حملة إسرائيلية على بريطانيا بعد اعتذار بلير عن عدم استقبال شارون خلال توقفه في لندن

أحد وزراء إسرائيل يقول إن رفض بلير ناجم عن عداء تاريخي!!

TT

تثير اسرائيل حملة ضغوط على بريطانيا، لكي يستقبل رئيس وزرائها توني بلير، رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، عندما تهبط طائرته لساعتين في مطار جانبي في لندن بعد غد الاحد.

وكانت الحكومة البريطانية قد اعتذرت عن اجراء لقاء كهذا، معللة الامر بالقول ان يوم الاحد هو يوم استراحة رئيس الوزراء. ولا يستطيع قطع استراحته لأي لقاء سياسي. ورحبت الحكومة البريطانية باجراء لقاء في موعد آخر.

لكن هذا الجواب لم يرض الاسرائيليين، واعتبروه موقفا سياسيا متحيزا، قالوا ان سياسة بريطانيا باتت تتسم به في السنوات الاخيرة، لصالح العرب والفلسطينيين.

وراح وزير الامن الداخلي الاسرائيلي عوزي لانداو (ليكود)، ابعد من ذلك ليعتبر هذا الموقف البريطاني «حلقة اخرى في سلسلة العداء التاريخي لاسرائيل عموما ولليمين فيها بشكل خاص». وقال لانداو للاذاعة الاسرائيلية بالعبرية، امس: «ان بريطانيا لا تنسى لنا دورنا في تحطيم امبراطوريتها الاستعمارية. فنحن (اليهود) كنا اول من قاوم استعمارها عسكريا. وكان لهذه المقاومة، ورحيل بريطانيا عن ارض اسرائيل (فلسطين) بفضلها، اكبر الاثر على شعوب العالم المستعمرة الاخرى، فبدأت تقاوم مثلنا حتى انهارت الامبراطورية الانجليزية».

وقال لانداو: «ان الحكومة البريطانية تصرفت مع مناحم بيغن، عندما كان رئيسا للمعارضة الاسرائيلية (قبل عام 1977)، مثلما تتعامل اليوم مع شارون. ففي حينه رفضت دخوله بريطانيا، بسبب دوره في تفجير فندق الملك داود في القدس (الذي اسفر عن مقتل عشرات البريطانيين) وغير ذلك من العمليات العسكرية قبل سنة 1948. وقد حان الوقت لأن ترفع اسرائيل صوتها بشكل موحد ضد هذا العسف».

الجدير ذكره ان شارون يغادر بعد غد الى الولايات المتحدة لمقابلة الرئيس جورج بوش. ومثل كل الرؤساء الاسرائيليين الذين يسافرون في طائرة سلاح الجو القديمة (بوينج 727)، يضطرون للهبوط في اوروبا للتزود بالوقود. وقد كانت الطائرة تحط في مطار امستردام، حتى سنة 1999، وكان يضطر رئيس الحكومة الهولندي الى الاستيقاظ مبكرا (3 ـ 4 فجرا) والحضور الى المطار خصيصا لمقابلة رئيس الحكومة الاسرائيلية. وكان الصحافيون وافراد الحاشية الاسرائيليون الذين يرافقون طائرة رئيس الحكومة يتندرون حول هذا اللقاء الفارغ. فهو يكون عادة لقاء مجاملة بلا مضمون، يجبر عليه رئيس الحكومة الهولندية ويمضي معظمه بالتثاؤب.

وقد وضعت هولندا حدا لهذا اللقاء في سنة 1999، حين سنت قانونا يمنع هبوط الطائرات القديمة، ذات درجة محدودة من الضجيج، في مطاراتها. ولحسن حظ رئيس الحكومة الهولندية، فان طائرة سلاح الجو الاسرائيلي تدخل في اطار تلك الممنوعات. ويقال ان هذا القانون لم يأت بالصدفة، بل ربما جاء ليوقف ذلك اللقاء الصباحي المتعب، الذي يضطر اليه عدة مرات في السنة (رؤساء حكومات اسرائيل يزورون الولايات المتحدة بمعدل 4 مرات في السنة على الاقل).

عندها، لم تجد اسرائيل مطارا يستقبل طائرة سلاح الجو للتزود بالوقود في اوروبا، سوى مطار جانبي يقع شمالي لندن. ولكن، منذ استخدام هذا المطار اول مرة (في زمن ايهود باراك)، لم يحدث ان قدم رئيس الوزراء البريطاني للقاء اي رئيس حكومة اسرائيلي، ولا حتى ايهود باراك عندما عاد من كامب ديفيد وحظي بتأييد عالمي جارف. ولهذا فان حملة الضغط الاسرائيلية الحالية على بريطانيا تبدو غير مفهومة.