كتائب القسام تنفي علاقتها ببيان هدنة مع إسرائيل وحماس والجهاد تؤكدان استمرار المقاومة

الرنتيسي والشامي لـ«الشرق الأوسط»: لم نتلق طلبا من السلطة الفلسطينية بوقف إطلاق النار

TT

نفت حركتا حماس والجهاد الاسلامي اي التزام من جانبهما بوقف اطلاق النار غير المشروط الذي اعلنه الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بعد يوم على العملية الانتحارية في ملهى ليلي في تل ابيب يوم الجمعة الماضي وأكدتا مواصلة مقاومة العمليات النوعية.

وقال مسؤولان كبيران في الحركتين لـ«الشرق الأوسط» انه لا اساس من الصحة لاي معلومات عن موافقتهما على وقف اطلاق النار، كما انهما لم تتلقيا اي مطلب رسمي لا بشكل شفوي ولا مكتوب من الرئيس عرفات حول ذلك.

واكدت حركة حماس عدم صحة بيان زعم بانه بيان مشترك بين كتائب عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحماس وكتائب شهداء الاقصى الجناح العسكري لحركة فتح تعلنان فيه الهدنة مع اسرائيل. وقال الرنتيسي الناطق باسم حماس في قطاع غزة لـ«الشرق الأوسط»، انه لا اساس لهذا البيان من صحة على الاطلاق. ولا علم لها بالبيان، مشيرا الى ان البيان يتنافى مع سياسة حماس التي اكد انها ستواصل خيار المقاومة.

وقال ردا على ما نشر عن امكانية ان تدرس حماس وقف العمليات العسكرية داخل اسرائيل مقابل تعهدات اسرائيلية محددة، قال الرنتيسي «لا ندرس شيئا جديدا ولا يوجد لدينا اي قرار بدراسة اي مقترحات في هذا الصدد وسنواصل المقاومة».

واضاف «ان استراتيجيتنا واضحة وتنص على انه طالما هناك احتلال ستكون هناك مقاومة حتى لو توقف العدو المحتل عن اطلاق النار والقتل».

ويقول البيان المزعوم الذي تلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه: «تؤكد كتائب الشهيد عز الدين القسام ـ الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) انه لا صحة اطلاقا للبيان المشترك الموقع باسم كتائب عز الدين القسام كتائب شهداء الاقصى حول الهدنة».

واضاف البيان «اننا نعتبر ذلك البيان مدسوسا ويهدف الى التشويش على كتائبنا البطلة بعد عملية تل ابيب البطولية». وتابع القول «كتائب القسام لم يسبق لها ان اصدرت بيانات مشتركة مع اية جهة كما ان ذلك ليس من سياستنا. واننا على ثقة ان شعبنا الفلسطيني المجاهد لا تنطلي عليه محاولات التضليل الاعلامي ويعرف من يقف وراء مثل هذه البيانات ومن المستفيد منها».

وعاهدت كتائب القسام الله اولا والشعب الفلسطيني والامة العربية «على مواصلة المقاومة والجهاد والضرب في عمق الاحتلال حتى يزول عن ارضنا ان شاء الله».

وجاء نفي كتائب القسام لبيان الهدنة في وقت اعلنت فيه «كتائب شهداء الاقصى» في بيان لها صادر في بيروت وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة عنه، مسؤوليتها عن عملية اطلاق نار على سيارة عسكرية اسرائيلية على طريق حلحول ـ الخليل جنوبي الضفة الغربية، قالت انها قتلت وجرحت جميع ممن كان في السيارة.

ورغم ان قوات الاحتلال الاسرائيلي اعترفت، وفق ما قالته الاذاعة الاسرائيلية، بالهجوم الا انها لم تعترف بوقوع اصابات في صفوفها. وقالت «كتائب شهداء الاقصى» ان مجموعاتها هاجمت صباح الثلاثاء (امس) سيارة عسكرية لجنود الاحتلال بالاسلحة الرشاشة على طريق حلحول بالقرب من الخليل». واكدت ان الهجوم «ادى الى اصابة السيارة اصابة مباشرة وقتل وجرح من فيها».

الى ذلك اكد الرنتيسي وعبد الله الشامي ان حركتيهما لم تتلقيا من الرئيس عرفات اي طلب بوقف اطلاق لا شفويا او على نحو مكتوب. وقال الرنتيسي «ان حماس لم تتلق من عرفات اي طلب»، واضاف «ان ما حصل هو ان القيادة الفلسطينية شرحت للفصائل الفلسطينية المختلفة ملابسات القرار والضغوط الهائلة التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية».

واشار الرنتيسي في هذا الشأن الى الاجتماع الذي عقده الرئيس عرفات مع مسؤولي القوى الوطنية والاسلامية في رام الله بالضفة الغربية الليلة قبل الماضية. وقال ان الكل ادلى بدلوه في هذه القضية وان حماس اعلنت موقفها بوضوح ولم تكن هناك اي اشكالية.

وفي هذا الصدد اشار الرنتيسي الى التنسيق القائم بين القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية وتحدث عن اتصالات بين هذه القوى والسلطة الفلسطينية.

ويعتقد الرنتيسي ان ارييل شارون رئيس الوزراء الاسرائيلي يعيش الآن في مأزق وانه يشعر بالهزيمة ويحاول ان يظهر بمظهر القوي وهو عاجز. كذلك يعتقد الرنتيسي «ان شارون لن يقدم على اي اعمال انتقامية بالعنف السابق لانه يدرك ان الرد سيكون اكثر عنفا من عملية تل ابيب الاستشهادية».

من جانبه قال عبد الله الشامي «ان حركة الجهاد لن توقف المقاومة او وقف اطلاق النار مع هذا العدو الذي يمارس الاجرام يوميا ضد شعبنا». وقال «اننا لم نتلق بصورة مباشرة من السلطة او اي طرف آخر اي توجيهات بوقف اطلاق النار. وتلقينا الخبر مثلنا مثل غيرنا عبر وسائل الاعلام».

واستبعد الرنتيسي ان تقوم السلطة باعتقال قيادات وكوادر من حركتي حماس والجهاد رغم اعترافه بالضغوط الهائلة التي يتعرض لها الرئيس عرفات.