أنان يدعو لبنان لاحترام «الخط الأزرق» ولحود يؤكد على تحرير مزارع شبعا

TT

كرر الامين العام للأمم المتحدة كوفي انان مطالبته لبنان باحترام «الخط الازرق« الذي رسمته الامم المتحدة للتأكد من انسحاب اسرائيل من الاراضي اللبنانية «لأن لدينا ما يكفي من المشاكل في المنطقة (...) ولا نحتاج الى فتح جبهة جديدة»، مؤكداً ان مزارع شبعا، التي يطالب لبنان بانسحاب اسرائيل منها «ستعود في النهاية اما الى لبنان او الى سورية». فيما اكد الرئيس اللبناني العماد اميل لحود «ثوابت لبنان في ما يتعلق بتحرير مزارع شبعا»، وشدد على «تمسك لبنان بالقرارات الدولية التي ترعى العملية السلمية».

وكان انان قد وصل الى بيروت امس في اطار جولته في المنطقة «كجزء من البحث عن حل تفاوضي للصراع في منطقة الشرق الاوسط في اطار قرارات الامم المتحدة» كما اعلن لدى وصوله الى مطار بيروت. وابدى انان ارتياحه لوقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين، لكنه اكد انه «لن يدوم الا اذا اعتبره الجانبان جزءاً من مفاوضات سياسية اوسع». واعرب عن اعتقاده بأن تقرير ميتشل «يوفر قاعدة مقبولة لهذه المفاوضات»، محذراً من «ان هذه الفرصة لن تدوم طويلاً».

وقال انان ان «لبنان لديه، كغيره، مصلحة في السلام الدائم والاستقرار في المنطقة. والقادة اللبنانيون لديهم دور مهم يلعبونه في تثبيت اجواء الهدوء، ولدي الكثير لأبحثه معهم».

واعرب عن اعتقاده بأن «الرئيس السوري بشار الاسد يأمل، مثل الجميع، في رؤية الهدوء والاستقرار على حدود لبنان». وقال: «ان هذا الموضوع نوقش مع السلطات الاسرائيلية»، مشدداً على «ان المسؤولية هي مسؤولية الجميع في احترام الخط الازرق وتفادي اي انتهاك له».

ومن المطار انتقل انان الى القصر الجمهوري حيث التقى الرئيس اميل لحود، ثم زار رئيس مجلس النواب نبيه بري، فرئيس الحكومة رفيق الحريري.

وافاد بيان رئاسي لبناني ان لحود اكد لأنان «تمسك لبنان بالقرارات الدولية التي ترعى العملية السلمية في منطقة الشرق الاوسط، واعتبارها المدخل الوحيد الصالح لاطلاق عملية السلام في المنطقة وذلك انطلاقاً من الاسس اللاحقة التي ارساها مؤتمر مدريد، لا سيما مبدأ الارض مقابل السلام». وحمّل لحود اسرائيل «مسؤولية تدهور الاوضاع في المنطقة لانها تعتمد سياسة القوة والارهاب كوسيلة لفرض شروطها على العرب ولابقاء احتلالها للاراضي العربية في الجنوب اللبناني والجولان السوري وفلسطين، متجاهلة القرارات الدولية». وشدد على ان «هذا الوضع لن يؤدي الى استقرار اقليمي، وان محاولات قمع الانتفاضة من دون النظر الى الحقوق العربية المشروعة، لن تؤتي نتائجها لأنها لا تنظر الى صلب المشكلة».

واكد الرئيس لحود لأنان ثوابت الموقف اللبناني، لا سيما في ما يتعلق منها بتحرير مزارع شبعا، داعياً الامين العام الى تكثيف جهوده في ما خص الوفاء بالالتزامات المتعلقة بتنمية الجنوب وإعماره. وطالبه بتسريع عملية ازالة الالغام التي زرعتها اسرائيل في الجنوب نظراً لكثرة الضحايا الذين يسقطون نتيجتها وقد بلغ عددهم منذ الانسحاب الاسرائيلي وحتى اليوم 11 قتيلاً و43 جريحاً. واشار الى استمرار الخروقات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية، مشدداً على ضرورة وقفها، لا سيما الجوية منها.

