البريطانيون يتوجهون إلى صناديق الاقتراع اليوم وسط عنف عرقي وانخفاض مفاجئ في شعبية بلير

TT

يتوجه الناخبون البريطانيون اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة. وفي اليوم الأخير من الحملة الانتخابية (امس) سعى قادة الأحزاب السياسية الرئيسية إلى إقناع أنصارهم بالحرص على التوجه إلى المراكز الانتخابية، كما بذل القادة جهودهم في مسعى أخير لاجتذاب أصوات الناخبين الذين لم يقرروا بعد اختيار المرشحين الذين سينتخبونهم. وتشير آخر الأرقام حسب أحد مراكز استطلاع الرأي إلى تقدم حزب العمال بحوالي11% على المحافظين مع ارتفاع في نسبة حزب الديمقراطيين الليبراليين، وكانت الأرقام التي نشرها المركز نفسه قبل أسبوع تشير إلى تقدم العمال بحوالي 19%. ودعا زعيم حزب المحافظين وليم هيج الفلاحين والمعلمين ورجال الشرطة والأطباء وأصحاب المهن التجارية الصغيرة إلى تأييد حزبه بدلا من حزب العمال، كما واصل رئيس الوزراء توني بلير دعوته الناخبين إلى الاختيار بين تعليم أفضل في ظل حزب العمال أو العودة إلى مرحلة الثمانينات في زمن رئيسة الوزراء المحافظة السابقة مارجريت ثاتشر.

اما تشارلز كنيدي زعيم حزب الاحرار الديمقراطيين فيركز على التعليم والخدمات الصحية قائلا إن العمال فشلوا في تحسين نظام الصحة العام بينما ينوي المحافظون القضاء عليه، حسب تعبير. وتعرض بلير في ختام حملته للانتخابات العامة امس لضربتين نتيجة اعمال شغب عرقية قام بها شبان آسيويون في ثاني مدينة انجليزية كبرى، ومن استطلاع للرأي اظهر تراجع فارق تقدمه عن منافسيه.

واظهر استطلاع رأي لصحيفة الجارديان انخفاضا بلغ 4% في مستوى التأييد لبلير، الا انه ما زال يتفوق بنسبة 11% على حزب المحافظين وهو ما يكفي لضمان فوز مريح لحزب العمال في الانتخابات العامة اليوم.

وبدأ هيج زعيم حزب المحافظين آخر يوم في حملته الانتخابية بزيارة سوق لحوم سميثفيلد الساعة السادسة صباحا وقال باصرار انه ما زال بامكانه هزيمة بلير. وقال وهو يتناول افطارا انجليزيا تقليديا: «خضنا حملة طيبة.. قمنا بعمل جيد وحصلنا على رد فعل افضل طول الوقت».

في الوقت نفسه قال بلير الذي سعى بقوة لدفع انصار حزب العمال الرئيسيين الى اللجان الانتخابية للادلاء باصواتهم في مواجهة حالة من الفتور تسود اوساط الناخبين على نطاق واسع. وشدد على ان حزبه يحتاج صوت كل ناخب من انصاره. وألقت اعمال عنف اندلعت مساء اول من امس على مدى سبع ساعات في مدينة ليدز الشمالية بين الشرطة و300 شاب آسيوي بظلالها على الحملات الانتخابية في يومها الاخير. واحرق الشبان، ومعظمهم ابناء أسر تتحدر من بنغلاديش، سيارات وحواجز ومتاجر بعد ثلاث ليال من العنف العرقي في اولدهام التي تقع على مسافة 65 كيلومترا من ليدز.

وتشكل الاقليات العرقية ومعظمها من الكاريبي وشبه القارة الهندية وافريقيا والصين نحو 5% من سكان بريطانيا البالغ عددهم 57 مليون نسمة. وهناك نحو 300 ألف من اصل بنغالي كثيرون منهم ولدوا في بريطانيا لآباء وصلوا الى البلاد في اواخر الستينات، للعمل في وظائف منخفضة الاجر في صناعة النسيج بشمال انجلترا التي تنحسر الآن.

وقال زعيم آسيوي محلي ان العنف تفجر بعدما افرطت الشرطة البريطانية قبل اسبوع في استخدام القوة مع آسيوي ارتكب مخالفة مرورية بسيطة. وخاضت مجموعات من الشبان الآسيويين اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب في احدى ضواحي مدينة ليدز في الساعات الاولى من صباح اليوم الاربعاء بعد ان خرجوا الى الشوارع وألقوا قنابل بنزين وأحرقوا سيارات وأحد المتاجر. وقال شهود عيان ان العنف تفجر في ضاحية هارهيلز التي تسكنها غالبية من الآسيويين. ووقع الشغب في ليدز وهي مدينة كبيرة يسكنها خليط من الاجناس في يوركشاير بشمال شرق انجلترا بعد اسبوع تقريبا من اشتباكات عنيفة على مدى ثلاث ليال بين عصابات متنافسة من البيض والآسيويين في بلدة اولدهام بشمال غرب انجلترا. واشتبكت العصابات هناك ايضا مع الشرطة.

وألقت السلطات في اولدهام باللوم على متطرفين من البيض من خارج المنطقة في التحريض على العنف. وبعد ايام من احداث الشغب التي وقعت في اولدهام تعرض منزل نائب رئيس البلدية وهو من اصل آسيوي لهجوم بقنابل حارقة فيما تعتقد الشرطة انه هجوم عنصري. وقالت الشرطة في ليدز انها ألقت القبض على شاب وان اثنين من ضباط الشرطة اصيبا بجروح طفيفة، ودمرت عدة سيارات في العنف.