مخاوف من مذابح ينفذها مستعمرون يهود ضد الفلسطينيين مع تصاعد حملة التحريض

إذاعة المستعمرين تدعو علنا إلى إحراق الحقول الفلسطينية وإلقاء الحجارة والتعرض للمدنيين

TT

لم يعد المستوطنون اليهود المستعمرون في المناطق الفلسطينية المحتلة يخفون نياتهم لتنفيذ اعتداءات دموية على المدنيين الفلسطينيين، بحجة الانتقام لرفاقهم الذين قتلوا خلال الانتفاضة. ودعت اذاعتهم «القناة السابعة» علنا، امس الى احراق حقول الفلسطينيين وقذفهم بالحجارة والتعرض لكل من يصادفونه منهم.

وقررت قيادة المستوطنين تصعيد ضغطها على الحكومة، خصوصا رئيسها ارييل شارون ووزير الدفاع فيها، بنيامين بن اليعزر، حتى تعلن الحرب على الفلسطينيين وتتم تصفية اجهزة الامن والشرطة وكل التنظيمات المسلحة في صفوفهم. وفي هذا الاطار قرروا تخصيص حافلة ركاب ملأى بالمستعمرين، ترافق شارون الى اي مكان يذهب اليه في النهار، وبحيث يواجهونه في كل مكان بمظاهرة يرفعون فيها شعارا ضخما يذكرونه بواسطته بعدد القتلى اليهود منذ بدء الانتفاضة، وسينصبون خيمة اعتصام امام بيتي شارون وبن اليعزر.

وكان عشرات المستعمرين اليهود قد هاجموا مساء اول من امس، ديوان رئيس الوزراء في القدس، اثر سماعهم نبأ مقتل مستوطن ثان في يوم واحد من مستعمرة حومش. فحاولوا اقتحام السياج. وكان بينهم عدد من المسلحين الامر الذي افزع الحراس من المخابرات والشرطة فاستدعوا تعزيزات على عجل وصدوا المتظاهرين.

ويذكر ان استطلاع رأي نشر اول من امس اشار الى ان 70 في المائة من المستعمرين اليهود يثقون بشارون، مما يؤكد ان الضغوط عليه تأتي بالاساس لمناصرته وتشجيعه واظهار «صبره» كبيرا جدا امام ضغط الشارع وبالتالي تمهيد الطريق امامه ليفجر الاوضاع «في الوقت المناسب»، كما يحلو له ان يقول. لكن هذه الضغوط تترافق مع حملة تحريض جنونية على الفلسطينيين، واعتداءات مباشرة على المدنيين منهم، مما يهدد بارتكاب مذابح ضدهم. وحسب صحيفة «هآرتس» الاسرائيلية، امس فان المستوطنين يتحدثون في ما بينهم عن باروخ غولدشتاين اخر (الطبيب اليهودي المستعمر في مستعمرة قريات اربع، الذي اقتحم مسجد الحرم الابراهيمي في الخليل في احدى ليالي رمضان ـ 25 فبراير (شباط) 1994 ـ وارتكب المذبحة الشهيرة التي راح ضحيتها 29 مصليا).

وخرجت اذاعة المستوطنين «قناة 7»، التي بثت من مستعمرة قرب رام الله، بدعوة صريحة الى المستعمرين تدعوهم فيها الى الانتقام فورا لمقتل اليهود باحراق الحقول والقاء الحجارة، وتلقين الفلسطينيين درسا في الاخلاق وتأديبهم.

وقد رفعت «كتلة السلام» (وهي حركة سلام يهودية راديكالية) دعوى الى الشرطة ضد هذه الاذاعة على هذا التحريض. وبث عضو الكنيست احمد طيبي، رئيس الحركة العربية للتغيير في اسرائيل، برسالة الى المستشار القضائي للحكومة ضمنها شريط تسجيل بذلك التحريض، الذي شارك فيها ثلاثة مذيعين يهود، وطالب باتخاذ اجراءات قضائية ضد الاذاعة والمذيعين. وقال في الرسالة ان ادعاءات الحكومة الاسرائيلية بأن التلفزيون الفلسطيني والاذاعة الفلسطينية يحرضان، تستند الى معيار اخلاقي مزدوج وفارغ، خاصة ان التحريض الحقيقي يأتي دائما من طرف المستوطنين وفي مرات عديدة في وسائل الاعلام الاسرائيلية الرسمية.

من جهة اخرى، قامت صحيفة حزب المفدال الناطق بلسان المستعمرين اليهود، امس، بنشر تصريحات كان قد ادلى بها ارييل شارون عندما كان عضو كنيست معارضا سنة 1996، ردا على العمليات الانتحارية الفلسطينية في اسرائيل. وذكرته بانه في حين قال ان الادعاء بان لا حل عسكريا للارهاب، هو كذب حقير، وبأنه كتب يومها بأنه يجب شن هجوم كاسح على الارهاب الفلسطيني بحيث يتخذ اصحابه خط الدفاع «يجب محاربتهم من دون اي اعتبار لقيود اوسلو. يجب ان يمنع الارهابيون القتلى من الدفن في مقابر اسلامية، ودفنهم في جلد خنزير كما فعل البريطانيون مع الارهابيين في ماليزيا». وطالبت الصحيفة شارون بان ينفذ اقواله.