فتح وحماس والجهاد ستقاوم أي اعتقالات سياسية تضغط واشنطن على السلطة لتنفيذها ضد ناشطين

مدير «سي آي إيه» ينقل لعرفات قائمة بأسماء 300 ناشط تطلب إسرائيل اعتقالهم

TT

قالت القوى الفلسطينية المختلفة انها ترفض تماما اعتقال اي فلسطيني لمجرد انه يقاوم الاحتلال. وتعقيبا على تقارير اسرائيلية اكدت امس ان مدير المخابرات المركزية الأميركية «سي. آي. ايه» جورج تينيت سيطالب السلطة الفلسطينية باعتقال 300 ناشط في حركات حماس والجهاد الاسلامي وفتح، قال الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عضو قيادة حماس في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» ان حركته لا تتوقع ان تقوم السلطة بأي اعتقالات في صفوف المناضلين والمجاهدين الفلسطينيين استجابة للضغوط الاجنبية.

وقال الرنتيسي انه في حال اقدمت السلطة على اعتقال اي من عناصر حماس فان الحركة ستقاوم هذا الاجراء بكل الوسائل القانونية السلمية المشروعة. واضاف ان انتفاضة الأقصى خلقت تغييرات كبيرة في صفوف الشعب الفلسطيني بحيث لم يعد هو شعب ما قبل الانتفاضة. وتابع القول «الشعب الفلسطيني لن يسمح ان يجري التعرض لأي من مناضليه ومجاهديه مهما كان الامر».

وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان تينيت الذي يصل المنطقة اليوم يحمل للقيادة الفلسطينية قائمة بأسماء 300 كادر تدعو اسرائيل لاعتقالهم فورا. وتضم القائمة اسماء عناصر مركزيين في الاجهزة العسكرية لكل من حماس والجهاد وفتح. وتركز القائمة على اعتقال اشخاص لهم علاقة بالعمليات الانتحارية، سيما من تعتقد اسرائيل ان لهم علاقة بتركيب العبوات الناسفة، واشخاص لهم علاقة بتجنيد المتطوعين الى جانب اشخاص مسؤولين عن عمليات اطلاق نار أدت الى مقتل اسرائيليين.

واشارت الاذاعة الى ان ابرز من سيطالب تينيت باعتقالهم هما محمد ضيف قائد الجناح العسكري لحماس في قطاع غزة ومحمود ابو الهنود قائد الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية.

وقال الرنتيسي ان الشعب الفلسطيني كفر تماما بكل المفاوضات مع اسرائيل ولم يعد يعلق اي آمال عليها. واكد ان حماس ستعمل كل ما في وسعها من اجل الافراج عن اي فلسطيني يعتقل. وحذر من مغبة الاستجابة للضغوط الاميركية والدولية والتضحية بالوحدة الوطنية. وشدد على ان حماس لن تدخل في اي مواجهة مع السلطة تلهيها عن المواجهة الحقيقية مع العدو الصهيوني.

ورفض الشيخ عبد الله الشامي من قادة الجهاد بشدة العودة لسياسة الاعتقالات السياسية تحت اي ذريعة. واكد ان الشعب الفلسطيني لا يمكن ان يقبل مطلقا بالعودة لسياسة الاعتقالات التي كانت سائدة في الاعوام الماضية مهما كانت الضغوط والظروف.

وفي تصريحات لـ«الشرق الاوسط» اكد الشامي ان اسرائيل اذا ما شعرت بان ضغوطها يمكن ان تثمر اي نتائج فان ذلك سيغريها لممارسة ضغوط اخرى لتحقيق نجاحات اكبر. وقال الشامي ان استجابة السلطة للضغوط الاميريكية ـ الاسرائيلية تعني ان العلاقات بين السلطة والشعب ستسوء الى حد كبير. واضاف انه يأمل في الا تستجيب السلطة لهذه الضغوط وان يبقى تعاملها مع ابناء الشعب الفلسطيني وفق الاطار القانوني فقط.

وحول رد فعل الحركة على اي اعتقالات قال الشامي ان حركته ستتبع كل الوسائل السياسية المشروعة في مقاومة اي اعتقال.

وقال الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان السلطة لا يمكنها ان تعود لسياسة الاعتقالات في صفوف المناضلين الفلسطينيين الذين يتصدون للاحتلال الاسرائيلي. وفي تصريحات لـ «الشرق الأوسط» اوضح الآغا ان فتح لا يمكنها ان تقبل بأي خطوة من شانها تهديد الوحدة الوطنية الفلسطينية الداخلية على الاطلاق.

واشار الاغا الى انه لا يمكن للمرء ان يتصور انه بعد ثمانية اشهر على اندلاع الانتفاضة وما سال بها من دماء زكية ان تقوم السلطة باعتقال اي مناضل فلسطيني. وقال ان كل ما تعرضه حكومة ارييل شارون لا يستحق التضحية بأي شيء من اجله.

وشدد على رفض فتح المطلق ان تعود الامور في الساحة الفلسطينية الى المربع الاول. واضاف ان القيادة الفلسطينية تعي حقيقة المرامي الاميركية ـ الاسرائيلية من وراء هذه الضغوط حيث ان الامر لا يعدو كونه محاولة لتضليل العالم والرأي العام العالمي عبر عرض النزاع بين اسرائيل والسلطة على اساس انه قضية امنية محضة وتجاهل الطابع السياسي للأزمة.

من جانبها ترفض السلطة الاستجابة للضغوط الاسرائيلية ـ الاميركية في هذا الصدد. وقال الدكتور صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ان السلطة ترفض بشدة التركيز على الطابع الامني للصراع. وقال ان كل الاطراف الدولية التي تتدخل لحل النزاع القائم تصر على الطابع الامني للصراع. واضاف ان هذه الجهات ستدرك آجلاً أم عاجلاً ان فصل المسائل الأمنية عن السياسية هي مسألة عديمة الجدوى.