إسرائيل تحتج على برنامج تلفزيوني بريطاني يبحث محاكمة شارون بتهمة جرائم حرب

TT

أثار فيلم وثائقي أعده الصحافي الايرلندي فيرغيل كين، لبرنامج «بانوراما» في قناة هيئة الاذاعة والتلفزيون البريطانية الأولى (بي. بي. سي) تحت عنوان «المتهم»، في محاولة لتقييم الاتهامات الموجهة لرئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون حول تورطه في جرائم الحرب، وخصوصاً مجزرة صبرا وشاتيلا، غضب إسرائيل وأصدقائها من البريطانيين. وفيما أعرب متحدث باسم السفارة الاسرائيلية عن «قلق عميق» إزاء الفيلم الذي تستعد القناة البريطانية لعرضه مساء غد، نقلت صحيفة «جويش كرونيكال» اللندنية عن «مجلس المندوبين اليهود» في بريطانيا أسفهم لإعداد العمل الوثائقي.

إلا أن متحدثة باسم برنامج «بانوراما» قالت لـ«الشرق الاوسط»: «نعتقد أن من المشروع النظر في هذه المسألة المتعلقة بحقوق الانسان والتي تهم من يعيشون في اسرائيل وخارجها، (خصوصاً أن) شارون رئيس حكومة منتخب ديمقراطيا، ومن المهم معاينة التهم الموجهة له». ونفت أن يكون البرنامج قد تحيز ضد الدولة العبرية كما تزعم السلطات الاسرائيلية، مؤكدة «لقد وجهنا دعوة لرئيس الوزراء الاسرائيلي منتصف مايو (أيار) الماضي، لكنه أناب عنه المتحدث الرسمي باسمه رعنان غيسين الذي استضفناه ولم نقتطع أي جزء من مقابلته». ولدى سؤالها عن شائعات تقول ان الهيئة البريطانية تتعرض لضغوط كبيرة قد تجبر «بانوراما» على إلغاء البث أو تأجيله، شددت على أن «الفيلم سيُبث بنسخته الكاملة في موعده المعلن» موضحة أن كين والمنتج آيدان لافتري وفريق البرنامج بكامله لا يزالون منهمكين في وضع اللمسات الاخيرة على الفيلم قصد عرضه مساء غد. وأضافت ان هذه «اللمسات الاخيرة» لن تؤدي الى جعل العمل أكثر «دبلوماسية» حيال شارون. واستوضحتها «الشرق الاوسط» عما إذا كانت جهات إسرائيلية قد شاهدت نسخة من الفيلم بشكل رسمي أو غير رسمي، أكدت أن «أحداً لم ير الفيلم، فقوانينا في الهيئة تمنع ذلك منعاً باتاً كما أنه ليس من عادتنا أن نعرض عملاً ما على أطراف لها علاقة به قبل بثه». وحول التهديدات التي نسبتها صحيفة «الغارديان» البريطانية لمسؤول في الخارجية الإسرائيلية عن استعدادهم لاتخاذ إجراءات ضد الهيئة إذا بثت الفيلم، أكدت المتحدثة: «هذا مؤسف، وسنواصل عملنا من المنطقة لتغطية أنباء الشرق الأوسط بحياد مطلق وقد قدمنا في الماضي فيلماً وثائقياً ناقداً عن منظمة التحرير الفلسطينية». وأكد الصحافي البريطاني تيم ليولين الذي عمل مراسلاً لتلفزيون الهيئة البريطانية قرابة ربع قرن قضى معظمها في الشرق الاوسط أن «عدم عرض البرنامج قبل بثه هو قاعدة لا تحيد عنها الهيئة مطلقاً، ولذلك أعتقد أن احتجاج الاسرائيليين الصاخب على فيلم لم يشاهدوه هو دليل على شعورهم بالذنب وتصرف غبي للغاية». ولم يستبعد أن يلحق بهم هذا السلوك «قدراً لا بأس به من الضرر»، خصوصاً أن الغربيين بدأوا يتبرمون بالاعتراضات الدائمة على أي شيء يتعرض من قريب أو بعيد لإسرائيل. وأثنى ليولين على زميله كين «الذي ينظر الى قضية الشرق الاوسط بعينين نضرتين لأنه لم يعرف المنطقة من قبل، وهو موهوب قادر على تقديم عمل ناجح ومنصف»، كما يدل رصيده الذي يضم أفلاماً وثائقية عن جنوب افريقيا ورواندا الخ.. حازت جوائز عدة.