المرشحون في الانتخابات الإيرانية أثقلوا بالوعود حملتها طمعا في أصوات الناخبين

أحدهم أبدى اعجابه بالدستور الأميركي وآخر لم يعارض إعادة العلاقات مع واشنطن

TT

مع انتهاء الحملة الانتخابية للمرشحين في الانتخابات الرئاسية في ايران الساعة التاسعة من صباح اليوم وتوقف الصحف ووسائل الاعلام الاخرى عن نشر اي مادة دعائية لصالح المرشحين ينتظر الجميع حصاد الحملة بعدما يدلي الناخبون بأصواتهم غدا في انتخابات هي الاولى من نوعها في تاريخ الجمهورية الاسلامية من حيث عدد المرشحين وتنوع توجهاتهم وانتهاج الكثير منهم منهج الواقعية السياسية بغية اجتذاب الناخبين.

فلاول مرة يستمع الناخب الايراني بكثير من الاستغراب الى المرشحين للرئاسة وهم ينثرون الوعود بلا حساب وينقضون بلا رحمة على منجزات العهد الرئاسي السابق مع ان عددا منهم شغل مواقع رسمية في الحكومة الحالية او الحكومات السابقة، ويعتبر بدرجة او باخرى مسؤولا عن الوضع المتردي الذي يقول انه جاء لانقاذ البلاد منه. ومما يدعو الى الاستغراب اكثر ان المرشحين المنافسين للرئيس محمد خاتمي ومعظمهم من المحافظين اخذوا يرددون الشعارات الاصلاحية بنبرة عالية خلال حملاتهم الانتخابية فكأنهم بهذا ينسبون لانفسهم حسنات خاتمي ويتركون له السيئات يدفع وحده ثمنها. لقد رددوا جميعا شعارات الحرية وسيادة القانون والاهتمام بحاجات الشباب، واعرب احدهم، وهو محمود كاشاني الاستاذ في مادة القانون، عن اعجابه بالدستور الاميركي في محاولة لاكتساب اصوات الناخبين المعجبين بالنموذج الغربي، فيما لم ير عبد الله جاسبي بأسا في اعادة العلاقات مع الولايات المتحدة او ان يعد بتقليص فترة الخدمة العسكرية الالزامية في حال انتخابه، وهو الامر الذي لا يحق له فعله بموجب الدستور.

ويلاحظ ان منافسين لم يتطرقوا الى امور يعتبرها المحافظون من المآخذ الجوهرية على العهد الخاتمي من قبيل التأكيد على القيم الدينية وما يدعونه بتحصين البلاد من الغزو الثقافي الغربي وتعميق الارتباط بمبدأ ولاية الفقيه، تاركين مسؤولية التصدي لهذه الامور الى رجل الدين المتشدد تقي مصباح يزدي الذي وجه انتقادات قاسية واحيانا مهينة الى الحكومة الاصلاحية وشخص الرئيس خاتمي. وقد لاحظت صحيفة «جمهوري اسلامي» المقربة من مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية اية الله علي خامنئي ذلك وانتقدت غياب الاشارة الى هذه الموضوعات في البرامج الانتخابية للمرشحين.

ويشير غياب الخطاب المحافظ من برامج هؤلاء المرشحين، فضلا عن التأكيد بانهم مستقلون وعدم اعلان التيار المحافظ دعمه الرسمي لأي منهم، الى اقتناع المحافظين بعدم قدرتهم على اجتذاب الناخبين سيما الشباب منهم وعجزهم عن الحاق الهزيمة بمرشح الاصلاح محمد خاتمي. واقصى ما يطمحون اليه من النتائج في هذه الانتخابات كما يقول علي فلاحيان المرشح المحافظ الذي لا يمتلك اي فرصة تقريبا في تحقيق نتيجة لافتة، هو ان تكون الاصوات التي سيحصل عليها المرشحون التسعة اكثر من الاصوات التي ينالها خاتمي حتى يصار الى مرحلة ثانية من الانتخابات وحينها سيبذل المرشحون جميعا جهدهم لدعم المرشح الذي ينال اكثرية الاصوات في مواجهة الرئيس الحالي واما ادنى طموح المحافظين فهو تقليل اصوات خاتمي ما امكن في الانتخابات الامر الذي سيجعل الاصلاحيين ضعفاء في عهدهم الرئاسي الثاني ويمهد لعودة الامور الى المعسكر المحافظ بعد اربع سنوات.