حزب الوفد المصري يستعد لانتخاب هيئته العليا وسط أزمة بين رئيسه وحفيد مؤسسه

TT

وسط محاولات للتهدئة وتخوفات من التصاعد، بدأ حزب الوفد المصري المعارض استعداداته لاجراء انتخابات الهيئة العليا للحزب المقررة يوم الجمعة المقبل في ظل تنافس 87 مرشحا على 40 مقعدا تمثل ثلثي مقاعد الهيئة، فيما يقوم رئيس الحزب نعمان جمعة بتعيين 20 آخرين.

وتأتي انتخابات الوفد وسط حالة جدلية واسعة وأزمة داخلية يعيشها الحزب منذ وفاة مؤسسه ورئيسه السابق فؤاد سراج الدين في اغسطس (آب) الماضي. فمنذ انتخابه في سبتمبر (ايلول) الماضي رئيسا جديدا للحزب، فاجأ نعمان جمعة الوفديين بعدد من القرارات المدوية اعتبرها البعض محاولة لتصفية آل سراج الدين وانصارهم من المواقع القيادية، مما ادى الى خلق ازمة كبيرة في الحزب.

وبدا ان الموقف قبل الانتخابات يشوبه الكثير من التباين في المواقف والخلافات، خاصة بعدما أعلن عضو البرلمان فؤاد بدراوي، حفيد رئيس الحزب الراحل، رفضه للترشح خلال الانتخابات اعتراضا على تهميش دور مؤسسات الحزب وعدم اجراء التعديلات اللازمة على لائحة الحزب الداخلية، معتبرا ان الدعوة لاجراء الانتخابات تمت من دون تشاور وجاءت بقرار فردي من رئىس الحزب مما لا يعبر عن تفعيل مبدأ الديمقراطية داخل الحزب. ويأتي هذا الموقف العلني على خلفية سلسلة من الخلافات الطويلة بدأت في اعقاب وفاة فؤاد سراج الدين بعدما خاض بدراوي المنافسة على رئاسة الحزب معه وخسرها، ثم اتخاذ نعمان جمعة قرارات بتعيين القبطي منير فخري عبد النور رئيسا للهيئة البرلمانية على حساب بدراوي، اضافة الى قرار فصل ايمن نور وفريد حسانين، عضوي البرلمان عن الحزب، وسط اعتراضات كثيرة داخله، الامر الذي اضعف الهيئة البرلمانية للحزب وحرمها زعامة المعارضة بعد تقلص عددها الى خمسة نواب فقط. ورغم ان الجميع كان يعتبر ان بدراوي انضم الى جبهة واحدة مع شقيق جده ياسين سراج الدين نائب رئيس الحزب منذ تولي جمعة رئاسة الوفد وبعد اتخاذ جمعة قراره المفاجئ بعزل سراج الدين الآخر من رئاسة لجنة القاهرة في الحزب التي شغلها منذ اعادة نشاط الحزب عام 1984، فان الامور طرأت عليها تغيرات كثيرة.

وبدا ان جمعة يسعى لعدم توحيد جبهات ضده، فبعدما ظهر الخلاف مع بدراوي الى العلن، سعى جمعة الى تحييد سراج الدين عن هذا الصراع قبيل الانتخابات بعدما وعد بتعيين ياسين سراج الدين عضوا في الهيئة من دون انتخاب، الامر الذي لقي ارتياحا نسبيا لدى سراج الدين، وبدا انه سيعود لممارسة نشاطه الحزبي.

وتؤكد المؤشرات ان جمعة يسعى من خلال الانتخابات المقبلة لزيادة تأثيره ودعم الموالين له بهدف توسيع جبهته داخل الهيئة العليا في ظل توقعات وفدية معارضة تقول إن جمعة يسعى لاجراء تعديلات وتغييرات كبرى داخل الحزب بعد كسب الهيئة العليا لمساندته وابعاد معظم المعارضين خلال الانتخابات، غير ان هذا الامر لن تتم السيطرة عليه فعليا الا بانتهاء المعركة الانتخابية، خاصة ان ممارسات جمعة الحزبية منذ توليه الرئاسة شابها بعض الرفض، خصوصا خلال الانتخابات الاخيرة التي وعد جمعة بالفوز فيها بمائة مقعد ولم يتمكن حزبه إلا بالفوز بسبعة مقاعد فقط.