنها انطلق مديرا لتحرير صحيفة «اليمامة» في عام .1963 كما اشتهر البدر بمقالات متخصصة في جملة من الصحف والمجلات السعودية. وعمل استاذا بقسمي الاعلام والتربية بجامعة الملك سعود، ثم وكيلا للجامعة، وعميدا لشؤون القبول والتسجيل فيها. وللبدر مشاركات كثيرة في المؤتمرات والندوات التي تدخل في جانب التربية والتعليم. وهو من السعوديين الحاصلين على وسام الجهورية الفرنسية من درجة فارس، وقلادة الاستحقاق من الدرجة الثانية التي منحها اياه الملك فهد بن عبد العزيز.