الترحيب مستمر بإعادة الانتشار السوري وزوار البطريرك صفير يرونها «إيجابية»

TT

قوبلت مبادرة اعادة انتشار القوات السورية في بعض مناطق بيروت وجبل لبنان بمزيد من المواقف المعبرة عن الارتياح والترحيب في الاوساط اللبنانية امس، مع تحفظ البعض عليها كـ «خطوة متأخرة وناقصة» حسبما اعلن حزب «الوطنيين الاحرار» الذي رأى فيها رغم ذلك «طابعاً ايجابياً»، وامل في ان تكون «فاتحة خير في العلاقات بين الدولتين، ووعيا لحقوق لبنان في السيادة والاستقلال والقرار الحر».

وجاء في بيان اصدره حزب «الاحرار» عقب اجتماعه الاسبوعي امس: «رأينا ان من المبكر اعطاء رأي حاسم في اعادة انتشار الجيش السوري لجملة اسباب نكتفي بذكر اهمها:

أ ـ جاءت الخطوة متأخرة وحتى اللحظة ناقصة مقارنة مع ما كان يفترض اتمامه منذ عقد من الزمن، مما يطرح اكثر من علامة استفهام بالنسبة الى التوقيت واهدافه.

ب ـ الاعلان الرسمي عن اعادة الانتشار التي شكلت مفاجأة للجميع بمن في ذلك السلطات السياسية والمراقبون.

ج ـ نعتبر ان المبادرة السورية ترتدي طابعاً ايجابياً نأمل في ان يكون فاتحة خير في العلاقات بين الدولتين ووعيا لحقوق لبنان في السيادة والاستقلال والقرار الحر.

د ـ كنا نتمنى ان تتم هذه الخطوة ضمن جدول زمني على قاعدة الانسحاب الشامل والتام، مما يسمح بإقامة علاقات متوازنة انطلاقاً من احجام سورية عن التدخل في الشؤون اللبنانية الداخلية ومن اعترافها الفعلي بنهائية كيان لبنان وخصوصيته ورسالته».

وقد سيطر موضوع اعادة الانتشار السوري على مداولات البطريرك الماروني نصر الله صفير مع زواره في بكركي امس. وقال النائب فارس سعيد بعدما التقى صفير بحضور النائب منصور غانم البون وسمير فرنجية: «لقد اعتبرنا اعادة انتشار القوات السورية خطوة كان قد اعلن عنها الرئيس نبيه بري في بكركي في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وهي بداية لمشوار طويل جداً، لكننا نعتبرها تكملة لورشة الحوار التي بدأت مع نداء المطارنة في 20 سبتمبر (ايلول) الماضي مروراً بوثيقة قرنة شهوان والمنبر الديمقراطي وموقف النائب وليد جنبلاط. لكن النتائج هي التي ستجعلنا نحكم على هذه الخطوة».

وقال النائب فريد الخازن، عقب لقائه صفير: «انها خطوة ايجابية في نظرنا ونظر البطريرك. وهذه الخطوة ليست كل شيء في العلاقات اللبنانية ـ السورية. لكننا لا نريد ان نقلل من اهميتها وتحديداً بالنسبة الى اعادة التمركز في منطقتي بعبدا واليرزة لكونهما ترمزان الى اهمية كبيرة بالنسبة للمؤسسات في لبنان».

اما النائب ناظم الخوري فقال بعدما التقى صفير: «انها خطوة ايجابية، وفيها اظهار حسن نية. ونأمل ان تكون مدخلاً للحوار على الصعيد الداخلي وبين الدولتين. ورئيس الجمهورية قام بمبادرات نأمل في ان تستمر. ويجب ان تكون هناك اعادة تقويم للعلاقة ولا تبقى في متناول الشعب لانه يعيش مرحلة صعبة يتعرض فيها للشائعات والمداخلات».

وعلى الصعيد الميداني، نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر امني في بيروت تأكيده ان عملية اعادة انتشار القوات السورية في بعض مناطق بيروت وجبل لبنان لم تنته بعد وانها ستستكمل خلال الايام القليلة المقبلة لتشمل انسحابات من اماكن اخرى. وكانت القوات السورية قد اخلت 14 موقعاً في مناطق الوروار والحدث والحازمية واليرزة وبعبدا.

ولاحظت النائبة نائلة معوض: «ان مبادرة اعادة الانتشار السورية تلاقي وللوهلة الاولى ارتياحاً كبيراً لدينا ولدى كل اللبنانيين». وقالت: «اننا نتطلع الى استكمال هذه العملية وفقاً لما نص عليه اتفاق الطائف وبالتعاون والتنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية، بما يعزز ديمومة التضامن والتعاون بين البلدين الشقيقين».

ودعا رئيس المحاكم الشرعية السنية الشيخ محمد كنعان الى «عدم اعطاء هذه الخطوة ابعاداً اكثر من كونها تنسيقاً امنياً وسياسياً متفقاً عليه بين القيادتين في سورية ولبنان».

ووصف وزير شؤون المهجرين مروان حمادة الخطوة السورية، بأنها «انتصار للبنان وسورية. وهي تشكل عاملاً مهماً وايجابياً على المستويات كافة، وتؤكد مرة اخرى ان الجيش السوري جيش شقيق ووجوده شرعي ومؤقت».

وقال الامين العام السابق للحزب الشيوعي جورج حاوي: «انها خطوة ايجابية بالغة الاهمية في اطار تعزيز علاقات الاخوة والتعاون بين البلدين، وهي تؤكد روح المسؤولية لدى القيادة السورية والاستعداد للتعاطي الايجابي مع كل المطالب والاقتراحات البناءة التي من شأنها تعزيز السلم الاهلي اللبناني وتوطيد وحدة لبنان».