واشار لحود وأنان الى «مسألة استمرار احتجاز اسرائيل المعتقلين اللبنانيين في سجونها، وضرورة اطلاق هؤلاء وتمكين المؤسسات الانسانية الدولية من تأمين التواصل معهم».

وقال انان عقب اللقاء مع لحود: «اجريت محادثات جيدة مع رئيس الجمهورية وتحدثنا عن الوضع في الجنوب وعن الخط الازرق والحاجة الى احترامه، بالاضافة الى الخروقات التي حصلت. وتحدثنا عن خرق الطيران الاسرائيلي لجدار الصوت. كما ناقشنا الصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني والحاجة الى ايجاد حل سلمي وعادل وشامل في المنطقة كسبيل وحيد لاعادة الهدوء اليها في المدى الطويل. وتحدثنا ايضاً عن كل القضايا التي تشكل اهتماماً مشتركاً، بالاضافة الى اهمية نزع الالغام التي يتولاها دو ميستورا وفريق الامم المتحدة. كما تحدثنا عن الوضع الاقتصادي. واخيراً، تناول البحث مؤتمر الدول المانحة الذي نأمل ان يتحدد له موعد في وقت قريب».

وذكر انان انه ناقش ولحود قضية مزارع شبعا، وقال: «انا اعلم ان موقف الدولة اللبنانية يقول بلبنانية مزارع شبعا من خلال تقديمها للوثائق الى مجلس الامن، وعلى اساسها رسمنا الخط الازرق. واعلنا موقف مجلس الامن القائل ان مزارع شبعا، بالنسبة الى الوثائق التي نملكها، هي سورية. وأعتقد ان هذه القضية ستحل مع الوقت وان الارض ستعود الى لبنان. واسرائيل تعلم ان مزارع شبعا ليست ارضا اسرائيلية، وفي النهاية ستنسحب منها. وانا متأكد من ان المزارع ستعود اما الى لبنان او الى سورية. ولكن يجب ان يتفقا على انها لبنانية لكي تعود الى لبنان. وفي الوقت الحالي يجب احترام الخط الازرق، كما هو مرسوم، ولدينا ما يكفي من المشاكل في المنطقة. ونحن حاليا نركز على الازمة الموجودة في الاراضي المحتلة والصراع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. ونحن لا نحتاج الى فتح جبهة جديدة. وقد دعوت الجميع الى احترام الخط الازرق والحفاظ على الوضع هادئا».

ورداً على سؤال حول الخروقات الاسرائىلية للاجواء اللبنانية، قال انان: «اعتقد ان ممثلي الشخصي دو ميستورا اوضح ان هذا التحليق يعتبر خرقا للاتفاق عندما انسحبت اسرائيل. واوضحنا انه عندما نتحدث عن احترام سيادة الاراضي اللبنانية، فنحن نعني احترام البحر والبر والجو. وهكذا فان تحليق الطائرات يعتبر خرقا للاتفاق. وانا سأحمل هذا المطلب اللبناني الى اسرائيل، عندما التقي رئيس الوزراء الاسرائيلي (ارييل) شارون».

واكد انان وجود «نية طيبة لدى المجتمع الدولي في موضوع مؤتمر الدول المانحة»، وقال: «ناقشت هذا الموضوع مع رئيس الجمهورية ومع رئيس مجلس الوزراء. وآمل في ان يكون بالامكان تحديد موعد والبدء بالتخطيط له».

واعلن انان بعد لقائه بري انه لم يستطع اقناع بري ان مزارع شبعا خاضعة للقرارين 242 و338. وقال: «هو بقي على موقفه وانا على موقفي».