فيدرين يحذر من إسقاط عرفات وباريس تؤيد قيام أنان بوساطة جديدة

TT

حذر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين من المحاولات الهادفة الى «اسقاط» الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وقال فيدرين صباح امس لاذاعة «فرانس انتير» ان سقوط عرفات «يعني اننا سنكون في فراغ». وتساءل الوزير الفرنسي «ماذا سنفعل بعد ذلك؟ لن تبقى سوى سياسة القمع واللجوء الى القوة الى ما لا نهاية. حتى الآن سقط ما يزيد على 500 قتيل، فهل علينا انتظار سقوط الاف القتلى للعودة الى المفاوضات السياسية؟».

واعتبر فيدرين انه من وجهة النظر الاسرائيلية، هناك من يرى ان ثمة حاجة لمحاور فلسطيني وان عرفات، «رغم كل شيء»، يبقى هذا المحاور. وبالمقابل ثمة قوة اخرى ترى ان كل ما يجري مسؤولية عرفات وبالتالي «يجب اسقاط السلطة الفلسطينية ودفع عرفات الى «الاستسلام». وبحسب الوزير الفرنسي، فان للاصرار على اعتبار عرفات مسؤولا عن الارهاب والمحرض عليه «علما ان ارهاب المنشقين الفلسطينيين يستهدف عرفات بقدر ما يستهدف الاسرائيليين»، يعني استهداف سياسة التفاوض المفضي الى السلام والتي يسعى اليها الرئيس الفلسطيني.

وازاء الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها عرفات، نفى فيدرين ان يكون الزعيم الفلسطيني قادرا على «التحكم» بكل شيء. واشاد بقرار عرفات وقف اطلاق النار، ملاحظا ان الاميركيين والاوروبيين يطلبون منه المزيد للسيطرة على العنف واعمال الارهاب «في حين ان الاسرائيليين لا ينفكون منذ اسابيع عن تدمير قواه الامنية». وتساءل فيدرين «كيف تريدون ان تسيطر القوة الامنية الفلسطينية على الوضع، علما انه ليست هناك دولة (فلسطينية) وان عليها مراقبة قوة منشقة وان الناس يعتبرون ان ليس ثمة ما يخسرونه بالنظر الى الظروف المعيشية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وبسبب 33 عاما من الاستيطان».

ودعا فيدرين الى تحويل التراجع النسبي في اعمال العنف الى «وقف حقيقي لاطلاق النار». كما دعا الى تضافر الجهود الاوروبية والاميركية للعمل «في الخط نفسه من اجل تأثير حقيقي على الوضع في الاراضي الفلسطينية». واعتبر ان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ودول المنطقة يمكن ان يلعبوا دورا متزايدا في البحث عن حل.

واعلنت الخارجية الفرنسية امس دعمها لدور قد يوكل الى الامين العام للأمم المتحدة. غير ان مصادر دبلوماسية في العاصمة الفرنسية رأت ان انان «لا يمكن ان يذهب الى المنطقة من غير ان يكون في جعبته ما يعرضه على الاطراف، وبالتالي يتعين على كولن باول (وزير الخارجية الاميركي) ان يعطيه ما يساعده على انجاح مهمته».

وترى هذه المصادر ان انان هو الورقة «الافضل»، وبالتالي يجب عدم حرقها كيفما كان.

وامس كان الوضع في الاراضي المحتلة والجهود المبذولة لتثبيت وقف اطلاق النار والبحث عن آلية لتنفيذ توصيات لجنة ميتشل موضع نقاش في قصر الاليزيه بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك، ورئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون الذي اصطحبه الممثل الاعلى للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية، خافيير سولانا. ووفق مصادر مطلعة، فان البحث الآن منصب على كيفية ايجاد صيغة من اجل ضمان حضور دولي في الاراضي الفلسطينية لا يواجه معارضة اميركية او اسرائيلية ولا يحتاج قرارا من مجلس الامن الدولي. وكان وزير الخارجية الالماني يوشكا فيشر الذي التقى في الايام الاخيرة عرفات وشارون قد طرح هذه الفكرة التي سيتناولها غدا وزير الخارجية الفرنسي مع نظيره الاميركي كولن باول في واشنطن، وينتظر ان يشجع فيدرين الوزير الاميركي على مزيد من الانخراط في البحث عن حل في الشرق الاوسط وعلى ضرورة التوازن في الضغوط على طرفي النزاع من اجل حملهما على وقف التصعيد والعودة الى الحوار السياسي.