طالبان تراجع موقفها من التلفزيون وتسمح لـ«سي. إن. إن» و«الجزيرة» بفتح مكتبين في كابل

TT

قال مراقبون فى العاصمة الافغانية ان نجاح حكومات أخرى في استخدام التلفزيون لبلوغ فئات عريضة من الجمهور، قد يدفع حركة طالبان لاعادة النظر في موقفها بشأن تحريمها للبث التلفزيوني. وقد برز في الآونة الأخيرة انفتاح من قبل الحركة على وسائل الاعلام. وكمثال على ذلك، سمحت سلطات طالبان لشبكة «سي.ان.ان» الاميركية بفتح مكتب لها في كابل. ويبرر مسؤولو الحركة هذا الانفتاح برغبتهم في تقليص، ما يسمونه، المبالغة وعدم الفهم لحقائق الامور في افغانستان من قبل وسائل الاعلام. وقد سبق للحركة ان رخصت أيضا لـ«بي.بي.سي» ووكالة «رويترز» بتصوير شريط حول الحياة العادية في كابل بهدف اظهار النتائج المترتبة عن العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة على المناطق التابعة للحركة.

ويؤكد مسؤولو طالبان ان نظرة وسائل الاعلام الى الحركة تتسم بالتشويه نظرا لان الصحافيين يأتون الى افغانستان بافكار مسبقة ومضادة، حسب ما اكده فايز احمد فايز المتحدث باسم الخارجية الافغانية في مقر الوزارة، وقال ايضا انه يأمل من الصحافيين العرب نقل صورة واقعية عن معاناة الشعب الافغاني من مجاعة وفقر بسبب الحظر والجفاف.

وكانت حركة طالبان قد بادرت فور سيطرتها على كابل أواخر عام 1996، إلى إغلاق محطة التلفزيون وكافة قاعات السينما، وعمدت في وقت لاحق إلى تحطيم أجهزة التلفزيون. كما تراجع الطلب على خدمات المصورين الفوتوغرافيين والفنانين بشكل حاد. وتستند طالبان في تحريمها لصور البشر والحيوانات إلى كونها «أصناما يحرمها الاسلام»، وتكتفي طالبان بالبث على شاشة التلفزيون صور الزهور والمناظر الطبيعية والبنايات. كما أن مقدمي الأخبار يقتصرون على تلاوة الأخبار دون أن تظهر وجوههم، كما هو الشأن بالنسبة لمن يتلون القرآن الكريم. وعلى الرغم من هذا الحظر المفروض على الصور، فإن طالبان تسمح ببعض الاستثناءات، مثل وضع الصور على جوازات السفر والترخيص بتصوير بعض الأحداث المهمة ليتم ترويجها في الخارج. وقد ناقش رجال الدين الأفغان مسألة الصور المتحركة، باعتبارها لا تتوفر على وجود مادي، وبالتالي فانه لا يمكن إلصاق صفة الصور أو الأصنام بها.