تحركات دبلوماسية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين والإسرائيليين

TT

غزة ـ دمشق ـ رام الله ـ الوكالات: تشهد الاراضي الفلسطينية واسرائيل نشاطا دبلوماسيا مكثفا خلال الايام القليلة المقبلة لتثبيت وقف اطلاق النار الهش الذي تم التوصل اليه قبل نحو اسبوع ولا يزال يتعرض لانتكاسات.

وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس ان الايام المقبلة «ستشهد تحركا دبلوماسيا مكثفا في اطار الجهود الدولية المبذولة لاعادة الوضع الى طبيعته وهدوئه». وكشف ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات سيستقبل اليوم في رام الله الممثل الاعلى للعلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، على ان يلتقي مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز غدا.

ويأتي ذلك قبل زيارة وزير الخارجية الاميركي كولن باول الاسبوع القادم الى المنطقة. وكان الرئيس الاميركي جورج بوش قد اعلن مساء اول من امس عن «احراز تقدم في الشرق الاوسط» يبرر ارسال باول الى المنطقة داعيا الاطراف الى «بذل كافة جهودهم من اجل التوصل الى السلام». وتتزامن هذه التحركات الاميركية والاوروبية المكثفة مع تواصل الاجتماعات الامنية الفلسطينية ـ الاسرائيلية تحت رعاية اميركية، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين بخرق وقف اطلاق النار.

في حين وصف مسؤول امني فلسطيني الجو الذي ساد اجتماعين امنيين فلسطيني ـ اسرائيلي بانه كان «بناء حيث دار نقاش جدي وجذري ومعمق لمجمل الحيثيات التي لها علاقة بانهاء الوضع الحالي واعادة الامور الى ما كانت عليه قبل سبتمبر (ايلول) الماضي كمقدمة للمفاوضات السياسية التي يجب ان تبدأ بسقف زمني محدد وبجدية». وهي المرة الاولى التي يصف فيها الفلسطينيون مفاوضات امنية مع الجانب الاسرائيلي بالبناءة.

الا ان الاذاعة الاسرائيلية ذكرت ان خلافات عميقة ظهرت خلال الاجتماع حول مسألة تطبيق وقف اطلاق النار الذي دخل رسميا حيز التنفيذ في 13 يونيو (حزيران) اثر وساطة قام بها مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي. آي. اي) جورج تينيت.

واتهم احمد عبد الرحمن امين عام مجلس الوزراء الفلسطيني في تصريح الحكومة الاسرائيلية بـ«الاستمرار في خرق وقف اطلاق النار واستمرار هجمات المستوطنين ومواصلة الحصار وعدم تنفيذ ما وعدوا (الاسرائيليون) به من رفع الحصار والحواجز العسكرية».

من جهة ثانية نقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن مسؤول عسكري رفيع المستوى ان الجيش حصل على الضوء الاخضر لتنفيذ «عمليات محددة» ضد ناشطين فلسطينيين ضالعين في اعتداءات. واعلنت الحكومة في ختام اجتماعها الاربعاء الماضي ان اسرائيل لا تزال ملتزمة بوقف اطلاق النار الذي بدأ تطبيقه في 13 يونيو لكنها في الوقت ذاته «تحتفظ بحق التحرك في حال الدفاع المشروع عن النفس وللحؤول دون وقوع اعتداءات ضد جنودها والمدنيين». وفسرت وسائل الاعلام الاسرائيلية هذا التحذير على انه ضوء اخضر لتصفية ناشطين فلسطينيين.

وتعهدت جماعة منبثقة عن حركة فتح امس بتصعيد الهجمات على المستوطنين اليهود والجنود الاسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت ألوية شهداء الاقصى في بيان اعلنت فيه المسؤولية عن قتل اثنين من المستوطنين الاثنين الماضي، انها تؤكد مجددا للشعب الفلسطيني العظيم ان مجموعاتها العسكرية والامنية مستمرة في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال. واضاف البيان ان هذه العمليات ضمن خطة الوية شهداء الاقصى لتوسيع دائرة المقاومة المسلحة ضد المستوطنات التي اقيمت على اراض فلسطينية.