خبراء إسرائيليون وفلسطينيون: جولة باول تستهدف منع هجوم إسرائيلي وفرض وقف الانتفاضة على الفلسطينيين

TT

رحب الاسرائيليون والفلسطينيون، كل لاسبابه الخاصة بقرار الرئيس الاميركي جورج بوش ارسال وزير خارجيته كولن باول، الى المنطقة الاسبوع المقبل.

ولوحظ ان الطرفين اخذا يستعدان له، منذ يوم امس، اذ انخفضت بشكل حاد حالات الصدام والمواجهات. واتفق قادة الاجهزة الامنية من الطرفين على عقد جلسات متتابعة خلال 48 ساعة تستهدف وضع جدول زمني لانهاء الحصار ووقف النار والانسحاب الاسرائيلي من المواقع الاحتلالية المتقدمة الى مواقعها السابقة ما قبل الانتفاضة.

وكان الفلسطينيون قد اعربوا غير مرة عن رغبتهم في تدخل اميركي رفيع المستوى وتدخل اوروبي وعربي فاعل من اجل تفكيك عقد الصراع وتطبيق الاتفاقيات الموقعة والوصول الى مفاوضات جادة وعميقة للحل النهائي، وهو الامر الذي ترفضه اسرائيل بشكل قاطع. وعلى الرغم من ان التدخل الاوروبي والعربي، وكذلك الامم المتحدة ما زال محدودا، الا ان قرار ارسال باول هو خطوة في الاتجاه الذي يرغب الفلسطينيون فيه. وهم على قناعة بان مجرد الاعلان عن الزيارة سيمنع اسرائيل من تنفيذ هجومها المخطط لتصفية اجهزة الامن الفلسطينية.

وكما قال د. صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين ووزير الحكم المحلي، امس، فان اسرائيل عملت وستعمل كل ما في وسعها لمنع وقف النار، وذلك حتى لا ننتقل الى الخطوة المقبلة في تقرير ميتشل، ألا وهي التجميد التام لكل النشاطات الاستيطانية في جميع الاراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس. وهي بالطبع ليست معينة بالظهور أمام العالم على انها هي التي تخرق الاتفاق، لذلك تتهمنا باستمرار باشعال النار. ونحن نريد ان يدرك الاميركيون عن قرب من هو المسؤول عن هذا التوتر.

وقال عريقات: لقد اقترحنا على الادارة الاميركية ان تفرض جدولا زمنيا لتطبيق توصيات لجنة ميتشل، وان ترسل مراقبين من طرفها ومن طرف اوروبا، لضمان وقف النار، لكن اسرائيل تعارض ذلك. والسبب في رفضها انها معنية بالحرب. وتريد ان تخنقنا حتى نصاب بانهيار اقتصادي وسياسي، فهذا هو الدافع للحصار الخانق على شعبنا، وهذا هو الدافع لشل اقتصادنا وهذا هو الدافع لحجب اموال السلطة الوطنية وشل حركتها».

اما في اسرائيل فيرون في زيارة باول انها تأتي لتحقيق هدف اساسي واحد هو فرض وقف النار على الفلسطينيين وتهديد عرفات بدفع ثمن استمرار المواجهات غاليا. ويذكرون في هذا السياق ان باول كان قد تفوه امام عرفات، بعيد عملية تل ابيب: «..اذا لم توقف النار فورا، لن يكون بمقدورنا ان نساعدك على شيء سوى مساعدتك على الرحيل الى تونس».

وأعرب وزير الخارجية، شيمعون بيريس، عن ارتياحه من قدوم باول قائلا: ان اطلاق النار الفلسطينية انخفض منذ اعلان عرفات بنسبة النصف في قطاع غزة ونسبة الثلثين في الضفة الغربية. وهذا جيد، لكنه غير كاف. ونتوخى من باول ان يقنع الفلسطينيين بانهم هم المتضررون من استمرار اطلاق النار اكثر من سواهم.

واعلن رئيس الوزراء، آرييل شارون ان مجيء باول هو فرصة اخيرة أمام الفلسطينيين للنزول عن الشجرة العالية التي تسلقوها. وقال ان قوات الجيش تلقت اوامر واضحة في الدفاع عن الاسرائيليين ومنع الفلسطينيين من تقييد حرية حركتهم.

والمعروف ان شارون يسافر الى واشنطن، بعد غد للقاء الرئيس الاميركي جورج بوش والتباحث معه في سبل الضغط على عرفات لوقف المواجهات. وقال ان هذه الزيارة تندرج في اطار جهود دولية واسعة لهذا الغرض، مشيرا الى ان مصر والاردن واوروبا تشارك الولايات المتحدة في هذه الجهود.

وكانت المناطق الفلسطينية قد شهدت امس عدة حوادث اطلاق نار محدودة، اسفرت عن اصابة جندي اسرائيلي بجراح. وقد اجمعت الصحف الاسرائيلية امس، على ان الحكومة قررت العودة الى عمليات الاغتيال ضد عناصر قيادية ميدانية من الفلسطينيين.

وحذر مروان البرغوثي، امين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية، من الحملة الاسرائيلية التحريضية عليه بالادعاء انه يقف وراء عمليات قتل المستوطنين اليهود.

وقال ان هذه الحملة تستهدف التمهيد لاغتياله.. وحذر من ذلك بقوله ان «اسكات مروان البرغوثي، لن يسكت الانتفاضة الهادفة الى التخلص من الاحتلال، بل بالعكس فسوف يشعلها اكثر».