مرشح إيراني يعد بإلقاء كرة العلاقات مع واشنطن في الملعب الأميركي

عبد الله جاسبي لـ«الشرق الأوسط»: أنا مؤهل أكثر من خاتمي للتوفيق بين المحافظين والإصلاحيين

TT

تحدث الاكاديمي الايراني الدكتور عبد الله جاسبي الذي ترشح للانتخابات الرئاسية التي تجري في ايران بعد غد لـ«الشرق الأوسط» عن برنامجه الانتخابي ومواقفه ووجهات نظره حول جملة من القضايا الرئيسية الداخلية وعلى صعيد العلاقات الخارجية لطهران، وخصوصا مع الولايات المتحدة والعراق وافغانستان.. وكذلك حول قضية الجزر الاماراتية الثلاث التي يصر جاسبي على اعتبارها ايرانية.

وتشير التوقعات الى ان الدكتور جاسبي يحتل المرتبة الثالثة في سلسلة المرشحين الذين سيحصلون على النسبة الاكبر من الاصوات بعد الرئيس محمد خاتمي والمرشح المحافظ احمد توكلي.

* بوصفكم احد منافسي زعيم التيار الاصلاحي الرئيس محمد خاتمي، ما هو موقفكم من قضية الاصلاحات في ايران؟ هل تؤمنون بالديمقراطية وسيادة الشعب واقامة المجتمع المدني وحرية الرأي والصحافة؟

ـ نظرتي الى الاصلاحات نظرة ايجابية، فأنا أؤمن بالديمقراطية واولي اهمية بالغة للحرية التي اعتبرها من اهم مبادئ الثورة الاسلامية. لقد تنبت الثورة شعار الاستقلال والحرية والجمهورية الاسلامية، فكيف يمكن ان نتجاهل الحرية كجزء من شعارنا الاصلي؟ غير انني اعتقد بضرورة مراعاة، اولا: الحدود المسموحة للحريات في الدستور والقوانين. وثانيا: حدود وحجم طاقة المجتمع لاستيعاب الاصلاحات، فبدون مراعاة هاتين النقطتين ستؤدي الاصلاحات في شكلها اللامحدود الى ازمات خانقة والى فوضى.

* كيف تنظرون الى برامج خاتمي الاقتصادية، وهل لديكم مشروع اقتصادي خاص؟

ـ اعتقد ان برامج خاتمي الاقتصادية واجهت صعوبات ومشاكل عدة، فالوضع الاقتصادي المتأزم يعد اكبر تحد نواجهه حاليا وقضية العاطلين عن العمل واغلاق المصانع والوضع السيئ في مجال الزراعة، هي من الامور التي تجب معالجتها بشكل سريع. والى جانب انني سأولي قضية التنمية السياسية اهمية بالغة ستكون معالجة الوضع الاقتصادي في مقدمة اهتماماتي في حالة فوزي في الانتخابات.

ورغم اعتقادي بان مساعينا يجب ان تتركز على جميع الشؤون الا ان الاقتصاد يتطلب اهتماما اكثر في الوقت الحاضر.

* صادق البرلمان على الخطة الخمسية الثالثة التي تنظر الى اصلاح الوضع الاقتصادي بصورة جذرية، هل تفكرون في تغيير هذه الخطة؟

ـ لعلنا لن نغير الخطوط الاساسية للخطة، لكن ادخال بعض التعديدات ومراجعة بعض البنود سيكون ضروريا، خاصة في ما يتعلق بمكافحة البطالة وايجاد فرص العمل ورفع معدل النمو الاقتصادي الى ما فوق 7 في المائة.

وللوصول الى هذا المستوى سنكون بحاجة الى الاستثمارات وربما الاستثمارات الخارجية.

* الحركة الاصلاحية بقيادة محمد خاتمي، تعرضت منذ انطلاقها الى الضربة بعد الضربة، واشار خاتمي في احدى خطبه مؤخرا الى انه واجه كل تسعة ايام ازمة مفتعلة، هل لديكم تصور لحل هذه الازمات؟ وكيف تتعاملون مع القوى المناهضة للاصلاحات، اقصد المحافظين والراديكالين في آن معا؟

ـ احدى نقاط قوتي هي مقدرتي في تقريب وجهات نظر التيارات المتنازعة وتخفيف حدة الصراع القائم والسعي لتعبئة كافة القوى والفعاليات السياسية والاقتصادية لحل مشاكل البلاد وتحقيق مطالب الشعب. وسوف اضع كل شخص اجده مؤهلاً على رأس مسؤوليته لكي نتعاون معا في خدمة الشعب والوطن.

