بري يستنكف عن زيارة الرئيس لحود الأسبوعية لاستيائه من فتح الدورة التشريعية بلا استشارته

TT

انتكست العلاقة مجدداً امس بين الرئىس اللبناني اميل لحود ورئيس مجلس النواب نبيه بري وعادت الى دائرة التأزم مما اطاح المصالحة التي تمت بينهما برعاية نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام بعد ظهر الاثنين الماضي في قصر الرئاسة اللبنانية ببعبدا.

وقد عكس هذا الانتكاسة امتناع الرئيس بري عن زيارة لحود امس في اطار الزيارة الاسبوعية التقليدية، بعدما كانت الدوائر المختصة في رئاسة الجمهورية وزعت معلومات إثر المصالحة التي رعاها خدام، ان بري سيزور ورئيس مجلس الوزراء رفيق الحريري، كل على حدة، الرئيس لحود في قصر بعبدا وانه سيتم في اللقاءين البحث دستورياً في اصدار مرسوم بفتح دورة تشريعية استثنائىة لمجلس النواب والموضوعات التي تفرضها.

في وقت نفت مصادر رئاسة الجمهورية وجود مشكلة تسببت بعدم زيارة بري للرئيس لحود، مؤكدة انه لم يكن هناك موعد محدد مسبقاً لهذه الزيارة، أوحت مصادر قريبة من بري ان ليس هناك مشكلة، لكنها كشفت ان رئيس مجلس النواب استاء من عدم استئناس الرئيسين لحود والحريري برأيه في موضوع تحديد موعد بدء الدورة التشريعية ومدتها عندما اصدرا مرسوماً بهذا الخصوص «فصحيح ان رأي رئيس المجلس النيابي غير ملزم لهما في هذا الصدد، لكن اللياقة تقتضي التشاور معه في هذا الشأن والاستفسار منه عما لدى المجلس من مشاريع قوانين او اقتراحات قوانين تحتاج الى مناقشة وإقرار».

واكدت المصادر القريبة من بري انه عندما تحدث عن استئناف مناقشة الموازنة يوم الاربعاء الماضي ،في اليوم الاخير من هذه المناقشة التي توقفت بفعل انتهاء العقد التشريعي العادي للمجلس يوم الجمعة الماضي ،لم يكن يحدد مسبقاً هذه الجلسة ويفرض على رئيس الجمهورية والحكومة فتح الدورة التشريعية الاستثنائىة، وانما استند في ذلك الى وعد من رئيس الحكومة في ان يتشاور مع رئيس الجمهورية ويصدرا مرسوم هذه الدورة الاستثنائية يوم السبت الماضي ليصل رسمياً الى رئاسة مجلس النواب الاثنين وفي حقوقه يحدد بري جلسة نيابية يوم الاربعاء.

وقال بري لنواب التقوه امس في اطار «لقاء الاربعاء» النيابي رداً على سؤال عن عدم زيارته الرئىس لحود انه كان مجتمعاً معه اول من امس قاصداً لقاء المصالحة الرئاسي الذي عقد الاثنين الماضي في القصر الجمهوري برعاية نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام وفي حضور رئىس جهاز الامن والاستطلاع للقوات السورية العاملة في لبنان اللواء الركن غازي كنعان. وكرر بري القول: «ان اجواء هذا اللقاء كانت صريحة جداً ونأمل خيراً». لكنه عبر عن استيائه من لحود والحريري في رده على سؤال النواب عن موعد استئناف مناقشة مشروع الموازنة، بعدما فتحت دورة تشريعية استثنائىة للبرلمان، اذ قال: طالما ان مرسوم فتح الدورة الاستثنائية قد صدر وظهر ان الحكومة غير مستعجلة فهذا يعني ان «من كان عند اهله... على مهله». واضاف: «طالما ان الدورة الاستثنائىة تبدأ الاثنين المقبل فإن الجلسة النيابية لن تكون في هذا اليوم طبعاً، وسيقرر موعدها في الوقت المناسب».

وكان الرئيس الحريري ونائبه عصام فارس سارعا، كل بمفرده، الى زيارة بري في مقر مجلس النواب، بعدما شاركا في جلسة للجنة الادارة والعدل ناقشت خلالها مشروع قانون تشجيع الاستثمار. واستفسرا منه (بري) اسباب عدم زيارته لرئيس الجمهورية كما كان مقرراً.

وقال فارس بعد لقائه بري: «قد يكون من المستحسن عقد اجتماعات مفتوحة لبضعة ايام لمجلس الوزراء يصار خلالها الى اجراء جردة بما تم وبما لم يتم تنفيذه من البيان الوزاري الذي نالت الحكومة ثقة مجلس النواب على اساسه، كما يصار الى اجراء تقويم للوضع الداخلي والاقليمي والخروج بالقرارات والمواقف التي تستدعيها المستجدات». .

وتوجه الحريري من مقر مجلس النواب الى القصر الرئاسي حيث اجتمع بلحود. وافادت معلومات رسمية وزعت بعد اللقاء انهما «عرضا الاوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات الاخيرة» كما «تناول البحث عدداً من الملفات الداخلية والمواضيع الواردة في جدول اعمال جلسة الوزراء (اليوم الخميس). وكان الرأي متفقاً على ضرورة تفعيل العمل الحكومي في المرحلة الراهنة الحافلة بالتحديات والاستحقاقات».