* أثرتم في دعايتكم الانتخابية مسألة العلاقات بين ايران والولايات المتحدة ونحن نعرف جميعا مدى حساسية هذا الامر لدى القيادة العليا في ايران، اذ اصطدمت خطوات الرئيس خاتمي التمهيدية لتهيئة الاجواء لبحث هذه العلاقات برفض صريح من قبل اوساط مرشد الثورة، هل لديكم مشروع خاص لمعاودة العلاقات مع واشنطن؟ وهل تعتقد ان القيادة العليا ستوافق على ذلك؟

ـ لدى اقتراح خاص بشأن العلاقات مع الولايات المتحدة، وفور اعلان فوزي في الانتخابات سأدعو اعضاء المجلس الاعلى للامن القومي لحضور جلسة طارئة لأطرح عليهم مشروعي الذي يتضمن مقترحات وشروطا معينة. واعتقد ان باستطاعتي كسب تأييد المجلس لمشروعي، وعادة يصادق مرشد الثورة على قرارات المجلس، وبعد تأييد المرشد لقرار المجلس سأعلن تفاصيله وبذلك ألقي الكرة في ملعب الولايات المتحدة واقول هذه هي شروطنا ومطالبنا وعليكم ان تقرروا ما اذا كنتم ترغبون في استئناف العلاقات ام لا!

* ما هي ملامح سياستكم الخارجية، وهل تتفقون مع سياسة ازالة التوتر التي سعي خاتمي لتطبيقها، وما رأيكم بخصوص العلاقات مع العراق وافغانستان؟

ـ سياستي الخارجية ستقوم على ارضية المصلحة الوطنية العليا، وباستطاعتنا بالاعتماد على هذه الارضية، اقامة علاقات طبيعية مع مختلف دول العالم. وبالنسبة لجاراتنا، فانني اؤمن بسياسة التقارب والتعاون معها على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار. واعتقد ان علينا الخروج من المأزق الحالي في التعامل مع القضية العراقية بحيث يجب ان نبحث عن اسس جديدة لازالة المشاكل وبناء علاقات بلا شوائب مع العراق. وبالنسبة للعلاقات مع افغانستان فانني ارفض اي نوع من التدخل في شؤون هذا البلد القريب منا ثقافة وتاريخا ودينا ولغة، وفيما اعتقد بضرورة تقديم المساعدات الانسانية والغذائية والطبية الى اخواننا الافغان، ارى ان حل المشكلة الافغانية يجب ان يتم على ايدي الافغان انفسهم، وبمساعدة الامم المتحدة والمؤسسات العالمية.

* قضية الجزر الثلاث في الخليج، ابو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، تعد من الامور التي تعيق قيام علاقات وثيقة بين ايران وبعض الدول العربية، هل لديكم مشروع خاص لحل الخلاف مع الامارات العربية المتحدة حول الجزر؟

ـ اعتقد ان العالم العربي بأسره يعرف جيدا ان هذه الجزر ايرانية وفقا لكافة الوثائق والمستندات التاريخية والجغرافية. غير ان هناك تحركات من قبل القوى التي لا تريد خيرا لمنطقتنا بهدف اثارة الخلاف وتوسيع الهوة بيننا وبين اخواننا العرب بينما مصالحنا العليا ومصالح ابناء منطقتنا والاجيال القادمة تقتضي ان نتجاوز سوء التفاهم الحالي ونسعى عبر الحوار الهادئ والمنطقي للوصول الى تفاهم شامل في ما بيننا. انني اؤمن باننا نستطيع اقناع الطرف الاماراتي بعدم اثارة خلاف هو في غير مصلحتنا جميعا. وعلينا ان نجمع قوانا من اجل حل المشاكل التي يواجهها عالمنا الاسلامي بدلا من ان نختلف حول قضية ترتبط بسيادة ايران ووحدة اراضيها.

* الجميع يعرفون ان الرئيس خاتمي سيفوز بكرسي الرئاسة ثانية، فهل تفكرون في الانسحاب من المعركة الآن قبل تعرضكم للهزيمة؟ ـ لو كنت افكر بالهزيمة لما كنت ترشحت. لقد جئت الى ساحة المعركة للفوز، ولن انسحب قط مهما كان التوقعات.

بطاقة هوية

* ولد عبد الله جاسبي في عائلة دينية الانتماء بمدينة طهران عام 1944 واسمه العائلي يكشف ان جذوره تعود الى بلدة جاسب القريبة من مدينة قم.

* درس في طهران حيث نال الدبلوم في الرياضيات، ثم توجه الى بريطانيا ونال شهادة الدكتوراه في قسم ادارة التكنولوجيا.

* عاد الى ايران في السنوات الاولى للثورة وانتمى الى الحزب الجمهوري الاسلامي الذي اسسه عدد من رجال الثورة بينهم بهشتي وخامنئي ورفسنجاني، واصبح مساعدا لامين عام الحزب بعد مقتل بهشتي.

* عين مساعدا لرئيس الوزراء لشؤون التخطيط في عهد الرئيس بني صدر واستمر في المنصب لفترة طويلة بعد ذلك.

* ساهم في تأسيس «الجامعة الحرة» في طهران الى جانب رفسنجاني ويترأس الآن مجلس ادارتها.